الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن ألد بدون عملية قيصرية.. ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا حامل بشهري الخامس، وهذا مولودي الثالث، والحمد لله، وأود مشورتكم وخبرتكم الواسعة جداً..

في ولادتي لابني الأول عانيت كثيراً كثيراً، فطبيبتان و 5 ممرضات فوق رأسي لتوليدي! مع استخدام شفاط أول صغير، وثاني كبير، ورفض الجنين أن ينزل بدون أي سبب واضح.

حتى لا حظوا تعباً في قلب الجنين، فحولوني للقيصرية وأنا في حالة يرثى لها جداً جداً من الألم والصراخ ولد ابني والحمد لله.

وبعد ساعتين اكتشفوا تضخماً بقلبه، وبقي 15 يوماً بالعناية المركزة، نتيجة ضغط الولادة عليه، ولمدة سنة كاملة يتناول أدوية القلب، وتم له الشفاء التام، والحمد لله، والآن عمره 5 سنوات.

في ولادتي الثانية، راجعت -والله- فوق 15 طبيبة لتخبرني أن ألد قيصرية، والكل رفض، لأنه لا يوجد سبب للقيصرية، فولدت طبيعيا بعد جهد جهيد، وأنا على كرسي الولادة من 9 مساء حتى 3 فجراً.

ولقد أخبرتني الطبيبة بأني سألد على (جفاف) فاضطرت لتضع 4 علب كبيرة من الجل المزلق لينزلق الجنين.

وكلما تذكرت تلك الأيام دموعي وحدها والله تنهمر من شدة ما رأيته من عذاب.

أنا الآن في كابوس الولادة، ورغم أن هنالك طبيبة واحدة في بلدي، وليس الغربة، كما أن لدي عظمة تصعب علي ولادة طبيعية، فالأفضل ولادتي قيصرية، لأنني حتما سأتعذب.

أما في بلد الغربة لم يكتشف أحد هذه العظمة المنخفضة.

أرجوكم ماذا أفعل؟ هل هناك فحص معين يبين نوعية ولادتي؟

ساعدوني والله نفسيتي متعبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ موزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أتفهم خوفك وقلقك يا عزيزتي، ولكني أحب أن أقول لك بأن الولادة تمر بمراحل, وهذه المراحل لها طول زمني متعارف عليه، ويجب مراعاته، وعدم تجاوزه أو اختصاره, وهو يختلف حسب كون السيدة بكرية أو سبق لها الولادة.

لأن الولادة الطبيعية تبقى أسلم بكثير من العملية القيصرية - سواء للأم أو للجنين - فيجب الصبر وإعطاء السيدة الفرصة كاملة لتلد بشكل طبيعي إن أمكن.

العملية القيصرية هي عملية كبرى, تحمل معها بعض المخاطر, ولا يجب أن يتم اللجوء إليها بسرعة, بل لابد من وجود استطباب مؤكد وضرورة حقيقية لها, وهنا تأتي خبرة الطبيب أو الطبيبة في أخذ القرار في الوقت المناسب.

أعتقد بأن ما حصل في الولادة الأولى هو أن الطبيبة أرادت أن تعطيك الفرصة كاملة في أن تتم الولادة بشكل طبيعي, ثم تدخلت عندما رأت أن القيصرية هي الأسلم.

وللإنصاف والأمانة أقول بأنها تملك الخبرة العملية وتعمل بطريقة أكاديمية جيدة, ولكن كان من الواجب في المرتين السابقتين إعطاؤك مسكنات ومهدئات فعالة, بحيث تستطيعين تحمل الألم والانتظار, وهنالك الكثير من المسكنات القوية والمهدئات الفعالة المخصصة لهذا الشأن.

لو أن كل ولادة طالت مدتها، من وجهة نظر الأم طبعاً أو اشتدت آلامها, لقمنا بتوليد كل النساء عن طريق القيصرية, ولما ولدت أي سيدة ولادة طبيعية.

ولا يوجد في طب الولادة تشخيص اسمه عظمة منخفضة, ولكن قد تكون الطبيبة -التي راجعتها في بلدك- تقصد أن لديك ضيقاً في الحوض.

إن ضيق الحوض قد يكون سبباً في صعوبة الولادة الطبيعية وتعسرها.

على كل حال حتى في حالة الشك بوجود ضيق في الحوض يمكن عمل صورة أشعة على عظام الحوض، ثم قياس أقطار الحوض طولاً وعرضاً, وهذه هي الطريقة التي كان يلجأ إليها لتقييم سعة الحوض حتى فترة قصيرة.

لكن حديثاً تبين بأن أفضل طريقة لمعرفة وتشخيص ضيق الحوض هي أن تتم تجربته عملياً, أي أن يتم إعطاء الفرصة للسيدة لتدخل في حالة ولادة حقيقية, ثم مراقبة تطور الولادة, لأن المهم ليس حجم الحوض فقط, بل حجم الجنين ومطابقة محاور جسمه مع محاور الحوض.

كثير ممن لديهن ضيقاً في الحوض قد يلدن بشكل طبيعي إن كان الجنين بحجم صغير, والعكس أيضاً يحدث, فقد يكون الحوض واسعاً عند السيدة والجنين بحجم صغير, لكن وبسبب سوء مطابقة رأس الجنين للحوض يتعسر المخاض.

بالنسبة لوضعك الآن فكلا الخيارين وارد ومقبول, أي خيار القيصرية وخيار الولادة الطبيعية.

ما هو متبع حالياً في أمريكا هو:

1-أن السيدة يمكن أن تأخذ فرصة لمحاولة الولادة الطبيعية- في حال كان سير الحمل طبيعياً- وكان لديها قيصرية سابقة تلتها ولادة طبيعية.

2- بنفس الوقت يمكن اللجوء إلى العملية القيصرية مباشرة إن رفضت السيدة أن تأخذ هذه الفرصة, وكانت راغبة بالعملية منذ البدء, وهنا عليها أن توافق خطياً على هذا القرار.

كلا الخيارين أمامك، وعليك أن تختاري, وهنا ليس من حق الطبيبة أن ترفض الآن في حال اخترت أنت اللجوء مباشرة إلى القيصرية منذ البداية.

ما أراه مناسباً لك هو إعطاؤك الفرصة بالولادة الطبيعية لفترة قصيرة فقط, مع إعطاء المسكنات القوية والمراقبة الدقيقة في غرفة الولادة, فإن تطور المخاض بشكل طبيعي وسريع، وحدثت الولادة, فتكونين قد ارتحت من العملية بإذن الله, وإن حدث أي طارئ لا قدر الله فيكون اللجوء إلى القيصرية هو ضرورة خارجة عن إرادتك.

الخيار يجب أن يكون لك وبموافقتك التامة, ولكن إن تمت الولادة هذه المرة عن طريق القيصرية فالولادات القادمة كلها يجب أن تكون عن طريق القيصرية.

إن اخترت الولادة عن طريق العملية القيصرية فيجب عليك من الآن البحث عن طبيبة نسائية، والاتفاق المسبق معها على أن تكون الولادة عن طريق العملية القيصرية, وأن تكتب هذا في ملفك الطبي, بحيث تقوم بإدخالك المستشفى في منتصف الشهر التاسع لإجراء عملية قيصرية انتخابية.

لا داعي للقلق والتعب النفسي يا عزيزتي, فهذا بحد ذاته يجعل الولادة تتعسر، لأن الخوف الزائد يؤثر على فاعلية التقلصات الرحمية، وعلى استجابة عنق الرحم.

أنصحك بصلاة الاستخارة، والإكثار من الدعاء أنت وزوجك، ثم التوكل على الله عز وجل، فهو خير الحافظين.

ندعو الله العلي القدير أن يتم لك الحمل والولادة على خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق سوسو

    انشالله تكومين بسلامه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً