الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني ومعاملة أبيه له والجنس

السؤال

ابني يبلغ من العمر 15عامًا, منذ شهر اكتشفنا رسائل جنسية مثل عمل قوم لوط على جواله مع ولد في المنطقة, وعندما سأله والده عن هذه الرسائل قال: إن هذه هي لغة الشباب, وإنه كتبها ليثبت لأصحابه أن هذا الشخص سيء, وقد حرم, من النت, ومن الجوال, ومن الصلاة, في المسجد.

منذ يومين جاء إليّ بملء إرادته, وقال: إنه عندما طرد من البيت -فقد طرده والده من البيت مرتين- نزل فوجد سيارة شرطة واستجوبه الشرطي فقال له: إن والده طرده من البيت فأخذ رقم جواله وتركه يمشي, وكلمه بعد ذلك, وخرجا معًا مرتين إلى أماكن عامة, وأخذه في المرة الثالثة إلى مكان مهجور, وهدده بالسجن؛ إذا لم يفعل ما يريده منه -وهو عمل قوم لوط- فقال له: حاضر وبمجرد أن نزل الشرطي من السيارة أقفل ابني الباب وأخذ السيارة وذهب إلى الإسفلت ونزل وجرى إلى الإشارة وأخذ سيارة أجرة وجاء إلى البيت, فأخبرت والده بما حدث, فهاج وجلس يتحدث معه، ويشتمه، ويصفه بالشذوذ، وطلب منه خلع جميع ملابسه، وطلبت منه أن أخرج فرفض، ورأيت ما لم أتمنى، وابني في هذا الوضع المهين، وبكى ابني بكاء مريرًا، ماذا أفعل الآن وزوجي يقول لي: هذه آخرة دلعك، وابني مدمر نفسيًا من فعل أبيه معه، ويقول لي: أنا لا أستطيع أن أسامحه، وأنا أشعر أن ابني لم يفعل شيئًا محرمًا، وأحيانًا أشك به, وحتى لو أخطأ فيجب علينا الاحتواء، لكن والده رأيه مختلف، ويقول له: يا شاذ، فهل أنا على صواب أم خطأ؟
وماذا أفعل لأستعيد ابني مرة أخرى؟ وماذا أفعل مع هذا الأب؟

ملاحظة: الابن دائمًا خائف من الأب, ولا يحبه بسبب عصبيته الشديدة، وضربه له، واقترحت على زوجي أن نذهب به إلى طبيب نفسي فرفض.

أفيدوني بالله عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الصحبة الصالحة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

أختي الفاضلة: قرأت ما تفضلت بكتابته, ولاحظت أنك أم فاضلة, حريصة على أبنائها, وتبحثين عن أفضل الأساليب والوسائل لعلاج المشاكل التي تعترض حياتهم, وهذا وعي تشكرين عليه, فأسأل الله لك زيادة التوفيق والسداد.
بالنسبة للمشكلة التي ذكرتها فأوصيك بما يلي:

1-الله سبحانه وتعالى يطلب منا أن نسأله ليستجيب لنا, ويعطينا سؤلنا, فالجئي إلى الله, وأكثري الدعاء في أوقات الاستجابة ليحفظ لك ابنك؛ لأنه في منعطف خطير في هذه المرحلة.

2- أكثري من الرسائل الإيجابية لابنك بأن تمدحيه, وتثني على الخصال الحميدة فيه, خاصة الرجولة والقوة.

3- عززي من ثقته بنفسه, كقولكِ بأنكِ يعجبك اختياره لأصدقائه المتميزين في دينهم ودروسهم.

4- المرحلة العمرية التي يمر بها ابنك مرحلة صعبة تحتاج وقفتك معه ومساعدته؛ لأنه يريد أن يكون شخصيته, ويبين أنه رجل, ولكنه يفتقد للمهارات لتحقيق ذلك, فأرجو أن تعطيه فرصة للحوار, وإبداء الرأي, والاستماع التعاطفي لما يقول, والتوجيه يكون في أوقات أخرى مناسبة.

5- اطلبي من والده أن يساعده ويساعدك لتتجاوزوا هذه المشكلة بسلام.

6- احرصي على استقطاب ابنك وكسبه حتى لا يفعل الأخطاء لينتقم من والده.
في الختام: استعيني بالله، ولا تعجزي، وتأكدي بأنك قادرة على الوصول لنتائج جيدة، ولكن انتبهي عند الحديث مع ابنك على ذم الأخطاء، وبيان سوءها دون المساس بذات المخطئين؛ لأن باب التوبة مفتوح للجميع.

هذا والله أعلم وأعز وأجل, وأسأله -وهو الله الأحد الصمد- أن يصلح لك أبنائك, وأن يفتح على قلب زوجك بالكلمة الطيبة والعمل الصالح، وأن يهديك لأحسن الأقوال والأفعال, فإنه لا يهدي لها إلا هو عز وجل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر اميره احمد

    حسبى الله ونعم الوكيل فى كل اب ظالميارب انت المنتقم الجبار

  • السعودية فلاوبه

    وش ذا الاب يقول لولده ياشاذ نعمممممممم في الاخير ذا ولده بعدين الولد في مرحله مراااااهقه اذا غل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً