الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي أفكار سلبية، كيف أدفعها عن نفسي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحب أشكركم لأني استشرتكم قبل هذا وأرشدتموني إلى الطريق الصحيح.
والآن أحب أن ترشدوني إلى الطريق الصحيح، فأنا كان عندي وسواس عقيدة ورياء وسب وشتم واندفاع، والحمد لله تخلصت منهم، كل هذا كان عبارة عن أفكار لا أقدر على دفعها، وما بقى معي إلا وسواس أخير - وسواس الأحلام أو عقدة الأحلام -.

أنا أعرف مفسرين أحلام على النت أفسر عندهم أحلامي، ولكن مشكلتي ليست في تفسير الحلم أبداً، فالحلم تفسيره جيد، ولكن مشكلتي تسيطر على عقلي، فكرة تزيل أجزاء من الحلم، وتضع أجزاء مكانه، وتقول لي: أنا كذاب، وهذا هو الصحيح! مع أني متأكد أن كلام الوسواس خطأ، كل هذا لكي يجعل تفسير الحلم موتاً.

أعلم أن تفسير الحلم - الحمد لله - جيد، لكن مشكلتي فكرة مسيطرة على عقلي، ولا أقدر على دفعها، بل أفكر ليل نهار بالموت، لا أعمل شيئاً في الحياة لأني سأموت.

الوسواس التي فاتت دفعتها، لأني متيقن أنها وساوس، لكني الآن أفكر في الموت دائماً ولا أستطيع دفع الفكرة عني.

أشيروا علي ماذا أفعل؟ فالتفكير بالموت قتلني ليل نهار، بل أفكر فيما بعد بموتي، وأيضاً الوسواس يقول لي: ستموت! وهو التفسير، وستموت كافراً أيضاً.

كنت طائشاً، لكني الحمد لله تبت، وأصلي الوقت بوقته في الجامع، وأقرأ القرآن كل يوم، والأذكار والاستغفار، ولكن هذه الفكرة تقف أمام طريقي للتوبة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ omar said حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أؤكد لك أنني قد اطلعت على رسالتك هذه بكل دقة وتمعن، كما أنني اطلعت على رسالتك السابقة، وكذلك الإجابة الممتازة التي زودك بها الأخ الدكتور مأمون مبيض، فأرجو أن تأخذ ما سوف أذكره لك كامتداد لما ذكره أخي الدكتور مأمون.

أيها الفاضل الكريم، الوساوس من هذا النوع الذي تتحدث عنه يغلق عليها ولا تناقش، الذي يظهر لي أنك تحاول أن تحلل الوساوس، وتحاول أن تصدها من خلال المنطق، وهذا يعقد الأمر؛ لأن الإنسان حين يحاول أن يخضع الوساوس الحساسة خاصة الوساوس حول العقيدة أو الموت أو الأمور الجنسية حين يحاول أن يخضعها للمنطق هذا يؤدي إلى تفكيك وتشريح الوساوس، لكن تتولد منه وساوس جديدة.

لذا وجد الكثير من علماء السلوك أن يغلق على هذا الوسواس بأن تخاطبه مباشرة، أنه وسواس لعين لن ألتفت إليك، أنت وسواس لعين .. لن ألتفت إليك، قف قف أيها الخبيث .. قف قف أيها الخبيث، وتصور أنك تضعه تحت قدمك، وقم بالدوس عليه مع لعنه، هذا هو الذي يفيدك أيها الفاضل الكريم، لكن إذا سعيت لأن تحلل الوساوس، لأن تخضعها للمنطق، هذا ليس جيداً، هذا هو العلاج الأساسي من الناحية السلوكية.

الأمر الآخر: الوساوس كثيراً ما تكون عابرة، خاصة في مثل عمرك، وإن شاء الله تعالى ومع تقدم الأيام سوف تنحصر هذه الوساوس.

ثالثاً: تمارين الاسترخاء تعتبر علاجاً سلوكياً مهما جدًا، فأرجو أن تكون حريصاً عليها، وكذلك صرف الانتباه من خلال ملء الفراغ والاستفادة من الزمن بصورة جيدة وفعالة.

أيها الفاضل الكريم: أنا أرى أن الأدوية أيضا مهمة في حالتك، لكن نسبة لسنك أريدك أن تتواصل مع أحد الأطباء النفسيين، وهم كثر جداً في مصر، وحالتك واضحة جداً، والأدوية المفيدة كثيرة وكثيرة جداً، منها عقار فافرين وبروزاك، سبرالكس، زيروكسات، كلها جيدة ربما يكون الأفضل بالنسبة لك هو البروزاك والفافرين، لكن أفضل وأحبذ أن يكون الإشراف الدوائي تحت أحد الأطباء، وأنا على ثقة كاملة أن الدواء سوف يحسن حالتك بنسبة (70%) و(30%) الأخرى تأتي إن شاء الله من خلال التطبيقات السلوكية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً