الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بكراهية لي من أمي وأبي، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا عمر من المغرب

لا أعرف! ولم أحس بحنان من طرف أمي وأبي، والسبب يضربونني ويشتمونني بكلام فاحش، كيف أتعامل معهم؟! ويفضلون أخواتي و إخواني علي، علماً نحن 9 الأولاد والأب والأم.

أفكر في الهروب بعيداً بعيداً، ولكن ليس لدي مال، ونحن فقراء، وأريد أن أصبح موظفاً، ولكن عند الهروب أريد الدخول إلى خيرية ما، لإكمال الدراسة.

لقد ركبوا في عقدة نفسية، كانوا يضربونني عندما أتشاجر أو أكسر شيئاً في البيت أو أناقش أخي الصغير لأنه يضربني ويذهب عند أمي ويقول لها إن عمر يضربني! وأن لا أفعل، وتأتي هي بحذاء وتضربني في رأسي.

في إحدى المرات شاركت في مسابقة الأنشودة وكنت أنا الفائز الأول، حيث ربحت الهدايا والمال، لما ذهبت إلى البيت قالت أمي (مبروك)، وقال لي أبي اتبعني ودخلت البيت وتبعته أمي، وقال لي بفضلي ربحت، عليك إعطائي المال، نظرت إلى المال وأخذت بعض الورق وأعطيته، وقال لي أريدهم كلهم، ولما تريدهم سوف أعطيك إياه.

أعطيته، وفي الصيف أردت الذهاب بالأموال إلى المخيم، وطلبت من أبي أن يعطني، وبدأ يقول أنا الذي ربيتك منذ كنت صغيراً، فأعطني المال منذ 15 سنة!

المشكلة أعطى المال لأخي الأكبر للذهاب هو وصديقه في رحلة الشباب إلى البحر والجبال والغابات.

كم بكيت والله أعلم بي.

أرجوكم أروني الطريق الصحيح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أهلاً بك يا عمر في موقعك إسلام ويب، وكم نحن سعداء بك وسعداء بتواصلك معنا، وسعداء باستشارتك وسعداء كذلك بطريقة عرضك لمشكلتك، ويبدو أنك ستكون كاتباً جيداً يا عمر، لو اهتممت بنفسك أكثر .

ولدنا الحبيب عمر، اعلم أن حديثنا معك هو حديث يتسم بالصراحة والوضوح والأمانة، فربما لم نلتق ولكن المستشار مؤتمن، ونحن أمناء على كلامنا، ولذلك سنجيب على سؤالك في عدة نقاط :

أولاً : اعلم يقيناً يا عمر أن محبة الوالدين لولدهما فطرة فطر الله البشرية عليها، فأنت لم تر معاناتهما في صغرك، وكم تعبا وتألما لألمك، وإذا أردت أن تعلم يا عمر فانظر إلي أي أبوين عندهم طفل رضيع، كيف يتعبان في تربيته، وإذا رجعنا أكثر فانظر كيف تتحمل الأم تعب الحمل والولادة والرضاعة وما يتبع ذلك!

إن والديك يا عمر يحبناك، هذا أمر ليس بيدهما، بل إن الله هو من فطرهما على محبتك .

ثانياً: هناك فرق كبير بين الخطأ والبغض، وأريد أن أوضح لك هذه النقطة لأنها هامة جداً، قد يفعل الوالد أمراً أنت تراه خطأ من وجهة نظرك، لكنه لا يدل أبداً على بغض أو تفاوت في المحبة، فمثلاً ضرب والديك لك أو سبهم إياك، لا يدل على بغض أو تفاوت محبة، بقدر ما يدل على أمر أكثر ما نصفه أنه خطأ قد حدث، فلا تحمل الأمر ما لا يتحمل.

اعلم أن البشر جميعاً لو اجتمعوا وأظهر كل منهم محبته لك لن يكون عشر معشار محبة والديك لك.

ثالثاً: إن الله فطر الوالدين على محبة الولد، ووضع محبته في قلوبهما، وجعل برهما واجباً وفرضاً، وجعل جزاء ذلك البر الجنة، حتى لو جاهداك على أن تكفر بالله عز وجل أمرك الله بمصاحبتهما، قال تعالى {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا}.

رابعاً : نتمنى عليك أن تجلس مع والدتك على انفراد، ومع والدك بعد ذلك، لتسألهما سؤالاً محدداً وهو : ما هي الأمور التي أفعلها تغضبكم؟ فإذا علمت الأسباب التي تدفعهم إلى الغضب منك وما يترتب عليه من سب أو ضرب ساعتها ستزيل تلك الأسباب، وستتجنب كثيرا من ذلك .

أود منك أن تصرف وساوس الشيطان عنك (في مسألة الهروب)، وأن تحب والديك، وأن تثق أنهما يحبانك، فلا تستمع لوساوس الشيطان .

سعداء بك، ونتمنى أن تتنامى المحبة لك من والديك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات