الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعري يتساقط من كل جسمي، فماذا أعمل لإيقافه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من تساقط الشعر في منطقة الذقن والشارب والحاجبين، وكل مناطق جسمي، وأصبحت بعض المناطق في ذقني فارغة من الشعر، ولا ينمو مرة أخرى، والمكان أصبح مائلا للبياض بعض الشيء، وأيضا منطقة الشارب والحاجبين الشعر يتساقط فيها ولا ينمو، البصيلة تموت وتتحول إلى قشرة بيضاء، وتسقط بالشعرة في كل المناطق التي ذكرتها.

علماً أني مع الأسف أمارس العادة السيئة منذ فترة طويلة، لكن هذه الأيام أحاول أن لا أعملها بقدر المستطاع، حالتي النفسية سيئة جدا هذه الأيام أيضاً، فما الحل لأني تعبت نفسياً من سقوط الشعر؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوصف الوارد في السؤال يتماشى مع ما يسمى بمرض الثعلبة (alopecia)، يبدو من الوصف أنها من النوع المنتشر، والذي يحتاج لمراجعة طبيب أخصائي من بداية العلاج، وذلك للفحص والمعاينة وتوثيق التشخيص، والإشراف على العلاج ومتابعته.

من باب الاطلاع والمعرفة نناقش أدناه موضوع الثعلبة، وذلك من خلال نسخة من استشارة مماثلة حفاظا على خصوصية السائل الأول، ومعدلة بما يتناسب مع سؤالكم.

(الثعلبة واسمها العلمي (الحاصة البقعية ) هي من أمراض الشعر المناعية، وهي مرض غير معد.

وصف المرض:
يكون الجلد المصاب أجرد تماماً، وأملساً، ومحدداً، وغالبا ما يكون هناك تاريخ ابتداء ثم تطور نابذ، أي تنتشر إلى المواضع المحيطة بالتدريج، ولا يغطيها قشور ولا وسوف، ولا يتغير لونها إلا إذا تهيجت بسبب التداخلات الخارجية، وأغلب المواضع إصابة هي الفروة (جلد الرأس) وقد تُصيب أي بُقعة مشعرة مثل الشارب أو اللحية، وحتى الأهداب، وقد تكون معمّمة لكامل الرأس أو كامل الجسم.

أسبابها:

إما مناعية (إن ترافقت مع أمراض مناعية كالسكري والدرق).
أو وراثية (إن ترافقت بمرض المنغولية).
أو تحسسية (إن ترافقت مع الأكزيما البنيوية).

ومن الأشياء التي تُضعف المناعة والمتهمة في إثارة الثعلبة:

الإنتانات، مثل: (البؤر الصديدية أو الإنتانية الخفية أو الظاهرة).

أو نخرة سنية غير معالجة أو القلق الشديد أو الحالة النفسية غير المستقرة، أي يفضّل فحص الأسنان واللوزتين، والجيوب الأنفية، وعلاج ما يحتاج علاج، ثم فحص العيون، فقد يحتاج المريض لنظارة، وهو لا يعرف ذلك... وهكذا، وقد تعود الثعلبة بعد التحسن بعودة الأسباب.

علاجها:
1- بتحسين مناعة المريض العامة.

2- هناك ما يُسمى بـ(المبيغات الموضعية)، (أي مهيجات الجلد لإحداث توسع وعائي واحمرار)، وهي تُفيد في إحداث التهاب يؤدي إلى العودة إلى نمو الشعر في أغلب الحالات.

3- المراهم الكورتيزونية الموضعية (يجب ضبط قوة الكورتيزون، ومدة العلاج لتجنب الآثار الجانبية تحت إشراف طبي).

4- الحقن الكورتيزوني الموضعي (1 إلى 7 من التريامسينولون )، ويحتاج إلى حذر شديد على الفروة (تحت إشراف طبي أيضاً).

5- العلاج الضوئي الكيميائي المعمم أو الجهازي (أي حبوب، ثم التعرض للأشعة فوق البنفسجية) ويحتاج على الأقل 60 جلسة، بمعدل 3 جلسات أسبوعياً ليبدأ التحسن (تحت إشراف طبي)، وهو أكثر فائدة من الموضعي.

6- في الحالات المنتشرة أو المعندة ( التي تقاوم ) قد تعطي الكورتيزونات عن طريق الفم، ولكن ضمن شروط إعطائها، من مراقبة ضغط الدم، وسكر الدم، وغيره (تحت إشراف طبي).

7- وأخيراً: معدلات أو مغيرات المناعة، مثل مستحضر سايكلوسبورين إي، مع مراقبة تصفية الكرياتينين بمعدل كل أسبوعين مرة (تحت إشراف طبي).

ولا مانع من استشارة الطبيب النفساني إن كان هناك عوامل نفسية، وقد ورد في السؤال أن الحالة النفسية سيئة جدا وهذا مما يزيد من نشاط الثعلبة؛ ولذلك ومما ينصح به أيضا هو أخذ بعض الأدوية المهدئة للأعصاب إن كان هناك عامل نفسي واضحا كما في حالتكم.

العلاج الأنسب هو العلاج الذي يقدّر لكل حالة بحالها، فالمتوضعة الجديدة غير المعممة الكبيرة، والذكر غير الأنثى، والصغير غير الكبير، وغير ذلك من الفوارق.

نكرر: يجب استعمال الأدوية تحت إشراف طبي، وعدم الاجتهاد في غير الاختصاص، فأغلب ما ذكرناه يحتاج المساعدة من الطبيب المختص.)

قد يكون للعادة السيئة علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع الثعلبة؛ وذلك بسبب الحالة النفسية التي تؤدي إلى العادة السيئة أو الحالة النفسية التي تؤدي إليها العادة السيئة.

حول ذلك يرجى الاطلاع على أضرار العادة السيئة: (38582428424312 - 260343 )، وكيفية التخلص منها: (227041 - 1371 - 24284 )، والحكم الشرعي للعادة السرية: (469- 261023 - 24312).

والله الموفق!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً