الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدوار وخفقان القلب وعلاقتهما بالقلق والتوتر

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ 3 سنوات كنت أعاني من الدوار وضيق التنفس وخفقان القلب، وكانت حالتي تزداد سوء بعد تناول الطعام، فقمت بكل التحاليل والأشعة، وعملت منظارا للمعدة، وتبين أنني لا أعاني من مرض، فبدأت أقاوم حالتي واستطعت النهوض من الفراش لكني لا أشعر بالحيوية أو الصحة، بل دائما يصاحبني الإرهاق والجهد والرغبة في الاستلقاء، وكأني أجبر نفسي على الحركة.

على أي حال استمريت هكذا وانتقلت إلى طبيب نفسي، تعالجت بانافرانيل واوليكسار نظرا لأنني كنت أعاني الوسواس، وكنت بسبب الأدوية أعاني من هبوط الضغط الحاد لدرجة الإغماء، ومن حركات لا إرادية عنيفة في الأطراف، مما اضطرني لإيقاف العلاج الدوائي والانتقال إلى العلاج السلوكي.

قمت بتحليل للشخصية وأخبرتني الطبيبة أن ما أنا فيه من الوسواس ليس مرضا، وإنما لمشاكل نفسية بداخلي منها أني أريد لفت انتباه من حولي، وأيضا حادثة وفاة والدي بين يدي، لكني أوقفت العلاج لأسباب خاصة، والآن بت أخفي أي إحساس بالمرض الجسدي أو الوسواس عن أهلي رغبة في التخلص من لفت الانتباه, لكني لازلت أعاني المشاكل، أي الوسواس والإحساس بالإرهاق والجهد الدائمين.

وفي هذه الفترة بت أعاني حركات لا إرادية عنيفة في الأطراف وكأني أنازع الموت، وأعاني هبوط الضغط المستمر، لدرجة أني لا أستطيع الوقوف على قدمي 90/60 وحتى 70/30، وتقلبات دائمة في المعدة بين الإسهال والإمساك واضطرابها بعد الأكل خاصة.

وأعاني من تورم في العضلات والمفاصل دائما، لكن يختلف مكانه، فحينا يكون في الساعد، وحينا في الساق, أو الركبة، أو مفصل القدم, حتى إن عائلتي لاحظته مرة.

سؤالي هو: هل ما أعانيه الآن يمكن أن يفسر أنه نفسي؟ وإن لم يكن كذلك هل هذا يعني أن بي علة لم يعرفها الأطباء؟ فكثير من الناس الذين أعرفهم أنكر الأطباء وجود علة بهم واكتشفوا بعد سنين وجود مرض ما بهم.

أنا لا أتمنى أن أكون مريضة، ولكني أريد التخلص من الإجهاد والإرهاق والهبوط الدائم، والذي ينافي طبيعتي لأني أحب العمل والجد.

أرجوكم ساعدوني، هل أنا مريضة نفسية أم جسدية؟

أعتذر على الإطالة, أرجوكم سامحوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غفران حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

حالات كثيرة لا نستطيع أن نفصل فيها ما بين علة في الجسد وعلة النفس، أنا بالطبع أتعاطف معك جدا نسبة لرحلتك الطويلة مع هذه الأعراض والمعاناة والتي أسأل الله تعالى أن يزيلها منك.

فترة ثلاث سنوات بالنسبة للأمراض العضوية تعتبر فترة طويلة جدا، والحمد لله تعالى لم يحدث أي نوع من التدهور الشديد، أو المريب على صحتك الجسدية بالرغم من وجود الأعراض، وهذا يدل أن الحالة من المنظور العضوي ليس فيها ما يدعو حقيقة إلى القلق الشديد، الجانب النفسي في حالتك واضح جدا، الشعور بضيق التنفس سرعة خفقان القلب، عدم الارتياح العام، وحتى الحركات اللاإرادية ربما يكون منشأها نفسيا لكن لابد أن نتأكد أيضا من الجوانب العضوية.

الوسواس لاشك أنه علة نفسية لكن في بعض الأحيان يكون ثانويا لعلة جسدية، انخفاض الضغط بالصورة التي تحدثتي عنها أيضا لابد أن يوجد له تفسير إذا كان الضغط يصل (70 إلى 30) فهذا حقيقة يعتبر ضغطا منخفضا، وهو سبب رئيسي في الإنهاك والشعور بالإرهاق.

أيتها الفاضلة الكريمة: أود أن أقترح عليك اقتراحا أرى أنه معقول ومقبول، وهو أن تذهبي إلى طبيب مختص في أمراض الباطنية والروماتيزم، هنالك أنواع من أنواع الروماتيزمات، الآلام المفصلية والعضلية وعلل الأربطة والأنسجة؛ قد تؤدي في بعض الأحيان إلى انتفاخ في العضلات أو المفاصل، يختفي ويذهب ويأتي من وقت لآخر.

وأيضا هذه العلل قد تكون مرتبطة بالشعور بالإرهاق والجهد، توجد أيضا علاقة وثيقة جدا بين اضطرابات الأمعاء وظهور الإسهال وبعض الأمراض الروماتيزمية، هذه العلاقة معروفة جدا لدى الأطباء المختصين، أنا لا أريدك أبدا أن تنزعجي، ولا أعتقد أنه علة رئيسية، لكن نكون أخطأنا خطأ جسيما إذا تعاملنا مع حالتك أنها حالة نفسية بحتة، الجانب النفسي موجود، وهو سهل العلاج حيث إنه توجد أدوية ممتازة جدا لعلاج القلق والتوتر والمخاوف، ولا تؤثر على ضغط الدم بل ربما ترفعه، مثل دواء مثل إيفكسر، أو دواء مثل سبمالتا.

هذه أدوية جيدة وحديثة ومعروفة، وهي لا تؤثر على ضغط الدم سلبيا بل قد تتفاوت قليلا، لكني لا أريدك أبدا أن تنتقلي إلى موضوع الأدوية النفسية؛ دون أن تذهبي وتقابلي طبيب الأمراض الباطنية المختص في آلام المفاصل والعضلات والأربطة، أو ما يسمى بالأمراض الروماتيزمية، هذا أيتها الفاضلة الكريمة أفضل، ربما تحتاجي أيضا لدراسات طبية متعلقة بجهاز المناعة لديك، هذا هو الذي ننصح به، وهذه هي الضوابط الطبية الصحيحة.

بالنسبة لما ذكر لك سابقا بأنك تحاولين لفت الانتباه, كل الناس تحاول لفت الانتباه هذا لاشك فيه، لكن العلة المعروفة بالتحول الهيستيري كانت فيما مضى تعتبر تشخيصا رئيسيا جدا، خاصة وسط الفتيات من صغار السن حين يتعرضن لضغوط نفسية أو اجتماعية، قد تحصل لديهن أعراض نفسية وأعراض أخرى في شكلها جسدية، ولكنها ليست عضوية تكون تعبيرا عن محاولة لفت الانتباه، أو هي صرخة مساعدة كما تسمى، وغالبا ما تكون على مستوى العقل الباطني، العقل الظاهري تحكمه فيها قليل.

لا أريدك أبدا أن تنعتي نفسك بهذه النعوت أنك تحاولين شد الانتباه، أنت الحمد لله تعالى لك كل عوامل النضوج والاستقرار النفسي، لا تفكري سلبيا، وكوني إيجابية وهذا هو المهم، ركزي على دراستك، - إن شاء الله تعالى - مقابلة الطبيب المختص كما ذكرت لك سوف تحسم هذا الأمر تماما.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً