الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تسبب مضادات الاكتئاب أي أذىً لخلايا المخ أو للجسم أو للجهاز العصبي؟

السؤال

إلى الدكتور مأمون مبيض:

هل تسبب مضادات الاكتئاب أي أذىً لخلايا المخ، أو لأعضاء الجسم ، أو للجهاز العصبي بالتحديد، أم أن أحدا لا يقدر أن يجيب على هذا السؤال حتى الآن؟ وكم المدة المتوقعة أم أنه يصعب تحديدها لاختفاء للأعراض الانسحابية لشخص تناول سيروكسات لثلاث سنوات، ثم أتبعه ريميرون لأربع سنوات أي المجموع لمدة سبع سنوات من حياته، ثم انسحب منها خلال سنة كاملة بالتدريج، لكنه لا يزال يشعر ببعض الأعراض الغريبة مثل رفة جفن العين، ووجع العينين والتوترات العضلية، والخفقان، وخدر الأيدي، والأرجل الذي يأتي على شكل نوبات؟

كيف تعالج هذه الأشياء أقصد الانسحابية، وأعراضها المزعجة؟
أريد يا دكتور أن تسهب في هذا الموضوع لقلة الاستشارات التي تتناول انسحاب الأدوية النفسية، وذلك لفائدة الجميع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على السؤال.

معظم مضادات الاكتئاب المستعملة هذه الأيام، ومنها الدوائين الذين ذكرت في سؤالك، تعمل من خلال التأثير من خلال أحد النواقل العصبية في دماغنا، وهو بالذات (السيروتونين)، حيث تنقص هذه الأدوية من إعادة امتصاص هذا الناقل العصبي مما يزيد من كمية السيروتونين بين الخلايا العصبية، وبالتالي تعالج الكثير من أعراض الاكتئاب، حيث تقوم هذه الآلية لفهم الاكتئاب، أن نقص السيروتونين هو الذي يقف وراء الشعور بالاكتئاب وجمود العاطفة.

ليس لهذه الأدوية من ضرر على الخلايا والجملة العصبية، أو على الأقل هذا الذي نعرفه حتى الآن، وهي لا تسبب الاعتياد كما تفعل فصائل الأدوية الأخرى كالمهدئات، وإن كان مريض الاكتئاب يشعر بالحاجة لهذا الدواء لعلاج اكتئابه.

الأمر الآخر والذي ورد في سؤالك، أن هذه الأدوية، وخاصة السيروكسات، لها أعراض الانسحاب، وذلك عندما يوقف الإنسان تناول هذه الأدوية بشكل فجائي، ومن أعراض هذا التوقف أو الانسحاب، الغثيان والإحساسّ بالدوخة، والأرق والأحلام المزعجة التي تصل لشكل الكوابيس، والقلق، وأحيانا نوبات الذعر وغيرها من الأعراض المزعجة، ولذلك إذا ما أراد الإنسان إيقاف هذه الأدوية، فإننا ننصح عادة أن ننقص الجرعة بالتدريج، وببطئ، وأحيانا عن طريق تغيير الدواء لدواء مشابه، إلا أن منتصف عمر تأثير الدواء أطول من الدواء الأول، وبحيث لا يشعر الإنسان بالأعراض المزعجة لانسحاب الدواء.

ليس هناك من علاقة أكيدة بين طول مدة استعمال الدواء وبين الحاجة للانسحاب البطيئ للدواء، والعادة أن هذه المدة قد لا تحتاج لأكثر من عدد من الأسابيع.

وجود بعض الأعراض لمدة طويلة بعد توقف الدواء وانسحابه قد يشير لوجود حالة مرضيّة تحتاج للعلاج كالقلق، وليس بالضرورة بسبب أعراض الانسحاب.

فقط من خلال معرفة المصاب بشكل جيد، وأخذ القصة التفصيلية بشكل دقيق يمكن أن نفرّق بين الاثنين.

والله الموفق!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب وليد

    جيد

  • السعودية فيصل

    من خلال تجربتي عطتني مفعول علاجي تقريبا 5 شهور بعدها انتكست حالتي وجلست سنة وانا اعاني من الاثار الجانبية واذا تخلصت منه اعاني من الاثار الانسحابية وما راحت الاثار الانسحابية الا لمن عملت حجامة والحمدلله رجعت طبيعي نصيحة لكل من يريد يدخل برنامج دوائي ليس علاج مناسب روح سو حجامة اول وادخل علاج نفسي سلوكي اذا ما نفع عاد الشكوى لله ولكن انصحك التقرب لله من افضل العلاجات ايضا .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً