الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتناول الاندرال لشدة خفقان قلبي.. فهل سأعيش بقية عمري عليه؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ فترة طويلة ما يقارب العشر سنوات، وأنا أستخدم دواء (اندرال) 10 مل ثلاث مرات في اليوم، بدأت الحكاية عندما أصبت بخفقان شديد في القلب، وصل إلى 180 في الدقيقة، أجرى الأطباء العديد من الفحوصات، هولتر، وأشعة، وتخطيطات لمدة يوم كامل، ووجدوا أن الخفقان أذيني كهربائي، وحسب ما قالوا أنه بدون أي علة قلبية، ونصحوني بالاستمرار على الاندرال، ثم غيروه إلى دواء (كونكور كور) فهبط الضغط لدي، فعدت من جديد إلى الاندرال 10 ثلاث مرات في اليوم.

وفي يوم من الأيام تركت الاندرال بالتدريج العلمي، فوصل النبض لدي 200 فأدخلوني العناية المركزة وعملوا التخطيطات، وبعض الفحوصات كالغدد وفقر الدم، وغيرها الكثير، لم يجدوا أي سبب طبي.

أرجوكم ما هو الحل؟ سمعت أن هناك طريقة الكي، لكن استشرت بعض الأطباء فلم ينصحوني بها؟ هل سأعيش بقية عمري على الاندرال؟ وهل هناك خطر من استخدامه على المدى الطويل؟ فقد قرأت أنه يسبب الضغف الجنسي وحساسية الصدر، وهل هناك علاج ينهي معاناتي بشكل نهائي؟ أرجوكم سرعة الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن تسارع ضربات القلب قد يكون ناشئًا من تغيرات فسيولوجية موجودة بالجسم وخارج القلب، أو قد يكون ناتجًا من تغيرات فسيولوجية كهربائية من القلب نفسه، أو قد يكون ناتجًا من علة عضوية متعلقة بكهرباء القلب ذاته.

من الواضح أن الذي تعاني منه هو تغير فسيولوجي حميد ناشئ من القلب، بمعنى أن السبب في تسارع ضربات القلب ليس ناتجًا عن القلق، وليس ناتجًا من زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية مثلاً، كما وصفته هو خفقان أذيني كهربائي، وهذه علة معروفة لدى أطباء القلب، وهي إما أن تعالج دوائيًا، أو أن تعالج من خلال الكي الكهربائي الليزري المعروف لدى المختصين.

بالنسبة للإندرال هو دواء جيد، دواء سليم، وحين يتناوله المريض بجرعات بسيطة -حتى ستين مليجرامًا- في اليوم، فهنا لن يؤدي إلى انخفاض في ضربات القلب، ولن تظهر آثار جانبية أخرى، كالضعف الجنسي، إنما سرعة القذف لدى بعض الرجال، فهذه معلومة يجب أن تصححها.

أما بالنسبة لحساسية الصدر: فالإندرال لا يسبب حساسية الصدر، لكن لا يوصف استعماله لدى الذين يعانون من الربو، لأن الإندرال في حالة وجود ربو يزيد من انقباضات الشعيرات الرئوية التنفسية، وهذا أيضًا مرتبط بالجرعة، فكثير من الأبحاث تقول أن جرعة عشرة إلى عشرين حتى إلى ثلاثين مليجرامًا في اليوم قد لا تؤثر حتى على مرضى الربو، لكن قطعًا بالنسبة لمرضى الربو لا يمكن أبدًا أن يتناولوا الإندرال بحرية إلا تحت ظروف مقيدة وإشراف طبي من المختص.

فالذي أراه الآن بالنسبة لك هو أن تذهب وتقابل مختصًا في كهرباء القلب، وهؤلاء المختصين بالرغم من ندرتهم، لكنهم الآن الحمد لله تعالى موجودون في معظم أقسام القلب المتطورة، وأنتم في المملكة العربية السعودية لا شك أن الخدمات متطورة ومتميزة جدًّا لديكم.

لا تعتبر نفسك صاحب معاناة، وإن شاء الله كل شيء له نهاية، والتطورات العلمية الرائعة جدًّا في مجال كهرباء القلب يسّرت على الناس كثيراً من صعابهم، فتوكل على الله، واذهب إلى أخصائي قلب متخصص في كهرباء القلب، أو ما يسمى بـ (إلكتروفسيولوجي) وهي التخصص الذي أشرنا إليه، وسوف تجد منه النصح، إما أن يتركك على العلاج الدوائي، أو إذا نصحك بإجراء الكي البسيط والذي يعطّل مصدر الإثارة القلبية الناشئة من الأذين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً