الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمنيات أرغب بتحقيقها ولا أدري بم أبدأ، فما النصيحة؟

السؤال

السلام عليكم

أنا موظف حكومي، وعمري 42 سنة، ولدي أمنيات أرغب في تحقيقها، ولا أعلم بأي شيء أبدا (دراسة اللغة الإنجليزية، أو دراسة الدكتوراه، أو العمل بالتجارة) سؤالي بأيهما أبدأ؟

والسؤال الثاني: التجارة، ما هي الإجراءات المطلوبة لكي أبدأ بالتجارة؟ أقصد مثلا أحتاج إلى فتح سجل تجاري باسم الزوجة أو الوالدة مثلا ثم ماذا...؟ سواء من ناحية الإجراءات الرسمية أو من الناحية العملية (التطبيقية).

والله يحفظكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي السائل أشكرك على تواصلك معنا، وإن شاء الله تعالى سنكون عند حسن ظنك بنا.

استمع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني) رواه الترمذي. قوله الكيس معناه الرجل الذي يغتنم الفرص ويتخذ لنفسه الحيطة، حتى لا تفوت عليه الأيام والليالي فيضيع، وقوله من دان نفسه أي: من حاسبها ونظر ماذا فعل؟ وقد حُكي عن حكيم عربي قال: ليس للحياة قيمة إلا إذا وجدنا فيها شيئاً نناضل من أجله، وهناك مقولة جميلة مفادها: (من الأفضل أن تعيش من أجل شيء أو هدف ما, بدلاً من أن تموت من أجل لا شيء).

يرى العلماء من خلال دراسات أعدت أن نسبة الذين يخططون لحياتهم لا تصل 3% من مجموع الناس كلها، وأن هذه النسبة القليلة هي التي تقود المجتمعات في مجالات الحياة المتنوعة!

وهناك دراسة طريفة قامت بها إحدى الجامعات لعدد من الطلاب ممن تخرج قبل (10) سنوات... خلصت الدراسة إلى أن:

83% ليس لديهم أهداف، وأنهم يعملون بجد لكي يعيشوا وليس لديهم أي خطط للمستقبل.

14% فكروا في الأهداف ولم يكتبوها، وكانوا يكسبون 3 أضعاف دخل الـ83% الذين ليس لديهم أي أهداف.

3% كانت لديهم أهدافا مكتوبة وخططا للتنفيذ، وكانوا يكسبون 10 أضعاف إجمالي دخل مجموع الـ83%.

كثير من الناس يحب أن يعمل أكثر من محبته أن يفكر، والسر في ذلك أخي الفاضل أن الإنسان فيه غريزة حب الإنجاز ورؤية الثمار والنتائج والتعجل في ذلك. والعمل يشبع هذه الغريزة، بخلاف التخطيط والتفكير .. التخطيط نتائجه ليست فورية، وتظهر بعد فترة من الزمن، ومن يعمل بدون تخطيط تقنعه أقل النتائج، بخلاف من يخطط، فإنه لا يرضى إلا بأكبر قدر ممكن من النتائج.

يقول علماء الإدارة والتخطيط " كل ساعة تقضيها في التخطيط لأمر ما، توفر لك 4 ساعات في الإنجاز" بمعنى أن التخطيط يوفر لصاحبه الأوقات, بل إن التخطيط أداة فعالة لتوقع المنجزات، على عكس من يعمل بدون تخطيط فإنه يستنفذ وقتاً في الإنجاز والمتابعة، وربما تظهر له نتائج غير مرغوب فيها أو أمور طارئة هو في الواقع غير مستعدٍ لها.

تستطيع – بإذن الله تعالى -تحقيق أهدافك الشخصية والعملية عندما تؤمن بها وتسعى إليها؛ فأي إنسان عادي بإمكانه تحقيق ما يصبو إليه من أهداف دون امتلاكه لكل القدرات والمهارات الأساسية؛ كما يظن ويعتقد البعض، فتحديد ما نريده واستعدادنا لدفع ثمن إنجازاتنا يستنفر طاقتنا الداخلية؛ لأن الاستعداد أهم من مجرد امتلاك المهارة دون الإرادة, ولكن كل بداية جديدة تستدعي تصورات جديدة، وهذه بعض الأفكار والخطوات التي ستساعدك على تشكيل نظام متكامل لتحقيق أهدافك في الحياة.

فبالنسبة لدراستك، انظر إلى نفسك أنت؛ فالأمر يحتاج منك القرار، إذا كانت اللغة الإنجليزية مفتاحا لكل مشاريعك ودراستك، فمن الأولى أن تبدأ بها لتفتح لك آفاقا واسعة بإذن الله تعالى، ثم بعد ذلك الماجستير والدكتوراه.

أما عن التجارة فلا بد أن تستشير أهل الخبرة في ذلك، فلا تقبل على أي مشروع إلا بعد أن تستخير الله تعالى، ثم بعد ذلك تستشير أهل الخبرة والميدان، وأنا أحيي فيك هذه الهمة العالية، وبإذن الله تعالى ستصل إلى ما تصبوا إليه، ولكن يحتاج منك إلى صبر ومثابرة وجد واجتهاد وستحقق أحلامك بإذن الله تعالى.

وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات