الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يظلمني ويسيء معاملتي..فكيف أتعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب عمري 16 سنة، أبي تزوج زوجة ثانية، وأخي الكبير دائما يظلمني مثلا: إذا لم يجد ماء يقول لي: اصنع لي ماء لا يقول اذهب إلى السوق، بل يقول اصنع لي ماء، وأبي عند الزوجة الثانية، فكيف أتغلب عليه؟ علما أني لا أريد أي شر به، بل أريد فقط أن أتغلب على هذا الظلم بعد معاناة.

هل يوجد أي دواء طبي لوضعه في الطعام أو أي شيء لكي يزرع الخوف في قلب شخص أنا أقصده يعني لجعله يخاف مني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلطان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا.

لاشك أنه وضع صعب تعيش فيه، وربما تشعر بالكثير من الوحدة، وقلة وجود من يفهمك أو يساعدك.

ولكن ليس هناك علاجا سحريا أو دواء لمثل هذا الوضع، فهو وضع له علاقة بالعلاقات الإنسانية، وحلّ الصعوبات يجب أن يقوم على ترتيب وتصحيح هذه العلاقات.

وينبغي أن تفرق بين موضوع والدك، وأمر زواجه الثاني وابتعاده عنك، وبين موضوع الأخ الأكبر والذي يسيء معاملتك.

ففي موضوع والدك، ربما يفيد أن تتكلم معه وبشكل مباشر، ليس من باب العتاب والنقد، وإنما من باب التواصل معه كوالدك، ومن باب سؤاله النصح، ومن باب التواصل العاطفي والأسري معه.

وفي هذا النطاق لا أراك تتحدث عن أمك، وما هو موقفها مما يجري سواء مع والدك أو مع الأخ الأكبر؟

حاول أن تتقرب من أبيك، صحيح أن عليه هو أن يحاول الاقتراب منك، وتفقد أحوالك، ولكن مع الأسف أحيانا يقصّر الأباء في رعاية أولادهم، ويضطر الولد أن يتواصل هو مع أبيه بدل العكس.

وتحسين الوضع مع والدك قد يفيدك أيضا في تحسين الوضع الثاني في علاقتك مع أخيك الأكبر، والذي يبدو أنه يسيء التعامل معك، فقد يتطلب من والدك أن يتحدث مع الأخ الأكبر، طالبا منه معاملتك بالطريقة اللائقة، وهذا لا يمنع أن تتحدث أنت وبشكل مباشر مع أخيك، وأنت في 16 أو 17 من العمر، ويمكنك عرض الموضوع بشكل لائق ومناسب مع أخيك. قل له بصراحة، ولكن بحزم واحترام، والحزم لا يعني العنف، وإنما بشكل جديّ وهادئ ومباشر.

وبعد أن تتخذ بعض الخطوات في هذين الأمرين ستجد أن ثقتك بنفسك قد ازدادت وارتفعت، مما يعينك على الوقفة الحازمة في التعامل مع أمورك الخاصة، وعلاقاتك الخاصة والعامة. فالثقة بالنفس والحزم في التعامل مع الأمور تنبني خطوة خطوة حتى تصل للدرجة التي تحب وتتمنى.

وفقك الله ويسّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً