الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صداع الرأس وألمه يعيقني عن ممارسة حياتي اليومية!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني منذ أكثر من سنتين من صداعٍ شديد، مع ثقل وألم في مؤخرة الرأس، ويصيبني هذا الصداع في أوقات مختلفة غير محددة ودون سبب! وما يقلقني حقاً أن الألم في ازدياد، حتى إن المسكنات لم تعد تجدي معه، إضافة إلى أن الصداع ألمه غريب؛ حيث أشعر بثقل في رأسي وألم في مؤخرة الرأس، ويبقى هذا الألم حتى بعد أن يزول الصداع بأيام.

أريد معرفة السبب، وما تنصحوني به؟ فأناً فعلاً تعبت منه، وتأثرت نفسياً بسببه، ففي وقت الصداع لا أستطيع التركيز مطلقاً، كما أنه يؤثر على نظري، ويعيقني عن ممارسة حياتي اليومية، ويستمر لساعات وربما لأيام، مع العلم أنني لا أعاني من ضغط، ونظري سليم، إضافةً إلى أني لا أعاني من فقر الدم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ فهدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

الصداعُ أسبابه كثيرة جداً، وأنواعه كثيرة جداً، فهنالك الشقيقة، وهنالك الصداع النصفي والتوتري العصبي، وهنالك ما يُعرف بالصداع العنقودي، وهنالك الصداع المرتد الذي يحدث بالإكثار من تناول المسكنات، وهذه حقيقة مهمة جداً وددت أن أنبهك بها أيتها الابنة الفاضلة الكريمة -أي أن استعمال المسكنات بكثرة هو نفسه قد يكون السبب في الصداع، وهذا الكلام الآن مثبت إثباتاً قاطعاً- وهنالك أنواع من الصداع تأتي من الجيوب الأنفية، وهذه كثيرة جداً يجهلها الكثير من الناس.

أنت قمت بإجراء الفحوصات للتأكد من قوة الدم ومن ضغط الدم والنظر، وهذا جيد، لكن تبقى أمور أخرى لا بد أن نبحث فيها، وهذا يتطلب الذهاب إلى الطبيب الباطني المختص في أمراض الأعصاب؛ والسبب -إن شاء الله تعالى- سوف يُعرف، وسوف يتم علاجه بصورةٍ تامة.

هنالك أشياء أخرى بسيطة جداً، فمثلاً وضعية الرقبة ووضعية الرأس عند النوم، فكثير من الناس ينامون بصورةٍ خاطئة، ولا يلتزمون بأذكار النوم، ولا ينامون على شقهم الأيمن، ونجد أن الوسادات ثقيلة ومرتفعة، وهذا كله قد يؤدي إلى الصداع، وبعض الناس لا يهتم للأطعمة التي تُثير الصداع خاصةً بعض أنواع الأجبان والشوكولاتة، وكذلك الإكثار من القهوة.. هذه كلها تثير الصداع، وأيضاً قد يكون القلق والتوتر سبباً أيتها الفاضلة الكريمة.

إذاً: هذا الصداع سوف يتم علاجه بإذن الله تعالى، وعليك أن تتجنبي المسببات إن عرفت، واذهبي إلى طبيب الأعصاب كما ذكرت لك، وتجنبي تناول المسكنات بصورةٍ كثيرة، وقومي بتطبيق تمارين رياضية بسيطة تناسب الفتاة المسلمة؛ فهذه فيها فائدة كبيرة جداً.

أود منك أيضا أن تطبقي تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء؛ فهي مزيلة جداً للصداع، خاصة إذا كان الصداع من النوم التوتري أو العصبي، ولكيفيتها راجعي هذه الاستشارة (2136015).

نصيحة أخرى مهمة جداً، وهي أن هذا الصداع يجب أن لا يكون شاغلاً لك، ويعطلك عن دراستك، عيشي حياتك بصورة طيبة وإيجابية، والافتراض على أن يكون الإنسان إيجابياً في حياته يصرف عنه مثل هذه الأعراض، وخاصة الصداع إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً