الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وخز في القلب وتنميل في الأطراف ... ما تفسير ذلك وعلاجه؟

السؤال

السلام عليكم

وأسأل الله لكم الأجر.

أبلغ من العمر -ولله الحمد-31 عاما، متزوج، ومدخن، مشكلتي بدأت بالتحديد من سنة، كان أولها آلام في يدي اليسرى عبارة عن تنميل ووخز بعدها انتشر في كامل الجسم مع الرجلين، ووصل الألم حتى القلب مع وجود آلام مبهمة في الصدر، وأحيانا تنميل في الصدر فوق القلب مباشرة، عانيت كثيرًا وحتى الآن من وخز القلب، وتنميل في الأطراف.

هذه الأيام اشتد علي الألم حتى تعكر مزاجي حيث أني من هم إلى هم، ووسواس إلى وسواس حتى وضوء الصلاة أعيده أكثر من مرة، وبمجرد الألم تنتابني حالة هلع شديدة، وتفكير غير طبيعي، وأحس بأني سوف أموت، ويشتد علي الألم، هذه الأيام ظهر لدي ألم غير طبيعي، وهو أني بينما أنا جالس أحسست في أطراف أصابعي كلاهما اليسرى بصعقة مثل الكهرباء، وصلت للجزء الأيسر من الصدر فوق القلب، وبعده بقليل أحسست بقليل من نفس الألم بأطراف اليد اليمنى.

مع العلم بأني أجلس في وضع غير صحيح لفترة تتجاوز الخمس أو الست ساعات متواصلة، أكثرها على رقبتي ، ومع شدة الخوف يصل نبض القلب أحيانا إلى 100 وأكثر، ولكن يعود إلى وضعه بعد الراحة بين 75 و 85 ، وبعض الأحيان يكون 68، عملت قبل أربعة أشهر (إيكو وتخطيط بالمجهود) لدى استشاري قلب وأوعية دموية، وقال لا يوجد شيء، وقلبك سليم -ولله الحمد- ، فلم أرتح وذهبت لأخصائي قلب، فعمل إيكو، وقال يوجد ارتخاء بسيط لا يحتاج لعلاج في الصمام المترالي.

ذهبت لاثنين من الاستشاريين للقلب كلاهما أكدا أن القلب سليم، وليس به شيء، يقال أن لدي تهيج بسيط في القولون، وحقيقة يوجد لدي جرثومة في المعدة لم تذهب بعد، مع الإحساس أحيانا ببرودة في أطراف الرجل، لا تدوم طويلا، وأكثر أوقاتي أكون معصب جدًا، وإذا اشتد التعصب أحس بألم في بطني من اليسار، والآن يا دكتور ماذا تعتقد طبياً؟ وما هي قصة الألم الذي مثل الكهرباء في أطراف الأصابع؟ وما سبب النبض في بعض أنحاء الجسم مثل اليدين، والظهر؟

وفقك الله، ودمتم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فقد طرحت الأعراض التي تعاني منها بصورة جيدة وممتازة، بل هي مثالية جدًّا، ومن الواضح جدًّا أن كل أعراضك الجسدية ناتجة من القلق النفسي الذي تعاني منه، وهنالك روابط مهمة جدًّا هي التي جعلتك تقلق لهذه الدرجة، وأهم هذه الروابط هو التدخين، حيث يعرف عن التدخين أنه من أكبر مسببات الذبحات القلبية، وبما أنك مدخن أرى أن كل أعراضك قد اتجهت نحو القلب، وهذا نوع من التماهي الذي يحدث لبعض المدخنين.

الذي أستطيع أن أقوله لك، وكما أكد لك أطباء القلب أن قلبك سليم بفضل من الله تعالى، وهذا في حد ذاته يجب أن يكون مشجعًا ومحفزًا لك للتوقف المباشر عن التدخين، لأن أضرار التدخين هي أضرار تراكمية.

الذي يتمادى ويستعمل الدخان لفترات طويلة لا شك أن شرايين القلب سوف تضعف وتتصلب وهذا يؤدي إلى عواقب خطيرة معروفة للجميع، فأول خطوات علاجك هي أن تتوقف عن التدخين.

الأعراض خاصة العرض الذي يسبب لك انشغالاً خاصة شعورك بالألم مثل كهرباء في الأصابع، هذا من وجهة نظري أن القلق عامل رئيسي فيه، لكن بما أنك ذكرت أنك تجلس في وضع غير صحيح مما يجعل عضلات الرقبة وربما السلسلة الفقرية تكون في وضع غير سليم، وهذا يؤدي إلى ضغط على الأعصاب التي تخرج بين فقرات الرقبة، وهي الأعصاب المسؤولة عن الإحساس والحركة في اليدين، الضغط عليها قد يؤدي أيضًا إلى شعور بما يشبه الصعق الكهربائي والتنميل في أطراف الأصابع.

أنصحك بأن تجلس بصورة صحيحة وصحية، وتكون حذرًا أيضًا فيما يخص طريقة النوم، فيجب أن تكون المخدة والوسائد من النوع الخفيف جدًّا.

بالنسبة للشعور بالنبض في أنحاء الجسم: هذا ناتج من القلق، فالإنسان لا يمكن أن يحيا بدون أن يكون هناك نبض ناتج من ضخ الدم عن طريق القلب في الشرايين، حساسيتك وقلقك هو الذي جعلك تستشعر هذا، أضف إلى ذلك أن كل الأعراض الأخرى خاصة الخاصة بالجهاز الهضمي من المؤكد أنها قلقية.

أنصحك بجانب النوم والجلوس بصورة صحيحة، وصحية أن لا تتردد على الأطباء، هذه نصيحة مهمة جدًّا.

ثانيًا: عليك بممارسة الرياضة بانتظام.

ثالثًا: يجب أن تطبق تمارين الاسترخاء، وسوف يحيلك الإخوة في إسلام ويب لبعض الاستشارات بها توضيح كيفية تطبيق هذه التمارين.

الخطوة العلاجية الأخرى وهي مهمة: وهي أنك محتاج لأدوية مضادة للقلق والتوتر، وأفضل دواء هو عقار دوجماتيل، والذي يعرف تجاريًا باسم (سلبرايد) الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة نسبيًا، وهي كبسولة صباحًا ومساءً، تتناولها بانتظام لمدة شهرين، ثم تجعلها كبسولة واحدة في المساء لمدة شهرين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

بجانب الدوجماتيل أنت أيضًا في حاجة لعقار يعرف علميًا باسم (سيرترالين) ويعرف تجاريًا باسم (زولفت) أو (لسترال) وفي مصر يسمى تجاريًا باسم (مودابكس) والجرعة المطلوبة هي نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تتناولها ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذه الأدوية أدوية سليمة وفاعلة جدًّا، وسوف تحس إن شاء الله بفائدتها بعد ثلاثة إلى أربع أسابيع من بداية العلاج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

يمكنك الاطلاع على الاستشارة رقم 2136015 لمعرفة تمارين الاسترخاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الأردن اسماعيل الصمادي/ الاردن

    شكرا يادكتور على المعلومات القيمة التي تقوم في اعطائها للناس كلا حسب مرضة اللهم اجعلة في ميزان حسناتك

  • السعودية ايهم

    بارك الله فيك يا دكتور وزادك الله علما لخدمة المسلمين واجرك على رب العالمين

  • رومانيا Fhghh

    تعرضت لنفس الشي وطلع من القولون وفيتامين د وانحناء الرقبه غيرت الفراش ارتحت كثيييير اخذت طبيومخده طبيه

  • الأردن خالد الكردي

    بارك الله فيكم على مجهوداتكم وما تقدمونه من خدمات جليلة
    في ميزان حسناتكم إن شاء الله

  • تونس هيثم عوادي

    الله يرزقك الخير و جنة النعيم

  • مصر تتت

    جزاكم الله خيرا على ماتقدموه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً