الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدي يعاني من التهاب رئوي جرثومي وفشل كلوي

السؤال

السلام عليكم

والدي يبلغ من العمر 70 عاما, عانى قبل عشرات السنين من درن رئوي, وعولج منه, لكن تأثرت الرئتان والتنفس لديه, خاصة أنه يدخن بشراهه, مع العلم أنه يعاني من ارتفاع الضغط وسرطان بالمعدة, لكن عولج من السرطان وضغطه مستقر مع الأدوية.

منذ 5 سنوات ونحن نتابع لدى طبيب استشاري للأمراض الصدرية, أعطاه بخاخات وحبوبا موسعة للشعب الهوائية, ونصحه بترك التدخين والاهتمام بالتغذية, أصيب قبل شهر بنزلة برد, ثم أصبحت التهابا رئويا, فدخل في غيبوبة, ومع المضادات الحيوية عاد لحالتة الطبيعية, وبعد يوم واحد عادت الغيبوبة وأصبح على التنفس الاصطناعي, وبعد 3 أيام أصيب بتشنج ورعشة في الوجه, فعملت له أشعة مقطعية ولم توضح وجود أي شيء عدا جلطة سابقة قبل سنتين تقريبا.

نقلناه إلى مستشفى كبير في الرياض, وهو لايزال على التنفس الاصطناعي والغيبوبة والتشنج, وبعد إدخاله المستشفى عملوا له فحوصات من جديد, ووجدوا أن لديه التهابا رئويا, وجرثومة في الدم, وزيادة في كهرباء المخ, ونسبة الوعي متدنية نوعا ما, وقد تطورت حالتة حيث أصيب بفشل كلوي, ويعيش على غسيل.

أرجوكم بماذا أصيب والدي؟ وهل حياته في خطر؟ أنا لدي استطاعة للذهاب به إلى أرقى المستشفيات, فهل ينفع ذلك؟ وما هي هذه المراكز؟

ما أسباب إصابته بكهرباء المخ والفشل الكلوي؟ هناك من يرجح فرضية أن يكون هناك خطأ طبي فهل هذا صحيح؟ وهل يمكن أن يتم معالجة جرثومة الدم والالتهاب الرئوي؟

أرجوكم أفيدوني بردكم فأنا في قلق مستمر!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمدان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فهذه المضاعفات التي حصلت مع الوالد من المضاعفات المعروفة, فالوالد عافاه الله عنده عدة أمور تضعف مناعته, وبالتالي يمكن أن تحصل مضاعفات لأي التهاب جرثومي, ومن هذه الأمور التي تضعف المناعة السن, والتدخين, والإصابة السابقة في الرئة, وحصول تليف أو تخرب في نسيج الرئة, فهذا يجعله أكثر عرضة لحدوث التهاب في الرئة.

ومن المضاعفات المعروفة من الغيبوبة ولها عدة أسباب منها: اضطراب شوارد الدم, كأن ينقص الملح في الدم وبسبب الالتهاب الرئوي أو عوامل أخرى, وقد يكون ما حصل في المرة الثانية من غيبوبة لابد وأن سببه القصور في الرئة, وتجمع ثاني أكسيد الكربون, وهذه التشنجات تحصل بسبب اضطراب في شوارد الدم, أو مع اضطراب في ما يسمى التوازن الحامض القلوى في الجسم, وهذا قد يسبب تشنجات في العضلات, أو قد يحصل معه بعض الاختلاجات الصرعية نتيجة هذا الاضطراب في شوارد الدم أو نتيجة نقص الأكسجين إلى الدماغ.

وأذكر هنا مضاعفات التهاب الرئة في كبار السن, وهي مضاعفات تحصل في كل المستشفيات, وليست ناجمة عن أي خطأ طبي, وإنما بسبب طبيعة المرض, وضعف المناعة عند كبار السن, وشدة الالتهاب خاصة عندما تدخل الجرثومة إلى الدم, ومن هذه المضاعفات:

- تسمم الدم بسبب دخول الباكتيريا إلى الدم, وهذا قد يؤدي إلى ما يسمى بالصدمة Shock, وينجم عنه نزول الضغط وقصور في العديد من الأعضاء Multiorgan failure, ومنها قصور الكلية وتوقفهما عن العمل, وقصور الأعضاء الأخرى أي اضطراب في وظائف الأعضاء ومنها الدماغ, وفي الحالات الشديدة عندما تصل الجرثومة إلى الدم فإن نسبة الوفاة قد تصل إلى 25%

- يمكن أن يحصل تجمع للسوائل في الرئة وقصور في الرئة, أي أنها تتجمع فيها السوائل.

أما الخطأ الطبي فمن الصعب الحكم على هذا الموضوع من رسالتك فهذا يحتاج مراجعة جميع الملف بتفاصيله الدقيقة؛ لكي نصل إلى الإجابة عن هذا الموضوع.

والتهاب الرئة يمكن علاجه, وكذلك تجرثم الدم يمكن علاجه, إلا أن بقاء الوالد فترة طويلة على جهاز التنفس يعني أن الأطباء يجدون صعوبة في إزالة هذا الجهاز لضعف عضلات الوالد, وبسبب تأثر الرئة السابق, وبسبب ما يكون قد حصل من تأثر الدماغ بالالتهاب, ونقص الأكسجين, وتجرثم الدم, وهذا قد يعني أنه قد يبقى فترة طويلة على الجهاز, وهذه يستطيع الطبيب المعالج إعطاءك رأيا أفضل بسبب معرفته بتفاصيل كثيرة ومتابعته للحالة.

نرجو من الله أن يمن بالشفاء على الوالد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا ملت قانا الجنة

    نسال الله له العفو والعافية وطهور انشاء الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً