الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رأيت صديقي مصابا بنوبة تشنج شديدة فأصبت بنوبة هلع وخوف..أفيدوني؟

السؤال

أنا شاب عمري 21 سنة، أصابني القلق النفسي، والخوف عندما كنت أنا وصديقي ساهرين، فجأة وبدون سابق إنذار رأيت صديقي يتشنج، ولم أستطع أن أفعل له شيئا، وقد أصابني الذعر والهلع، ولكن بعد وقت قصير أفاق وذهب إلى المستشفى، وأنا ذهبت إلى البيت، وفجأة قبل أن أنام أصابني شيء من عدم الإدراك، أو عدم التركيز، وتفاقم الخوف والقلق، وأصابني هوس صحي بعد معرفتي أن صديقي كان يتعاطى الترامدول بكميات كبيرة لذلك أقلعت عن التدخين، والعادة السرية، وأصبحت أخاف أن أخرج بالليل، وتصيبني حالة اختناق، واكتئاب عندما يقترب الليل دائما أضع يدي على قلبي لاحس بنبضه وأتفقده، ودائما ما يكون هناك تسارع شديد في دقات القلب.

أشعر بتعب وخمول دائما يرافقانني، وأريد أن أتخلص من هذا الهوس الصحي، وأحيانا بالليل تصيبني رجفة في الجسم، وأشعر أنني سأتشنج وأحيانا أستيقظ فزعا، وتأتي هذه الرجفة.

أعاني من خمول وتعب إذا بذلت أي مجهود بسيط، وأحيانا أشعر بدوخة وخاصة عند ارتفاع درجة الحرارة، وضيق التنفس قمت بعمل بعض التحاليل وجدت أن قوة الدم لدي 16 ، وذلك بسبب التدخين وأقلعت عنه، ولكن يصاحبني توتر، وقلق دائم، ولا أعرف إن كان السبب في هذا الخمول.

هل قوه الدم هي السبب في هذا الخمول والدوخة؟

علما أني شاب عمري 21 سنة، ساعدوني والله هو الشافي، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmadmstfa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

جزاك الله خيرا وأشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

حالة قلق المخاوف التي تعاني منها مكتسبة، وذلك من خلال ما شاهدته، ورأيته من تشنج مفاجئ حدث لصديقك، ويظهر أن هذا التشنج مرتبط بكل أسف بتناوله للترامدول، والذي نعتبره الآن مشكلة طبية حقيقية وسط الشباب حيث أن هذا العقار الذي له استعمالات طبية له أيضا خصائص إدمانية قوية جدا، واضطر بكثير من الناس.

عموما حالة الخوف هذه التي أصابتك هي ناتجة مما شاهدته، لكن في ذات الوقت أرى أنه ربما يكون لديك شيء من الاستعداد للقلق والخوف، وأريدك أن تعتبر ما حدث لصديقك عبارة عن تجربة تحدث في الحياة، وتحدث بصفة يومية، وفي كل لحظة الأمراض موجودة، المخاطر التي تحف بالبشر لا يمكن تجنبها، في كل لحظة تحدث الحوادث، وتحدث الأمراض، وهذا شيء من طبيعة الحياة، نعم حضورك للمشهد نفسه لا شك أن أثره النفسي كبير، لكن عليك أن تقتنع أن ما لا تشاهده الأكثر أي أن مثل هذه الحوادث تحدث للناس.

بالنسبة لك من الجميل أنك قد توقفت عن التدخين، وعن العادة السرية، وواضح أن التدخين قد أضر بك حيث أن لارتفاع نسبة الهوموجلبين، النسبية هذه قد يكون التدخين قد لعب فيها دورا، وإن شاء الله تعالى من خلال توقفك عنه سوف يرجع الدم إلى مستواه الطبيعي.

الآن لا نعتبر الدم مرتفعا لدرجة خطيرة، لكن قطعا أنت تحتاج أن تقوم بإجراء فحوصات عامة كاملة بعد ثلاثة أشهر من الآن، وذلك لتطمئن بصورة أفضل، الخوف دائما يعالج من خلال تحقيره وتجاهله والإنخراط في أنشطة تشعر الإنسان باكتمال صحته، ومن هذه الأنشطة ممارسة الرياضة، الرياضة تعتبر عاملا ممتازا وجيدا ومحفزا للصحة الجسدية، وكذلك النفسية عليك أيضا الالتزام بالأدعية المأثورة خاصة في ما يخص الصحة، وسؤال الحق عز وجل أن يحفظك من الأمراض فيها أيضا محفز كبير جدا للإنسان؛ لأنه يكون في طمأنينة، ويزول عنه الخوف خاصة من الأمراض.

أخي الفاضل: اصرف انتباهك أيضا عن الخوف والقلق من خلال الاجتهاد في دراستك، وإدارة وقتك بصورة صحيحة، كما أننا ننصحك أيضا بالحرص على ممارسة تمارين الاسترخاء، فهي مفيدة جدا هنالك دواء بسيط يساعدك إن شاء الله تعالى في إزالة القلق، والتوتر، والمخاوف المرضية الدواء يعرف باسم سلبرايد هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري دوغمتيل، يمكنك أن تتناوله بجرعة 50 مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعل الجرعة 50 مليجراما صباحا، و50 مليجراما مساء لمدة شهرين، ثم اجعلها 50 مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

سأجيب على سؤالك الأخير بصورة محددة، وهو هل قوة الدم، هل هي السبب في هذا الخمول والدوخة؟ أنا لا أعتقد ذلك أنا أعتقد الأمر كله متعلق بقلق المخاوف الذي تعاني منه، وربما أيضا شيئا من التكاسل لعدم ممارسة الرياضة، وأيضا انشغالك بصحتك الجسدية والنفسية أدى إلى نوع من الوسوسة، وهذا ينعكس على الإنسان بشعور بالخمول، وافتقاد الطاقات النفسية، والجسدية أسأل الله لك العافية، والتوفيق، والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً