الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر أن الكل ينظر إلي ويراقبني، فهل أنا مصاب بالرهاب الاجتماعي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت مصاباً بالاكتئاب، ووصف لي الطبيب في أول أسبوعين salipax‏، ومن ثم أضاف لي فيما بعد Wellbutrin 100 mg حبة في الصباح، وseroquel 100 mg قبل النوم، واستمريت لشهرين، وراجعت الطبيب، ووصف لي Effexor xr 150 mg وseroquel 100 mg فقط، واستمريت عليها قرابة سنة، وتركت الدواء بالتدريج بدون مراجعة الطبيب، وتحسنت نفسيتي، لكني أعاني من الخوف في الاجتماعات والمناسبات، ولا أرتاح فيها أبداً، وأحس أن الكل ينظر لي ويراقبني، وأعاني من رعشة في اليدين بشكل ملحوظ.

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي: الأدوية التي تتناولها وهي ( salipax) و (Wellbutrin) وكذلك (Effexor) هي أدوية متميزة جداً لعلاج الاكتئاب النفسي، أضف إلى ذلك أن الإفكسر والـsalipax أيضاً تعالج القلق والرهاب الاجتماعي، وكذلك الوساوس القهرية، أما الـ (Wellbutrin) فهو غير فعال في هذا النطاق، السيركويل هو دواء داعم للأدوية المضادة للاكتئاب، وهنالك دارسات كثيرة تشير الآن أن هذا الدواء بجانب أنه يحسن النوم فإنه يزيل القلق، ويحسن المزاج أيضاً، فإذن له فعالية تضافرية حين يتم تناوله مع الأدوية المضادة للاكتئاب.

أيها الفاضل الكريم: أنا حقيقةً أدعوك لأن لا تكثر من الأدوية، وإذا كنت تحت الإشراف الطبي فهذا أفضل، فمثلاً الإفكسر + السيركويل أرى أنه قد يكون كافياً لعلاج الاكتئاب، وكذلك الخوف الاجتماعي وتحسين المزاج، والطبيب الذي قام بإعطاء الدواء لا شك أنه ملم إلماماً تاماً بالحالة، فيا أخي المتابعة دائماً هي أفضل، ونحن من خلال الاستشارات والإجابة عليها نحاول أن نساعد قدر المستطاع لكن لا نستطيع أن ندعي أنها بديل كامل للمقابلات الطبية.

أنت الآن حالتك متحسنة بصفةٍ عامة، والشعور الذي يأتيك بأن الكل ينظر إليك هذا ربما يكون ناتجاً عن خوف اجتماعي أو ربما يكون لديك حالة بسيطة من حالة الظنان وسوء التأويل، وهذه أيضاً احتمالية موجودة لكن احتمالية ضعيفة، وأنا أميل أكثر أن الأمر كله مرتبط بحساسية شخصيتك نسبة لوجود الرهبة الاجتماعية، والرعشة في اليدين قد تكون ناتجة أيضا من القلق وأيضاً من المخاوف، لكن يفضل أن تعرضها على الطبيب، وربما يطلب منك الطبيب إجراء بعض الفحوصات، مثل فحص هرمون الغدة الدرقية؛ لإن زيادة إفراز هذا الهرمون قد تؤدي إلى القلق وقد تؤدي إلى الرعشة في اليدين.

الأمر الآخر هو أن السيركويل في بعض الأحيان قد يؤدي إلى رعشة بسيطة في اليدين، فإذن هنالك عوامل عدة يجب أن نضعها في الاعتبار، وإن شاء الله تعالى حين يعرف السبب سوف تعالج كل هذه الأمور، فإذا كانت من السيركويل فسوف تعطى مضاداً مثل مدرين مثلاً، وإذا كان الأمر ناتجاً من القلق فسوف تعطى عقار إندرال، فهو فعال جداً، وإذا كان الأمر يتعلق بالغدة الدرقية فأيضاً لها علاجات... هذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى -أخي-: أنصحك بتطبيق تمارين الاسترخاء، وحين تقابل الطبيب يمكن أن يدربك الطبيب عليها في ذات الوقت، ويمكنك معرفة كيفيتها من خلال هذه الاستشارة (2136015)

نصيحة أخرى وهي: أن تعيش حياتك بإيجابية، فأنت لا زلت في بداية الشباب، وأمامك إن شاء الله أيام طبيبة، فاجعل التفاؤل هو مبدؤك، وتخير الصحبة الطيبة الصالحة، واسع دائماً لأن تكون فعالاً في داخل الأسرة، وقم بكل ما فيه بر للوالدين.

وانظر العلاج السلوكي للرهاب: ( 269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637 ).

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً