الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق النفسي والأعراض المصاحبة.. وكيفية التخلص منه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر القائمين على هذا المنتدى المبارك.

هذه المرة الثانية التي أطرح فيها استشارتي لكم، وقد استفدت الحمد لله.
أدخل في صلب الموضوع، في السابق عانيت من أزمة نفسية من قلق ونوبات هلع، وفي الآونة الأخيرة صار لدي تردد كثير للأطباء، من علل مختلفة، ولا أدري هل أنا أدور في متاهة مغلقة؟

النتائج التي حصلت عليها -الحمد لله- كانت سليمة، ما أعاني منه غالباً آلام في الصدر، وأشعر بآلام في جوانب كثيرة من البطن، وأحياناً آلام بالرأس والكثير من الأوجاع -والله المستعان- أما الآن الذي حيرني وعجزت أن أصفه للأطباء هو أنني أشعر بشيء يبدأ منشأه من البطن من اليسار، كأنه انقباض يأتي للحظه، وفي تلك اللحظة يتزامن معه انقباض في القلب أو تضارب في دقاته، وعندما أصف هذا الشيء للأطباء يبتسمون ويحيلوني لعيادات نفسية أو يعطونني أدوية للبطن التي تعالج الغازات والحموضة، عملت أشعة للبطن، وقالوا لي عندك غازات في القولون والبطن بشكل عام، ووصفت هذا الشيء لأحد المعارف فقال لي لا يمكن تصور الذي تصفه بأن ينقبض القلب للحظة ثم يعود طبيعياً.

عملت فوحصات للقلب، وكانت سليمة -الحمد لله- أفيدوني ما هي علتي ومشكلتي؟ لم أعرف أن أصف للأطباء الذي يأتيني، وعندما أصف يحيلونني لعيادات نفسية، ويقولون لي هذا ناتج من التفكير والوهم، وأنا متيقن بالذي يصيبني شيء حقيقة أشعر به.

أفيدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

الذي تشعر به بالفعل هو شيء حقيقي وليس نوعاً من التوهم أو شيئا من هذه القبيل، هذا الانقباض الذي يحدث في الشق الأيسر من البطن، وقد تلاحظه بشكل واضح حتى قد تلمسه بيدك هو ناتج بالفعل من القولون، القولون ينقبض انقباضات شديدة، ويمكن لمسه، وهو يظهر في شكل جسم مشدود أو شبه متيبس، هذا الانقباض الشديد في القولون قد يضغط على الحجاب الحاجز، وهذا يجعل منطقة القفص الصدري التي بها القلب أيضاً تنقبض عضلاتها، ولكن القلب نفسه لا ينقبض.

أما بالنسبة لتسارع الضربات أو عدم انتظام دقات القلب فهو أيضاً شيء معروف، والتفسير لما يحدث لك من وجهة نظري هو وجود قلق نفسي، والقلق النفسي ينتج عنه توتر نفسي، والتوتر النفسي يؤدي إلى توتر وانقباض عضلي، وأكثر عضلات الجسم التي يأتي فيها هي عضلات البطن والقفص الصدري، والقولون والرقبة وفروة الرأس، وأسفل الظهر.

سبب انقباضات العضلات هذه هو القلق وهي معلومة مؤكدة ومعروفة ومثبتة، فإذاً يا أخي التفسير لحالتك واضح جداً أنك تعاني من قلق نفسي، والقلق النفسي يؤدي إلى أعراض جسدية، لذا تسمى مثل هذه الحالات نفسوجسدية، هذا هو الذي دفع الأطباء أن يطلبوا منك أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي.

أرجو يا أخي الكريم أن تقتنع الآن بهذا التفسير، وهو واضح جداً، أنت ذكرت في بداية رسالتك أنك تتردد على الأطباء، وأنك الحمد لله تعالى نتائج الفحص كلها لديك سليمة، وذلك بالرغم مما تعاني منه من آلام في الصدر، وكذلك في البطن وفي الرأس، والكثير من الأوجاع، هذه كلها ناتجة من انقباضات عضلية، كما ذكرت لك القلق النفسي خاصة إذا كان قلقاً مقنعاً أي لا يظهر في شكل أعراض نفسية بوضوح، ويظهر في صورة هذه الأعراض الجسدية، بالرغم من عدم وجود أي مرض عضوي، الأمر إذن واضح وجلي، والحالة ليست خطيرة، هي حالة بسيطة، ربما تكون مزعجة لك هذا نقدره تماماً، ولكن أريدك أن تطمئن في نفس الوقت، وقد تستغرب من وسائل العلاج الرئيسي التي سوف نذكرها لك، أهمها ممارسة الرياضة، الرياضة تؤدي إلى الاسترخاء العضلي، خاصة رياضة المشي أو الجري أو لعب كرة القدم أو السباحة، هذه كلها تؤدي إلى الاسترخاء عضلية متدرجة وهذا يزيل القلق، ويعني أن الألم هذا سوف يختفي بإذن الله تعالى.

العلاج الثاني هو علاج سلوكي، وهو تمارين الاسترخاء، هذه أيضاً مهمة ومفيدة، ولكن تتطلب أن تواصل عليه بانتظام، ويمكنك مراجعة هذه الاستشارة لمعرفة كيفية تطبيقها (2136015).

ثالثاً: يجب أن تلفت انتباهك لأشياء أخرى مهمة، وهي التركيز على الدراسة، والتواصل الاجتماعي، والانخراط في النشاطات الثقافية والاجتماعية الطلابية، والحرص على صلاة الجماعة، هذه كلها أيها الفاضل الكريم تصرف انتباهك عن التركيز على وظائفك الجسدية مما يقلل من وطأة هذا الألم عليك .

أيها الفاضل الكريم، إذ تمكنت من الذهاب إلى الطبيب النفسي هذا أمر جيد ومطلوب، وإن لم تتمكن فأنت في حاجة إلى لدواء يمكن أن تصرفه من الصيدلية دون وصفة طبية، الدواء يعرف باسم سلبرايد، وهذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري الدوقماتيل، تناوله بجرعة ( 50 غ) صباحاً ومساء لمدة شهرين ثم اجعلها ( 50) مساء لمدة شهر ثم توقف عن تناول الدواء.

هنالك دواء آخر مفيد جداً، يعرف باسم فافرين، أرجو أن تتناوله بجرعة (50غ ) ليلاً، لمدة ثلاثة أشهر ثم اجعلها ( 50غ ) يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء، الفافرين لا بد أن تتناوله بعد الأكل، هذه الأدوية يسيرة وفعالة للقلق والتوترات، ومن ثم تنتهي هذه الانقباضات إن شاء الله تعالى .

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية بارك لله فيك يا دكتر ريحت نفسي لاني انا كمان من مستخدمي الفافرين وكنت قلقه منو يسلمك ربي

    بارك الله فيك يا دكتور ريحت نفسي لاني انا كمان من مستخدمي الفافرين وكنت خايفه من استخدامو لايكون ف ضرر على بس طمنتي

  • رومانيا فيصل

    بارك الله فيكم وانا من المتابعين لكم اتمنى لكم التوفيق

  • السعودية لولو

    الله يسعدك دنيا واخره ي دكتور محمد عبدالعليم
    في موازين حسناتك ان شاء الله

  • حمزة

    أحس بحالة من الانقراض في القلب و الخوف من كل شيء تقريبا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً