الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تعرق اليدين والقدمين والإبط بكثرة، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من مشكلة أتعبتني كثيرا، منذ أن كنت طفلة، كان لدي تعرق في اليدين والقدمين، وعندما أصبح عمري 18 عاما ظهر عندي التعرق في الإبط أيضا، ومصابة بداء السكري، ذهبت لمركز الدكتور ممدوح عشي، أردت أن أجري عمليه جراحية، لكي أرتاح من مشكلتي، ولكنه قال لي: أنها لا تنفع لمثل حالتي، وأعطاني كالوريد الألمنيوم واستخدمته، ولكني لم أجد له أي تأثير، الآن أنا أعاني من هذه المشكلة.

أرجو مساعدتي في مشكلتي هذه، وإلى أي طبيب أذهب، ولقد تركت دراستي بسبب هذه المشكلة.

وجزاكم الله الجنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختي الكريمة، إن ما تعانين منه هي حالة مرضية، تسمى فرط التعرق.

وفرط التعرق حالة شائعة، يعاني منها الكثير من الناس، وتتمثل في زيادة التعرف بشكل غير طبيعي، وغير متوقع، ودون وجود سبب يؤدي إلى ذلك العرق الزائد، فقد يصاب الشخص بفرط التعرق عندما يكون الجو ليس حارا، أو أثناء الراحة، أي لا يقوم ببذل أي مجهود، وفي أغلب الأحيان يكون في جزء معين من الجسم مثل الإبط، راحة اليد، باطن القدم.

والتعرق الطبيعي عملية فسيولوجية، تحدث عند ارتفاع درجة حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي، فتبدأ الغدد العرقية في إفراز العرق، الحرارة الزائدة، فتجعل الجسم باردا، وبالتالي يعود الجسم إلى درجة حرارته الطبيعية، وبذلك يعمل العرق على تنظيم درجة حرارة الجسم.

أما في حالات فرط التعرق، فإن التعرق الزائد يتجاوز احتياج الجسم في تنظيم حرارته، ويحدث دون أي ارتفاع في حرارة الجسم، هناك عدة أنواع من فرط التعرق:

- فرط التعرق الأولي: يكون دون وجود سبب واضح، وغالبا ما يكون في جزء من الجسم، وليس الجسم بأكمله، فيكون في راحة اليد، الوجه، الإبط، باطن القدم.

- وفرط التعرق الثانوي: يكون بسبب معروف, وغالبا يصيب الجسم بأكمله، والأسباب التي تؤدي إلى فرط التعرق الثانوي هي:

- (السكر، السمنة، الاضطرابات النفسية، الاضطرابات الهرمونية: كارتفاع هرمون الغدة الدرقية، كما أن بعض الأدوية يكون لها تأثير على زيادة إفراز العرق).
ويكون العلاج في هذا النوع من فرط التعرق عن طريق معرفة السبب وعلاجه، وبالتالي لابد من عمل بعض التحاليل مثل نسبة السكر في الدم، ونسبة إفرازات الغدة الدرقية.

- فرط تعرق راحة اليد:

يشكو الشخص من تعرق اليد بشكل مفرط، وتكون اليد باستمرار باردة ولزجة من كثرة العرق، ويحتاج أن ينشف يده باستمرار، وقد يحدث تعرق اليد نتيجة التوتر والقلق، وقد يظهر دون أي سبب، وقد يكون مصاحبا له تعرق في أجزاء أخرى من الجسم مثل الإبط، الوجه، باطن القدم، والأكثر شيوعا هو تعرق راحة اليد وتعرق باطن القدم معا، وتظهر الأعراض عادة في سن المراهقة، وتستمر طوال الحياة أحيانا.

ويؤثر ذلك على مختلف مجالات الحياة للشخص، فلا يستطيع التحكم في ذلك مما يسبب له العديد من المواقف المحرجة والمشاكل النفسية، مما يؤدي إلى تجنب المصافحة باليد لما يسببه ذلك من إحراج، كما يجد صعوبة في الكتابة، استعمال الكمبيوتر، الإمساك بأي أوراق.

أشرت في رسالتك إلى أنك جربت العلاجات الموضعية مثل كلوريد الألومونيوم، ولكن لم تجدِ النتيجة المرجوة، فإذا لم يكن هناك سبب مرضي بعد عمل التحاليل فإن العلاج بالحقن الموضعي البوتكس (Botox) قد يوفي بالغرض.

يعتبر هذا العلاج من العلاجات الناجحة والآمنة في علاج حالات زيادة التعرق في الإبطين، وراحة اليدين، وباطن القدمين، وتدوم فاعليته أكثر من 6 أشهر.

أما بالنسبة لسؤالك عن العلاج الجراحي، فإن العلاج الجراحي نادرا ما يستخدم هذه الأيام وذلك بسبب مضاعفاته واستخدام الحقن الموضعي للبوتكس التي تؤدي إلى نتائج جيدة بدون مضاعفات تذكر.

وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر melak

    معلومات جد مفيدة وكافية وفقك الله و شكرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً