الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق وأثره في التوهم بالأمراض النفسوجسدية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشعر بالخوف والقلق والتوتر بسبب ظروف مررت بها، وأثرت على جسدي حيث أشعر بألم في الصدر، والكتف، واليد اليسرى، والجنب، والرجل اليسرى.

أجريت جميع الفحوصات، وكلها سليمة، فتوصلت إلى أنها بسبب الخوف والتوتر أي بسبب نفسي! أريد أن أتخلص منها نهائيا، مع العلم أنني أشعر بها منذ سنوات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ smilling حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن حالتك يظهر وحسبما ورد في وصفك أنها أحد الحالات التي نسميها بالأمراض العُصابية أو النفسوجسدية، فالقلق النفسي كمكوِّن سلوكي يؤدي إلى انقباضات عضلية في أجزاء مختلفة من الجسم، هذه الانقباضات العضلية تظهر في شكل آلام، لأن التقلصات العضلية يعرف عنها أنها حتى في الأوضاع الطبيعية قد تؤدي إلى ألم شديد.

الحمد لله تعالى فحوصاتك كلها جيدة، بما أن حالتك لها فترة من الزمن ليست بالقصيرة، فإذا تواصلت مع الطبيب النفسي فهذا هو الوضع الأفضل والمثالي، ومن جانبي أقول لكِ أن ممارسة أي تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة سوف تفيدك كثيرًا.

ثانيًا: هنالك تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، أرجو أن تطبقيها، فهي أيضًا مفيدة جدًّا، ويمكنك معرفة كيفية تطبيق هذه التمارين بمطالعة الاستشارة التالية: 2136015.

ثالثًا: كوني فعّالة من حيث مشاركاتك في الأنشطة الأسرية، والتواصل مع الصديقات، والانضمام لأي أنشطة دعوية أو خيرية أو ثقافية... هذا يساعدك كثيرًا من أجل التواؤم النفسي المنشود.

رابعًا: يجب أن تعبري عن ذاتك، ولا تتركي الأمور البسيطة تتراكم في داخل نفسك، وتسبب لك هذه الاحتقانات التي ربما تزيد من نسبة القلق لديك.

أخيرًا: كما نصحت لك أن مقابلة الطبيب سوف تكون مفيدة لك، وإن لم تتمكني من ذلك، فإني أنصحك بتناول أحد الأدوية التي يُعرف أنها فاعلة جدًّا لعلاج مثل هذه الحالات، هنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (سيمبالتا) واسمه العلمي هو (دولكستين) يمكن تناوله بجرعة ثلاثين مليجرامًا - هذه جرعة صغيرة جدًّا - تناوليها ليلاً بعد الأكل، وبعد شهر اجعليها ستين مليجرامًا يوميًا، تناوليها أيضًا في المساء بعد الأكل، واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفضيها إلى ثلاثين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعليها ثلاثين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء، هو دواء طيب، ومفيد، وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات لدى النساء، ويحسن المزاج بشكل ملحوظ، وله فعالية خاصة لعلاج الآلام الجسدية ذات المنشأ النفسي.

نسأل الله تعالى أن ينفعك به، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً