الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغيرات في شخصيتي ومزاجي عند الأهل والأصدقاء

السؤال

السلام عليكم.

شخصياتي كثيرة، فمثلا عندما أكون مع أصحابي أكون ممتعا، أما عندما أكون مع أهلي فأكون مغضبا وحزينا، وعند الأقارب هادئا جدا وأبتسم.

أعتقد أن مشكلتي ليست غريبة جدا وأريد لها حلا، أريد أن تكون لي شخصية واحدة عند الأهل والأصحاب، وأن أكون ممتعا دائما؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:


لاشك أن الناس ليسوا على سجية واحدة، الشخصية قد تكون لها عدة جوانب وعدة سمات وعدة صفات، هنالك جانب آخر مهم جداً هو موضوع المزاج، المزاج الوجداني العاطفي لدى الإنسان قد يتشكل ويتلون وقد يختلف حسب الموقف، وهنالك بعض الناس لديهم قابلية أكثر من غيرهم لتقلبات المزاج، أنا أعتقد أنه ليس لديك مشكلة حقيقية في شخصيتك، ربما يكون موضوع المزاج هو الذي تقصد به هذه التقلبات التي تحدث لك، تكون طبيعة في الإنسان، الإنسان يرتاح إلى أناس معينين في وضع معين، ويكون العكس صحيحاً في مواقف أخرى، وهذه في حد ذاتها إذا أدركها الإنسان، أي أنه يعاني من هذه الصعوبة، فأعتقد أنه يستطيع أن يتغير، ويستطيع أن يتلاءم مع كل وضع حسب متطلبات ذلك الوضع.

في بعض الأحيان تكون هذه التقلبات في المزاج كثيرة جداً، وهنا لا بد من تناول دواء علاجي، لكن في حالتك لا نستطيع أن نقول أن الحالة شديدة أو أنها تتطلب تدخلا دوائيا، كل المطلوب هو أن تجتهد في أن تكون على وتيرة واحدة، ومتجانساً من حيث التفكير ومن حيث التعبير عن مزاجك.

أنصحك أن تكون لك علاقة طيبة بنماذج جيدة من الشباب الذين حولك، وأنت لازلت صغيرا في السن، وفي مراحل التكوين الأولى، هذه التقلبات نحن نعتبرها طبيعية جداً، على العكس ربما إيجابية؛ لأن الركون والركود في التفكير في المزاج أيضا شيء ليس جيدا، وقد يؤدي إلى الانعزال والسلبية.

أمر آخر مهم جداً، وهو أريدك أن تكون فعالا داخل البيت، والإنسان يكون فعالا في بيته من خلال احترام والديه، والسعي إلى برهم، والاجتهاد في الدراسة، والمشاركة بالأفكار والأفعال، إتباع إرشادات الوالدين، هذا -إن شاء الله تعالى- يؤدي إلى استقرار كبير في حالتك.

ممارسة الرياضة، أي نوع من الرياضة المتيسرة سوف تفيدك؛ لأن الرياضة فيها أيضا تثبيت للمزاج، وتثبيت الشخيصة وبناءها بصورة صحيحة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً