الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا حامل وأعاني من القلق والخوف من الموت، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني منذ شهر من قلق الخوف من الموت، وأي شيء أفكر فيه حتى إني أخاف على أولادي وزوجي، أريدهم بجانبي وأخاف أن أحدا يخطف أولادي! وأيضا أخاف من الولادة، لأني حامل بداية الشهر السابع.

كما أعاني من الخوف من أن أنام، لأني عندما أنام قليلاً أستيقظ وأنا فزعة وأشعر بضيق تنفس، ونبضات قلبي سريعة، وأحياناً أشعر ببرد شديد يرتجف جسمي بشدة.

علماً أني إذا سمعت القرآن الكريم أسترخي وأنام وإذا كملت السورة أستيقظ وأنا فزعة جداً، كما أني كرهت المنزل وبالذات غرفة النوم، لكن حالتي بالصباح تكون مستقرة نوعاً ما، وبالعصر يبدأ وفي الليل تزداد!

أرجوكم ساعدوني، أريد أن أنام، لأني أقول في داخل نفسي إذا نمت يمكن أن تستقر حالتي.

أرجوكم لا تهملوا رسالتي، وردوا علي بأسرع وقت ممكن، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم علياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن هذه الحالة لا أعرف إن كانت قد بدأت لديك فجأة، أو كانت هنالك مقدمات أو أسباب، وإن كان هنالك أسباب فيجب أن تواجهيها وتحاولي أن تجدي الحلول المناسبة.

الحالة هي نوع من الخوف القلقي، بدأ لديك بنوبة تسمى بنوبات الهلع أو الهرع، ومن ثم تشعبت هذه المخاوف إلى ما يعرف بالمخاوف البسيطة.

إذن التشخيص النهائي لحالتك هو ما يسمى بقلق المخاوف، وفي مقاييس الطب النفسي تعتبر هذه الحالة حالة بسيطة جدًّا، نعم أنا أعترف أنها تسبب لك الكثير من الإزعاج والمضايقة، لكن الناحية العلمية أرجو أن تطمئني حيث إنها من التشخيصات الشائعة جدًّا والبسيطة جدَّا وليس لها تبعات سلبية - إن شاء الله تعالى - .

أرجو أن تطمئني من خلال هذا الشرح البسيط.
أنت الآن حامل في الشهر السابع، والذي أرجوه منك هو أن توجهي تفكيرك نحو الحمل ونحو الوضع، وأن تسألي الله تعالى أن ييسر أمرك، وأن يرزقك الذرية الصالحة، وأن تكوني إيجابية في تفكيرك، والخوف من الولادة هو خوف غير مبرر.

الولادة هي أمر طبيعي جدًّا، والنساء كانت ولا زالت في بعض الأماكن يلدن تحت الأشجار دون أي مشكلة، فالولادة هي أمر طبيعي، ولا شك أن وجود الخدمات الطبية الحالية سهل الكثير حين تكون هنالك أي مشاكل في بعض الحالات، فلا تهتمّي، وتوكلي على الله، واسأليه أن ييسر أمرك، نعم المولى ونعم النصير، ونعم المجيب.

كوني إيجابية في حياتك، في تفكيرك، لديك أشياء طيبة وجميلة، ولا شك في ذلك أبدًا، والخوف من الموت هو جزء من الرهاب، والخوف من الموت كأمر مخيف للناس يتعامل معه المؤمن في إطاره الشرعي، وهذا يريح كثيرًا.

استماعك للقرآن فيه خير كثير، كذلك الدعاء والذكر والصلاة في وقتها، وعليك أيضًا بأذكار النوم، وأن تسألي الله أن يحفظك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك ومن فوقك، وسليه تعالى بعظمته ألا تغتالي من تحتك.

حاولي أن تواجهي هذه المخاوف جميعها بتحقيرها، وعدم الانصياع لها واستبدالها بفكر مخالف، وبما أنك لا تستطيعين الاسترخاء، فأنا أنصحك بأن تطبقي تمارين الاسترخاء: ( 2136015 ).

ابذلي ما تستطيعين من جهد لتنفيذها، حيث إن الحمل في هذه الشهور المتقدمة ربما يكون عائقًا لتطبيق هذه التمارين بدقة، لكن ابذلي ما تستطيعين من جهد، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

العلاج الدوائي أنا أرى أنه لا بأس به، فمن حيث سلامة الحمل لا توجد مشكلة أبدًا، والفترة العلاجية - إن شاء الله – ليست طويلة، هنالك دواء بسيط يعرف باسم (إميتربتلين)، هذا اسمه العلمي، وله عدة مسميات تجارية منها (تربتزول)، أرجو أن تتحصلي عليه، تناولي هذا الدواء بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، يفضل تناوله بعد صلاة العشاء، وسوف يساعدك في النوم، وهو مزيل للقلق والتوتر، لكن نتائجه لن تظهر قبل ثلاثة إلى أربعة أيام من بداية العلاج، استمري عليه بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا، وبعد أسبوعين اجعلي الجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً، استمري على تلك الجرعة لمدة شهر، بعد ذلك خفضي الدواء إلى خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، تناوليه لمدة أسبوع قبل الولادة، ثم توقفي عن تناوله.

هذا دواء بسيط، دواء سهل الاستعمال ومفيد، له آثار جانبية بسيطة، مثل أنه ربما يسبب لك جفافا بسيطا في الفم، لكن هذا ينتهي - إن شاء الله – مع استمرارية العلاج.

إن كان بالإمكان أن تقابلي طبيبا نفسيا – إن كان ذلك متيسرًا – فهذا أيضًا قد يكون أمرًا إيجابيًا، وإن لم تستطيعي فأرجو أن تطبقي ما ذكرته لك، وتتناولي الدواء كما هو واضح، ولمزيد الفائدة ننصح بمراجعة تمارين الاسترخاء (2136015)

ونسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرناه لك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب ايمان

    انا حامل في شهري السادس ومنذ شهري الرابع من الحمل و انا اعاني تماما من نفس الاعراض زرت اطباء كثر و كانت اجابتهم ان لاشيئ مقلق على المستوى العضوي لكن نفسيتي لسيت بخير بدات أفكر في ويارة طبيب نفسي لأنني لم أعد أستطيع التحمل كما اني أريد الاستمتاع بحملي كبقية الامهات ادعوا لي بالشفاء

  • الأردن فاطمه مطر

    عندي نفس المشكله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً