الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي لا تحترمني فكيف أتعامل معها؟

السؤال

ابنتي عمرها تسع سنوات, وهي الأكبر مع أخيها التوأم, ثم بعدها أختها -والتي عمرها أربع سنوات- ثم رضيع عمره أربعة أشهر, مشكلتي معها عدم احترامها اللفظي لي, فهي ترفع صوتها عليّ كثيرًا, ولا تصدق كلامي -وكأني أنا ابنتها وهي أمي- كثيرًا ما أشعر أنه لم يبقَ لها إلا أن تضربني, علمًا أني لا أتعامل معها إلا بالحوار, لكني عندما أحاورها تنظر إليّ على أنها منزعجة من كلامي, وكأنها ملّت مني ومن حواري معها, لا أضربها إلا نادرًا جدًّا جدًّا, وإذا ضربتها لا تنزل منها إلا دمعة واحدة فقط, رغم أني أعلم أنها تحبني كثيرًا, وتخاف عليّ, هذه هي مشكلتي الأولى معها.

ومن ناحية ثانية تتعبني بكثرة شرودها ونسيانها, فكثيرًا ما تبدأ بالشيء, لكنها تتلهى عنه بشيء آخر فلا تكمله وتنساه, فالعمل الصغير يأخذ منها وقتًا طويلًا, وهي تشتكي لي من كثرة خيالها, لكني أحيانًا أشعر أنها مسرورة بخيالاتها, وتحب أن تجلس وتتخيل, وأحيانًا أخرى أشعر أنها منزعجة قليلًا, لكنها رغم هذا متفوقة جدًّا في مدرستها, إلا أنني في الآونة الأخيرة أشعر بتراجع طفيف, أخيرًا أشعر أني أثقلت عليكم, لكن بقيت نقطة واحدة وهي أنها كثيرة الشجار مع إخوتها, تغار من أخيها التوأم كثيرًا, وتنتقد أختها الصغيرة باستمرار.

كيف أتعامل معها؟ أرشدوني فأنا متعبة جدًّا منها!

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرًا لك على السؤال.

لاشك أن نوع علاقتك بطفلتك هذه يجب أن تتغيّر إلى نوع آخر من العلاقات بحيث تكون أكثر إيجابية وأكثر صحة، ودعيني أقول هنا: إن هذا ممكن ومتيسّر بعون الله.

إن من أكثر أسباب السلوك "المتعب" عند الأطفال هو: رغبتهم في جذب الانتباه إليهم، فإن لم يأخذوا الكمية المطلوبة من الانتباه بالطرق "السلمية" أخذوه بطرقهم الخاصة، وهم في غاية الذكاء في تحقيق هذا.

أطلب منك وخلال الأسابيع المقبلة أن تقومي بتوجيه انتباهك إلى طفلتك على كل عمل إيجابي سليم، مهما صغر هذا العمل، فكلما عملت شيئًا حسنًا مهما صغر، أشعريها بأنك قد رأيت هذا العمل، واشكريها عليه:
• "شكرًا حبيبتي أنك لاعبت إخوتك بشكل لطيف"
• "شكرًا أنك كتبت واجبك المدرسي"
• "شكرًا أنك ساعدتني في ترتيب الغرفة"
• "شكرًا أنك نظفت أسنانك"....

نعم تشجعينها على كل عمل طيب تقوم به، مهما كان بسيطًا وصغيرًا.
وفي نفس الوقت محاولة غض النظر عن أي سلوك سلبي تقوم به، طالما أنه سلوك لا يؤذيها, أو يؤذي إخوتها, أو غيرهم، وإذا قامت بعمل يؤذيها, أو يؤذي غيرها فعليك هنا بالتدخل, وإيقاف هذا العمل, وبشكل سلمي لطيف, إلا أنه حازم.

وإذا قمت بما ذكرت لك في الأعلى، فستلاحظين وخلال فترة قصيرة جدًّا أن نوعية علاقتك بطفلتك قد تغيّرت كليًا، وأصبحت أكثر إيجابية, وستلاحظين أن معظم الصعوبات التي وردت في سؤالك: كالغيرة من إخوتها, وغير ذلك قد بدأت تخفّ, ومن ثم تختفي.

ولا تنسي هنا أنك تقومين على تربية أربعة أطفال، فلابد لك، ولكي تتمكني من القيام بهذا الواجب بالشكل الحسن والذي ترغبين فيه، لابد لك من الاهتمام والاعتناء بنفسك من حيث الهوايات, وما تستمتعين القيام به لنفسك أنت، فأن تتركي الأطفال لساعات مع زوجك أو غيره، وتذهبي لممارسة هواية أو نشاط لك، ومن ثم تعودين إليهم في حالة من النشاط والهمة، خير لك ولهم ومن أن تحبسي نفسك معهم، فتتوترين عليهم، وتنزعجين, فلا تقدمين لهم الرعاية التي تحبين.

ولا بأس أيضًا من تصفح كتاب أو كتب في تربية الأطفال، والطرق الأمثل للتعامل معهم, وحسن تربيتهم.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ام عبدالرحمن

    من جد نفس مشكلتي مع بنتي بجرب طريقتك وربي يهديهم ويصلحهم لنا

  • مصر ghada

    ربنا يبارك فيك

  • لبنان سلام

    شكرا للمساعده

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً