الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف المتراكم؛ علاجه وكيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بخصوص الاستشارة رقم: (2146308).

أولاً: أشكركم على إعطائي القليل من وقتكم ومساعدتي في الموضوع.

ثانياً: أنا ذكرت في القصة أنه يندر التقائي بالناس لطبيعة جو العائلة المليء بالعزلة، ومن الصعب جداً أن أطرح عليهم فكرة ذهابي لمستشفى نفسي؛ لأن الأمر سيزيد حالتي سوءًا، أود أن أستعين بكم - بعد الله - بوصف علاج أستخدمه؛ بحيث لا يسبب إدمانا، أو ليس له أعراض جانبية في مشكلتي.

شاكرة حسن تعاملكم معي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المتفائلة جداً حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على المتابعة والعودة إلينا.

لقد ذكرت في جوابي السابق أن العلاج الأفضل والدائم هو العلاج المعرفي السلوكي، وذلك عن طريق عدم تجنب اللقاء بالآخرين لتجنب الشعور بالخوف والقلق، وإنما اقتحام هذه المواقف والحديث أمام الناس، ويمكنك أن تكون البداية بمجرد التواجد مع الزحمة من الناس، ومن ثم الحديث لفترة قصيرة مع مجموعة صغيرة من الزميلات، وحتى تطمئني للحديث أمامهم، وما هو إلا وقت قصير حتى تجدي أن هذا الخوف قد خفّ أو اختفى، فهذا العلاج السلوكي هو الأفضل في مثل هذه الحالات، وعادة يمكن أن يشرف على هذه المعالجة أخصائية نفسية تتابع معك تطور الحالة.

وذكرت أيضاً أنه إذا وجدت صعوبة في تجاوز هذه الحالة، وطالت المعاناة، فيمكنك الاستعانة بأحد الأخصائيين النفسيين ممن يمكن أن يضع لك برنامجاً علاجياً، ويتابع معك هذا العلاج، ولم أذكر شيئا عن مراجعة المستشفى النفسي، وإنما يمكن مراجعة طبيب نفسي في عيادته، ويمكن للطبيب النفسي أن يصف لك أحد الأدوية التي تساعد عادة على تجاوز مثل هذه الأعراض، والتي يمكن حتى أن تدعم تأثير العلاج السلوكي.

وهناك عدد جيد من هذه الأدوية، ومنها دواء ( باروكستين ) وهو في جرعة 20 ملغ، وإن كنا عادة نبدأ بنصف الحبة (10 ملغ) لأسبوع تقريباً، ومن ثم الجرعة الكاملة 20 ملغ مرة واحدة في المساء، وننصح عادة باستعمال الدواء لمدة عدة أشهر تصل إلى الثلاثة أشهر، والعادة أن يتابع العلاج الطبيب، من أجل التأكد من فعالية العلاج، وتحديد مدة العلاج وكيفية إيقاف الدواء، والذي ينصح أن يكون بالتدريج من أجل تفادي أعراض الانسحاب، ونحن ننصح عادة باستعمال الأدوية النفسية تحت إشراف طبيب متخصص.

والإنديرال الذي ذكرت في سؤالك - أنك تستعملينه منذ مدة - يفيد كثيراً، وخاصة في التخفيف من الأعراض الجسدية كالارتعاش والتعرق وغيرها.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً