الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضعف القلب وإمكانية المريض ممارسة حياته الطبيعية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زوجي عمره 41 سنة, مريض بضعف في عضلة القلب، حيث يصل عمل القلب إلى 10% , هل هذه النسبة تجعله غير قادر على ممارسة حياته الطبيعية, كالعمل البسيط مثل قيادة السيارة، أو المعاشرة الزوجية؟ هل هذه الأمور تشكل خطرا على حياته, علما أنه في الفترة الأخيرة دخل في حالة نفسية من الاكتئاب، والانطواء النفسي بسبب المرض, هل تعتبر حالته نفسية أكثر منها جسدية؟

شاكراً لكم حسن تعاونكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إن الرقم الذي أشرت إليه هو ما يسمى بقوة ضخ الدم للقلب، ويسمى أحيانا الكسر القذفي Ejection fraction، وتكمن أهمية الكسر القذفي في تحديد قوة ضخ القلب للدم، وهذه النسبة تعني نسبة كمية الدم التي يقذفها البطين الأيسر إلى الشرايين التي توصل الدم إلى الأعضاء بالمقارنة مع كمية الدم التي تدخل إلى البطين الأيسر عن طريق الأذين الأيسر.

فالقلب السليم قادر على ضخ ما يقارب من 60% مما يدخله من دم، أما النسبة الباقية فهي لأن القلب لا يمكن حتى في فترة الانقباض أن يخلو من الدم.

تتراوح نسب الكسر القذفي بحسب العمر، وقوة عضلة القلب، فبينما يمكن أن تكون في الشباب 60% فإنها قد تقل في الشيخوخة إلى 55% دون أن يدل ذلك على قصور في القلب.

أما في الكثير من اعتلالات العضلة القلبية، فإن الكسر القذفي يعبر عن مدى نقص القدرة القلبية، فهو إلى جانب قياس مدى توسع القلب يعطينا وصفاً رقمياً لمقدار تفشي مرض قصور القلب.

وهناك درجات لقصور القلب:

ـ قصور القلب الخفيف تكون فيها النسبة 45-55%.

ـ قصور القلب المتوسط يكون فيها الكسر القذفي 30-45%.

أما في حالات قصور القلب المتقدم، وضعف عضلة القلب الشديدة، فالكسر القذقي يكون أقل من % 30، وهذا يعني أن زوجك عنده ضعف شديد في العضلة القلبية.

وعلى الأكثر فإن الانطواء النفسي بسبب المرض وليس السبب في ضعف العضلة القلبية، والحالة النفسية على الأكثر هي ثانوية لوضعه الصحي وليست السبب في ضعف العضلة القلبية.

وبالنسبة للأعمال التي يستطيع القيام بها، فيجب أن تكون محددة جدا، فمع هذه النسبة من ضعف عضلة القلب، فإنها تحدد إمكانياته الجسمية، وتسبب له ضيق في النفس، وألم في الصدر، وخفقان إن أجهد نفسه أكثر من طاقته، ولابد وأن يناقش الموضوع مع الطبيب المعالج المطلع على وضع القلب عنده.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً