الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نويت العزوف عن الزواج بسبب ما ألم بي من علل!

السؤال

بسم الله.

قرأت كل شيء عن العادة السرية في هذا الموقع، المشكلة الآن ليست في العادة السرية، فأنا نويت العزوف عن الزواج، أنا موقن بفشلي إن تزوجت، ولن أتزوج حتى لا أخرج بفضيحة، فربما سببت لي العادة جميع الأمراض الجنسية (سرعة قذف، دوالي، عجز) المشكلة في ركبتيّ هي متآكلة تماما، ويبدو فيها حفر، أنا الآن مدمر تماماً، فأنا كالميت، بل الميت في رحمة عني، حاولت الانتحار من قبل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أعتقد أنك في حالة قلقية عالية جعلتك تعزف عن الزواج، والمبررات التي سقتها، وهي تيقنك من الفشل إذا تزوجت، والخوف من الصعوبات الجنسية، كسرعة القذف ودوالي الخصية، هذه يا أخي أمور كلها يمكن علاجها، أعتقد أنك تعيش في حالة من عدم الاستقرار النفسي، وهذا هو الذي دفعك نحو كل هذا النوع من التفكير، نعرف أن ممارسة العادة السرية لها أضرار لاشك في ذلك، لكن الإنسان حين يتوقف -إن شاء الله- ترجع الأمور كلها إلى طبيعتها.

أرى أن درجة القلق التي تعاني منها هي دليل أيضاً على فطرتك السليمة، ودليل على يقظة الضمير لديك؛ لأن الكثير من الأعراض النفسية المرتبط بالعادة السرية تأتي من الشعور بالذنب، خاصة لدى الشباب المسلم، الشعور بالذنب لممارسة هذه العادة القبيحة يعطي نوعاً من القلق ومن التوتر الداخلي، والعادة السرية هي عادة سيئة، وكما نقول أصبحت الآن غير سرية؛ لأن الناس تكلموا عنها بكل وضوح، في بعض الأحيان بصورة فاضحة جداً.

أخي الكريم: أرجو أن تعيد تقييم ذاتك، فأنت لك مقدراتك ولك شخصيتك، ولك إنسانيتك، وما مضى يجب أن لا تعيره اهتماماً، بل يجب أن تعيش الحاضر بقوة، والمستقبل بأمل ورجاء.

ومحاولتك الانتحار لاشك أنها تجربة سيئة نجاك الله منها نرجو أن لا تتكرر أبداً، والإنسان لا يمكن أن يحل مشكلة بمشكلة أفظع منها، ولا تنس أن من قتل نفسه بشيء عذب به، فالحياة طيبة وجميلة حين يسخرها الإنسان في طاعة الله تعالى، والمسلم دائماً يعيش على الأمل والرجاء.

بالنسبة لموضوع الركبتين: أنا حقيقة أقول لك إذا كنت ترى أن هنالك مشكلة رئيسية في الركبة فعليك أن تعرض نفسك على طبيب العظام، هذا لا علاقة له بالعادة السرية، هذا الكلام يشاع كثيراً، ولكن لا نرى أن هنالك أي أسانيد علمية لذلك، أنت قلت أن ركبتيك متآكلتين، هذا حقيقة أزعجني كثيراً، لكن يجب أيضاً أن لا تضع مثل هذه التشخيصات دون أن تكون ناشئة من مختص.

اذهب إلى طبيب العظام ليقوم بفحصك وإجراء الأشعة، ومن ثم يوجهك التوجيه الصحيح، وسرعة القذف والقلق والتوتر هذا يمكن علاجه تمامًا، ودوالي الخصيتين تعالج جراحياً بصورة بسيطة جداً، وإذا كانت من الدرجة البسيطة إلى المتوسطة فتترك لوحدها، لا تنزعج أبداً، حاول أن تطبق تمارين الاسترخاء، وأن تمارس الرياضة، وأن تكون إيجابياً في تفكيرك أن تدير وقتك بصورة طبيعية جداً، وأن تكون لك الدافعية والحافز الداخلي من أجل التأهيل العلمي الرصين حتى تكون أحد المتفوقين.

بارك الله فيك وجزاك خيراً، ونسأل الله لك الشفاء العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • قرغيستان عمر

    أخي عليك بالرقية الشرعية.أنا تخلصت من هذه المشكلة بالرقية الشرعية

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً