الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغير أحوالنا في المنزل هل يمكن أن تكون بسبب السحر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أطرح عليكم مشكلة واجهتني ولا أعرف ما أفعل؟!

بدأت قصتي عندما أنجزت أنا وإخوتي حفظ كتاب الله عام 2008، حيث كنا من الملتزمين بالصلاة في المسجد، والمهتمين بالدين، إلا أن هناك أمورًا حدثت بعد ذلك، عندما علم أحد معارفي أننا حفظنا القرآن، حيث إن هذا الشخص سيء للغاية، فهو من فرق بين أمي وأبي، وكان سببًا في تدمير العديد من البيوت، وهو شخص يذهب للسحرة لعمل السحر، هو شخص يكيد لنا، ويريد تخريب الأجواء العائلية في البيت. قبل أن نلتقي به كانت الأمور رائعة في البيت، وكنا من الطلبة المتفوقين، ولكن بعدما التقينا به كل شيء تغير، فأهملنا حفظ القرآن، والصلاة في المسجد، وتبعه إهمال في الدراسة، وبدأت أجواء التشاجر في البيت، وأمور كثيرة لم تكن في الحسبان، هذا الشخص حاول أن يكرّه أبي فينا، وقد نجح! هو شخص أسوأ من السيء، لإتيانه السحرة والمشعوذين.

لم أهتم في بادئ الأمر، ولكن هناك أمر حدث، وهو أنني حلمت بجدي المتوفى، وهو من الذين ضحوا من أجل نصرة دين الله، كنت لا أراه في الأحلام إلا فرحًا، ولكن في هذا الحلم لم يكن كذلك، حيث إنني عندما جئت لأحتضنه ابتعد عني وعبس! فخفت كثيرًا وسألته ما الأمر؟ فأخبرني: يا خالد أنت مسحور، فعليك بقراءة سورة الكهف، ثم استيقظت وقتها، وأنا خائف أن يكون حقيقة، حيث كان الحلم غريبًا جدًا، ومن الغرابة فيه أن تفاصيل الحلم دقيقة من مكان وأشكال، حيث إنني نسيت شكل جدي، ولكن في الحلم كان كالحقيقة بنفس منظره، وتفاصيل شكله.

أنا خائف أن يكون بنا علة من سحر أو ما شابهه، فهل يمكن أن يكون سحرًا؟ وهل الحسد يضر الشخص المحسود أم لا يؤثر عليه؟ مع العلم أننا من المستمعين للقرآن، وممن يتلونه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك أيها الولد الحبيب في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لك التوفيق والنجاح، وأن يرفع عنك ما تجده وتعانيه من نفور من الدراسة، وإهمال مراجعة القرآن.

ونصيحتنا لك أيها الحبيب أن تحسن التوكل على الله تعالى والاعتماد عليه، وأن تكون على يقين دائم بأنه لا يستطيع أحد من خلق الله كائنًا من كان أن يضرك بشيء لم يأذن به الله تعالى، كما لا يقدر أحد على أن ينفعك بشيء لم يرده الله سبحانه وتعالى، وإذا تمكنت هذه العقيدة من قلبك فإنك لن تخاف أحدًا سوى الله.

ومن ثم فلتعلم أيها الحبيب أن هذا الرجل لا يمكن أبدًا أن يوصل إليك مكروهًا لم يقدره الله سبحانه وتعالى عليك، فلا تأبه به كثيرًا ولا تهتم لأمره، وتوجه إلى الله سبحانه وتعالى الذي بيده كل شيء وهو المصرِّف لعباده، فتوجه إليه سبحانه وتعالى واسأله أن يعينك وأن يحبب إليك الإيمان ويزينه في قلبك، وأن يحبب إليك حفظ القرآن ومراجعته.

ومن الأسباب المشروعة في هذا المقام أيها الحبيب للحماية من أي مكروه، فإن العين حق كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، والسحر له حقيقة كما جاءت بذلك نصوص الكتاب والسنة، ولكن من الأسباب المفيدة للحماية من هذا المكروه قبل وقوعه ولرفعه بعد وقوعه: الاشتغال بالرقية الشرعية والأذكار الشرعية، فالمداومة على الأذكار صباحًا ومساءً، وأذكار النوم والاستيقاظ، والاشتغال بذكر الله تعالى على الدوام وقراءة القرآن الكريم لاسيما سورة البقرة، فإن في هذا صيانة وحماية للإنسان، فأكثر من ذكر الله تعالى.

والشيء الثاني: الرقية الشرعية، فإن الرقية تنفع بإذن الله تعالى مما نزل بالإنسان ومما لم ينزل، فأكثر من رقية نفسك بقراءة الفاتحة والإخلاص والمعوذتين وآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة، وأوائل سورة الصافات، والآيات التي فيها إبطال السحر من الكتاب العزيز، فأكثر من قراءة هذا، ولا بأس أن تنفث في يديك بعد قراءة الآيات، ثم تمسح بها سائر جسدك، أو تقرأ في ماء وتشربه، ولا بأس أن تغتسل به أيضًا في محل ليس فيه نجاسة، وبهذه الأسباب تقتلع أيها الحبيب أي شيء من سحر أو حسد إذا كان الله قد قدر عليك شيئًا من ذلك.

وإلا فنصيحتنا لك ألا تستسلم للوهم، فإن كثيرًا من الناس يسيطر عليهم الوهم، فيظنون أنهم قد أصيبوا بسحر أو أصيبوا بالعين ونحو ذلك، وهم في عافية منه، فليس شيء أنفع للإنسان في هذا الباب من صدق التوكل على الله تعالى والاعتماد عليه، وطرد هذه الأوهام عن نفسه، وستشعر بإذن الله تعالى بتحسن دائم مستمر بملازمتك للذكر ومجاهدتك لنفسك على قراءة آيات الكتاب العزيز، ومراجعة دروسك حتى تتحسن أحوالك.

وأما الرؤيا المنامية التي رأيتها فلا ينبغي أبدًا أن تعوّل عليها، أو تبني عليها أحكامًا، أو أن تجعلها دليلاً لك على أنك مسحور، فربما كان ذلك بابًا من الأبواب التي يحاول الشيطان أن يفتحها عليك ليوقعك في الحسرة والحزن، فإن هذا غاية ما يتمناه الشيطان ويؤمّله ويرجوه، فلا تلتفت إليه، واشتغل بما أرشدناك إليه من الذكر والرقية الشرعية، ولا بأس أن تستعين بمن يُحسن الرقية الشرعية لتتعلم كيفيتها التامة إذا كان هذا الممارس للرقية ممن عُرف عنه الصلاح واتباع السنة في ظاهر أحواله، وإن كانت رقيتك لنفسك خيرًا من طلبك الرقية من غيرك.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُذهب عنك كل سوء ومكروه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً