الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف الخلاص من شكوك العقيدة وتغيرات المزاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أنا شاب عمري 19 عاما، حياتي كانت على خير وما يرام، فقد كنت ذا شخصية قوية ومستقلة، لي أفكاري الخاصة وأفعل ما أريد وما أحب بشغف عظيم، كنت الأفضل-بدرجاتي- من بين 1500 طالبا في مدرستي، ولا يرضيني إلا الكمال، لم التزم الصلاة أو الأذكار أو تلاوة القرآن الكريم، ولكني أحب الله ورسوله، وأحب سماع القرآن الكريم، علما بأني لم أسمعه عن عمد قط، ولكن سماعه كان محببا إلي.

منذ خمس سنوات بدأ كل شيء بالتغيبر، بداية من أبسط أفكاري وانتهاء بتصرفاتي وشخصيتي، وكان التغير تدريجيا، إذ بدأ الأمر بتغيرات غريبة في المزاج، وأحاسيس لم أستطع تفسيرها، وشكوك حول العقيدة، وأصبحت أستمتع بسماع الأغاني بشكل لم أعتده مسبقا، وبدأت أيضا بعزف البيانو، كل شيء بدأ لي طبيعيا حينها، فلم يؤثر ذلك على حياتي الاجتماعية أو الأكاديمية، واستمر الحال هكذا حتى اقتربت من بلوغ السابعة عشر، حينها بدأت حياتي تنحو مسارا شديد الانحدار إلى الأسفل.

بدأت أشعر باكتئاب لم يكن شديدا جدا حينها، وبدأت أفقد الاهتمام بعائلتي وبدرجاتي -التي أخذت بالنزول- وبحياتي وبجميع النشاطات التي كنت أستمتع عندما أقوم بها، لم أستطع معرفة الشعور، حتى أني فقدت الإحساس بمشاعري أعواما، ولكني علمت أنه اكتئاب حين وصفني به أحد أصدقائي منذ عدة أشهر.

في عام من المفروض أن يكون الأهم في حياتي باعتباره معيارا أكاديميا للقبول في الجامعات، وكانت عائلي في أقصى درجات التفاؤل؛ كوني طالبا مجتهدا، وفعلا بدأت العام بنشاط جيد ولكن ذلك ما لبث أن تغير، إذ بدأ شعوري بالاكتئاب يزداد بشكل كبير لم أستطع التركيز والتذكر بشكل جيد.

أصبحت دائما مشتت الأفكار، وبدأت فجأة أكره الكتب المدرسية، ولا أستطيع النطر إليها، وصرت كثير الحركة لا أستطيع الجلوس، وكانت الأغاني تشغل يومي كله أو معظمه.

بت تدريجيا أتضايق من سماع القرآن أو من أي شيء يشعرني بالخطأ أو الذنب، وكنت أشغل الموسيقى حين كان أبي يلقي علي الخطابات، ولم أعر لحياتي ومستقبلي أي اهتمام، وفي أحد الأيام لم يستطع والداي المتأملان تحمل ذلك؛ فاستدعوا أحد الراقين لرقيتي -مع أني لا أومن بالرقية ولا أستوعب كيف لكلمات أن تشفي خطأ دماغيا-، فقرأ علي بعض الآيات، وقرأ لي علي شراب لأشربه بعد ذلك وكل ذلك لم يفلح.

فأحضر والداي الراقي مجددا واقترح حينها عرضي على طبيب نفسي، وقد أعجبتني الفكرة لأني كنت متأكدا من أني أعاني من الاكتئاب، وفعلا كان ذلك.

وصف لي الطبيب (fluxetine hcl 20mg) جرعة يومية، ولكنه لم يجد نفعا بعد تناوله ثلاثة أشهر، وقد امتحنت للثانوية في فترة تناوله، وطبعا فشلت فشلا ذريعا، وخيبت أمل والدي ومجتمعي، ولكني لم أشعر بأي شيء حينها سوى إحساس جديد من الغضب يعتريني.

راجعت الطبيب مرة أخرى فوصف لي (venlafaxine 225mg) وتناولته سبعة أشهر، ولكن بلا طائل، وكل ما شعرت به هو الغضب الشديد مرافقا الاكتئاب من دون أي سبب، وها أنا الآن أكتب عن مشكلتي.

أعاني من الأعراض النفسية الآتية:

اكتئاب شديد جدا إذ يصبح كل ما في الحياة بلا قيمة، ولا توجد أي متعه فيه، تقلب في الآراء من حين لآخر، في بعض الأيام أشعر ببعض الأمل، وأعمل نوعا ما لمستقبل أفضل، مع أني أكون أيضا مكتئبا حينها، ولكن بنسبة أقل ولا يوجد نطام معين لهذه التقلبات.

كراهية وحقد بني البشر بشكل كبير، إضافة إلى غضب شديد، وأشعر دائما برغية شديدة في قتل وتعذيب الآخرين، وأستمتع كثيرا بمشاهد القتل بأبشع الطرق على التلفاز والتقطيع للأشلاء والتعذيب وغيرها.

انعدام الأمل وعدم الرغبة في الحياة، وأتمنى ألا يوجد حساب، وأن النهاية هي الموت فحسب.

عدم الاكتراث أشعر بالفوقية، وأفعل ما تراه نفسي فقط ولا أسمع لأحد، مع أني أعلم أنهم على حق إلا أني أرى تصرفاتي فوق كل شيء.

تجنب الاختلاط بالناس، وتقويض علاقاتي بهم واستحقارهم، وإيماني بغبائهم.

عدم التركيز وكثرة التشتت والنسيان وضعف الذاكرة.

ولا أعتقد أن مشكلتي _من ملاحظتي لنفسي- هي اكتئاب الثنا قطب، أو أي من اضطرابات الشخصية.

أرجو المساعدة فحياتي آخذة في الانحدار أكثر فأكثر.

ملاحظة: ما زلت أؤمن بأنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ولكني أشعر بشيء غريب عند قولها، كأن الأمر لا يعنيني، وقد فرضت الصلاة على نفسي أكثر من مرة، ولكني لا أستطيع التحمل، وحاولت تلاوة القرآن لكني بعد فترة أكره ذلك، وأحاول الابتعاد عن كل ما له علاقة بالإسلام والدين.

أعتذر على الإطالة، وأرجو أن لا يكون الموضوع مزعجا، ولكني أتمنى منكم التفهم والمساعدة.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاشم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فأؤكد لك أنني قد اطلعت على رسالتك بكل دقة، ومن الواضح أن حالة القلق والتوترات وكذلك الوساوس، وقوة القطب الاكتئابي – كما ذكرت لك – مع شيء من تقلب المزاج، وبالتأكيد شخصيتك أيضًا لا تخلو – لا أقول من الاضطراب- لكن من عدم الاستقرار.

أتمنى أن تكون كل هذه الأمور أمورا عابرة، فحياة الشباب قد تتخللها مثل هذه الأعراض، والإنسان في المرحلة العمرية السابقة - التي مررت بها – يكون عُرضة لتقلبات وجدانية، وهرمونية، وفسيولوجية وكذلك جسدية، وقضية أيضًا تحديد الذات وتأكيدها - وموضوع الهوية، والنظرة المستقبلية – هذه كلها قضايا تشغل الكثير من الشباب، وأعتقد أنها ربما تكون أثرت عليك أكثر شعوريًا أو غير شعوري.

أنا أتفق معك اتفاقًا قويًا أنه ربما يكون لديك شيء من ثنائية القطبية، وثنائية القطبية أحيانًا لا تستجيب أبدًا لمضادات الاكتئاب، إنما تستجيب لمثبتات المزاج.

لا أقول أن مضادات الاكتئاب لا تستعمل، نعم يمكن إعطاءها، لكن يجب أن تكون الأفضلية والأسبقية لمثبتات المزاج.

فالذي أستحسنه هو أن تتناول أحد مثبتات المزاج، لكن يجب أن يكون هذا تحت إشراف طبي نفسي، وفي ذات الوقت يفضل أن تتناول دواء محسنا للمزاج ومضاد للوساوس مثل عقار (فافرين)، هذا دواء أنا أحبذه وأفضله جدًّا في مثل حالتك.

مثبتات المزاج كثيرة جدًّا، هنالك عقار (تجراتول) وهنالك عقار (دباكين كرونو)، وهنالك الأدوية التي لها خاصية في علاج الذهان، ولكنها أيضًا مثبتة للمزاج، ومن أفضلها عقار (إبليفاي) الذي يعرف علميًا باسم (إريببرازول).

المجال - إن شاء الله تعالى - أمامك واسع وكبير جدًّا للعلاج، فأرجو أن تتواصل مع الطبيب النفسي، وكما ذكرت لك أنا أحس بل أشعر أن ثنائية القطبية حتى وإن كانت من درجة بسيطة ربما تكون هي مشكلتك الأساسية، ومتى ما تم تأكيدها كتشخيص تطبق عليه المعايير المعروفة، وربما يحتاج الطبيب أيضًا لإجراء بعض الاختبارات النفسية لك، مثل اختبارات الشخصية، واختبارات تحديد المزاج.

أعتقد أنها مطلوبة جدًّا في حالتك، وهذا إن تم سوف يكون هو الإجراء الصحيح في مواجهة، وعلاج مثل حالتك هذه.

ومن جانبك - أيها الأخ الكريم – حاول أن تجاهد نفسك، أن تطرد كل فكر شرير مخالف، وأن تحكم على نفسك بأفعالك أكثر من مشاعرك، والأفعال بالطبع هي أن يلجأ الإنسان لما هو حسن، لما هو جيد، أن تتواصل اجتماعيًا، أن تصل رحمك، أن تساعد الضعيف، أن تجتهد في الدراسة وتصر على ذلك، وأن تحاول أن تتواءم مع ذاتك، ومع من هم حولك...

أعتقد أن هذه كلها هي الوسائل العلاجية المطلوبة في مثل حالتك.

أرجو - أيها الفاضل الكريم - أن تذهب إلى الطبيب النفسي، و- إن شاء الله تعالى - سوف تجد كل الرعاية والتقدير، وحالتك بالطبع تستحق الاهتمام وكذلك المتابعة، وإن شاء الله تعالى تحمل لنا بشريات مفرحة في المستقبل القريب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الأردن سندس

    كيف تتخلص من الإكتئاب والوسواس القهري للأبد ؟
    حين كنت طفلاً رأيت في احد الطرق اعلاناً كبيراً يدعوا الناس لأن لا يخجلوا من زيارة الطبيب النفسي ومراجعته!

    وحين كنت اشاهد احد البرامج ذات مرة كانت هناك حلقة مخصصة عن الاطباء النفسينن وكيف ان الطب النفسي مهنة لا قيمة لها لأن لا أحد يرتاد العيادات النفسية!!

    بدأت الفضائيات وبدأ احد الاطباء النفسينن للترويج للطب النفسي ، قررت ان اشاهد الحلقة لأعرف مالذي يريد ايصاله !

    كم تفاجأت وانزعجت مما كان يقوله ، كان يتحدث عن الاكتئاب والوساوس القهري واخذ جاهداً يحاول بإستماته أن يقنع المشاهد ان الاكتئاب والوسواس القهري هي امراض عضوية لا علاقة لها بوساوس الشيطان وان الرقية ( صحيح انها جيدة ) لكن الرقية للأمراض من عين وحسد وغيره اما ( الوسواس القهري والإكتئاب ) فهي امراض لا تعالج بالرقية !( كل الكلام السابق لنفس الطبيب )

    واخذ يسترسل بشكل عجيب محاولا اقناع المشاهد انه لا فائدة من الرقية لعلاج الوسواس والاكتئاب القهري وأن الحل فقط في حبة يتبلعها المريض فيصبح في احسن حال!

    لم اقتنع بهذا الكلام مطلقاً وحمدت الله اني لااعاني من مشاكل نفسية حتى اجد من يعبث بعقلي واسلم رقبتي له ليحصد مافي جيبي!

    مرت السنوات وإذا بي اقابل مريضاً نفسياً يعاني من الإكتئاب والوسواس القهري واتضح لي انه توجه للطب النفسي فأعطوه من العقاقير التي تعالج الإكتئاب والوساوس

    فماذا حدث ؟

    بعد فترة لم تعد تجدي هذه العقاقير معه لأن الجسم اعتادها ، فأصبحو يعطوه جرعات أكبر !

    بعد فترة لم تعد تجدي الجرعات الأكبر ، فماذا حدث ؟

    بدأو في اعطاءه حقن مباشرة حتى تهديء من روعه !

    اصاب هذا الشاب حالة من الانهيار العصبي وتم نقله للمستشفى !!

    بماذا افادته العقاقير ؟ هل عالجت حالته ؟

    هذه هي المشكلة ، الطب النفسي في حقيقته لا يعطيك علاج شافي بل يعطيك ( مسكن )

    بمعنى أن الألم موجود والمشكلة موجودة ولم ولن تنتهي لكن ما يحدث هو محاولة ( لتخدير الألم )

    بالضبط كما يحدث حين يعطيك اي طبيب مسكن لألم معدتك أو الم في قدمك وغيره..

    مجرد ( تسكين للألم ) وليس علاج شافي كما يزعمون!

    وانا اسف ان اجد نفس هذا الطبيب بعد سنوات يحضر في قناة تلفزيونية اسلامية ويسأل المذيع الزوار مارأيكم في الوسواس القهري والإكتئاب ؟

    فيدخل نفس الطبيب ويتصرف بمظهر المنقذ ليتحدث بكل ثقة بأن الناس يظنون ان الإكتئاب والوساوس القهري من ( الشيطان )

    وأخذ يتحدث بكل ثقة بأن هذا الامر غير صحيح وأن الإكتئاب والوساس القهري هو ( مرض عضوي )

    لكن ماسبب ثقته في كلامه ؟

    يسترسل ويقول : لأن الطب النفسي الغربي اكتشف ان هذا المرض هو مرض ( عضوي ) !

    نعم هذه هي المشكلة حين ينال شخض درجة الطب في تخصص حساس وهو مسلم فيلغي ما يقوله القرأن ليستند لكلام علموه هو الغرب

    لماذا ؟

    لأنهم اعطوه شهادة تثبت انه اتقن وتعلم ماعلموه اياه في كتبهم !

    لا حول ولا قوة الا بالله !

    وحين كتبت اسم الطبيب في محركات البحث قرأت مشاركة لأحدهم يقول انه لا يستطيع مقابلة هذا الطبيب لشدة الازدحام على عيادته!!

    وانه لم يستفيد شيئاً من علاجاته!!ولكن قلبه معلق بالطب النفسي رغم عدم وجود فائدة عندهم!

    ولهذا قررت كتابة هذه المقالة عن علاج يقتلع الوسواس القهري والإكتئاب من جذوره بحول الله وقوته

    حل من سوف يطبقه بأذن الله سوف يصبح مستقلاً من الناحية النفسية والروحية بحول الله وقوته

    وإن كان مل من الوقوف على ابواب الاطباء فإنه سوف يغادرها للأبد لأن الله سيشفيه بحوله وقوته

    وهذا الحل دوري فقط ان اعطيك اياه ودورك انت ان تستعين بالله وتطبقه

    ولا اتحدث من فراغ اطلاقاً بل اخبرت اناس بهذه الطريق ونفذوها واندهشوا لأثرها القوي ؟

    احدهم فتاة كانت تفكر بالإنتحار بشدة ففعلت ما قلته لها وفي اسبوع تقريباً قالت لي انها مندهشة لأن نفسيتها ارتاحت كثيراً

    بل أن صلاتها التي لم تكن تستطيع ان تصليها اصبحت تصليها بإرتياح !

    اما الأخرى فهي فتاة تقول ان الامر كان يصل معها الى درجة التشنج لشدة تسلط الوساس القهري عليها وكأن يستدعون الاسعاف لها ! وتكررت معها هذه الحادثة أكثر من مرة !

    اما الاخر فقد كان يشعر ان الدنيا مظلمة جداً امام عينه ويكاد يموت حين تأتيه نوبات الإكتئاب ومجرد ان نفذ هذه الطريقة التي سوف اذكرها شعر وكأن الظلام انقشع فجأة عن قلبه ونفسه وانشرح صدره وذهب همه !

    الموضوع يطول في ذكر النتائج لكن حتى لا اطيل سوف ادخل في فكرة العلاج وهي كالتالي:


    يجب ان نتيقن تماماً اولاً وقبل كل شيء ان الوسواس القهري والإكتئاب ناتج عن تسلط الشيطان على الإنسان وهذا امر لا يقبل التشكيك

    ماهو دليلي ؟

    قال عز وجل في كتابه الكريم في سورة الناس :

    قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ

    اذا الله عز وجل في علاه يأمرنا من فوق سبع سموات ان نستعيد من شر وسواس الشيطان ؟

    فهل اكذب كلام الله واصدق كلام البشر الذين يقولون لي ان الوساوس ليست من الشيطان ؟

    وكيف اصدقهم وهم يتركون كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ويأتون لي بأدلة من الغرب ان الوساوس هي مرض عضوي ؟

    عن اي عقل او منطق نتحدث ؟

    والله ان احد الاخوات حين قلت لها سأعطيك وصفة لعلاج الإكتئاب والوساس ، قالت لي هل انت طبيب نفسي ؟

    فقلت لها :وماذافعل لك الطبيب النفسي ؟

    قالت : لا شيء ، ذهبت لأشهر الاطباء النفسينن في منطقتي ولازلت على حالتي !

    قلت لها : حسناً إذا خذي هذه الطريقة وستري النتائج بنفسك شرط الالتزام بها

    بعد اسبوع تقريباً راسلتني تقول لي انها بعد ان كانت تتشنج لقوة الوساس القهري وتحمل للطواريء

    والان بعد اسبوع واحد تحسنت حالتها بنسبة 80% ( وهذه النسبة هي من حددتها لتحسن حالتها بنفسها )

    تخيلوا من تشنج لا تتحرك من قوته والعياذ بالله الى تحسن في ظرف اسبوع تقريبا بنسبة 80% ؟

    حسناً طالما عرفنا ان الوسواس القهري والإكتئاب ناتج عن الشيطان إذاً ما الحل ؟

    1- قال عليه الصلاة والسلام البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا تقربه الشياطين لمدة ثلاث ايام !

    حسناً وماذا عن جسدك ؟

    اليس جسدك هو بيتك في الدنيا ؟ اليس الجسد هو مسكن الروح والنفس في هذه الحياة

    حين تموت -بعد عمر طويل بأذن الله – الن تغادر هذا الجسد وسيدفن تحت الثرى وتصعد روحك لخالفها ؟

    حسناً لماذا تترك بيتك خرباً للشيطان دون ان تقوم بطرده منه !

    الطريقة هي أن تحضر مسجل وتحمل عليه سورة البقرة ويفضل قراءة سريعة وارشح لك قراءة مشاري العفاسي لأنه اسرع قراءة متوفرة وهي قراءة الحدر

    يأخذ سماع السورة الواحدة حوالي ساعة وعشرين دقيقة

    المطلوب منك : ان تتوضأ ( وهذا افضل وان لم تستطع المحافظة على وضوءك فلا مشكلة بأذن الله ) ثم قم بوضع السماعات في اذنك وقم بتشغيل سورة البقرة واستمع للتلاوة

    وحين تنتهي التلاوة قم بإعادتها ولاتتوقف حتى تشعر بالراحة ويصف من قاموا بسماع السورة بانهم يشعرون ان شيء يذوب داخل صدورهم ويشعرون بالراحة تتسرب الى قلوبهم ونفوسهم !

    يقول احد من التزم بهذه الطريقة إنه كان يعاني من إكتئاب قوي كاد يفتك به فقرر سماع البقرة 7 مرات على التوالي لا يتوقف عن السماع الا للصلاة او إن ذهب للحمام اكرمكم الله ..

    ( تقريباً تأخذ منه حوالي 10 ساعات ) أي جعلها تعمل في اذنه من الصباح الى قرب المغرب فيقول والله شعرت ان الوسواس في البداية يحاول المعاندة فتجاهلته وقلت سوف اسمعها 7 مرات مهما حصل ، ويقول ما ان بدأت التلاوة السابعة حتى شعرت وكأن شيء انفجر في صدري يشبه بالونة الهواء ثم أنقشعت الظلمة عن عيني وشعرت براحة وسكينة عجيبة ؟ ومنذ ذلك اليوم لم تعاوده نوبات الإكتئاب وان شعر انها بدأت تعاوده مباشرة يحاربها بسماع سورة البقرة ولو لمرة واحدة واراه الان ماشاء الله تبارك الله في احسن حال ويقول ان كثيراً من أمور حياته قد تغيرت منذ ان واظب على سماعها ( وانبه ان السماع لا يغني عن قراءتها ) فقد قال عليه الصلاة والسلام ( عليكم بسورة البقرة فإن في أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة )

    وانبه ان الوسواس درجات وكل الدرجات تقضي عليها سورة البقرة بحول الله

    البعض قد يحتاج لسماعها لمرة واحدة البعض قد تأتيه نوبة قوية فيحتاج لتكرارها وافضل ان لا تزيد عن 7 مرات في اقوى الحالات لأنها تكفي وتغني بحول الله وقوته

    ولن تصل لل7 مرات الا ومشكلة الاكتئاب قد انحلت بحول الله تعالى وتبدلت لسكينة وطمئنينة

    – نقطة اخرى مهمة للغاية في علاج الوسواس القهري والإكتئاب ، يجب ان نعرف ان الشيطان مثل الكلب الذي ينبح على قارعة الطريق أعزك الله ، فهو إن رأك تمشي أخذ ينبح من خلفك ، لماذا ؟

    حتى تلتفت اليه !

    وان التفت اليه ونهرته فماذا سوف يحدث ؟

    سوف يستمر بالنباح بصوت اعلى وبعناد اكبر

    لكن ، ماذا لو تجاهلته ومضيت في طريقك ؟

    سوف يصمت بكل تأكيد !!

    لأنك تجاهلته !

    هذا حال الشيطان

    حين تشعر بوسواس معين فلا تحاول ان تدفعه او تقاومه او تناقشه لأن الشيطان سوف يقنعك بالأمر الذي يسبب لك الوسواس

    وسيحاول استفزازك بالموضوع الذي يزعجك ويسبب لك الوسوسة فقد قال سبحانه : ( واستفزز من استطعت منهم بصوتك )

    فالوسواس هو استفزاز لمشاعرك ونفسيتك حتى يدخل الاحباط والإكتئاب لحياتك

    حسناً كيف نتعامل مع هذا الاستفزاز؟

    الجواب : بكل بساطة تجاهله !

    سيحاول الشيطان أن يسحبك للتفكير في الامر الذي يوسوس لك به ، وهناك ارفع عصاك في وجهه واضربه بها

    وهي عصاة ( الذكر ) أذكر الله ، لأنه يهرب ويفر فراراً من الذاكرين لله ولا يستطيع ان يمكث طويلاً وانت تذكر الله

    قد يعود مرة اخرى على خوف وحذر حتى لا تنتبه له ، بمجرد ان تشعر بحزن وضيق اعرف انه يحاول معك جداً

    فأضربه بعصى الذكر مرة أخرى وسوف يفر هذه المرة لمدة اطول ، وسوف يكون اشد ضعفاً وانت اشدى قوة

    إذاً بسماع القرأن أنت تنظف عقلك وروحك وقلبك ونفسك من اثار الشيطان ووساوسه

    وبالذكر انت تدافع عن نفسك ضد اي وسواس مستقبلاً لأن الذكر ووساوس الشيطان لا يجتمعون سوياً في نفسك

    وأَذكر لأهم نقطة حتى تغادرعالم الاكتئاب والوساس القهري للأبد ، بأن تراقب الله وتبتعد عن المعاصي فالشيطان

    يتجرأ على العاصي ويقترب منه وبنال منه ، لهذا كلما اذنبت بسرعه استغفر وتب الى الله حتى يرحمك ويغفر لك

    لهذا تلاحظ ان من يصلي في المسجد جماعة لا يقدر عليه الشيطان مثلما يحدث للشخص الذي يتقاعس عن الجماعة

    والذي يحفظ لسانه من الكذب لا يقدر عليه الشيطان مثلما يقدر على الشخص الذي اعتاد الكذب !

    وقس على ذلك..

    لهذا نعرف لماذا انتشر الإكتئاب في زماننا هذا ولماذا انتشر الوساس القهري ، وكل ذلك لأن الناس بعدت عن الله

    فبعد ان كانت الاعلانات تستجدي الناس ليزورا العيادات النفسية ، اصبحت العيادات النفسية اليوم مكتظة !!

    في ختام المقال اقول : هذا الجهد هو توفيق من الله فإن اصبت فمن الله ، وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان

    يمكنك ان تبشرني بالنتائج بأذن الله على بالضغط هنا

    واسأل الله ان يبعد عنكم كل ضيق وحزن ويملأ قلوبكم سكينة وطمئنينة ..

    اخوكم / صريح.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً