الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تلقيت ضربة على الرأس، ولازلت أشعر بألم خفيف، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم..

ذهبت إلى الطبيبة قبل أيام، لأني أشكو من انسداد الأنف، والتهاب وحبوب بيضاء في الحلق، وأيضا ألم الأذنين, مع أني أشكو أيضا من انتفاخ وغازات في المعدة.

وصفت لي الطبيبة فقط ملطفا للحلق اسمه: (kofol )، ومدرللبول ( كولي يورينال)، و(Rowatinex capsules )، لأنها اكتشفت خلال الفحص، ووجود ترسبات شديدة في الكلى، وأنا أم مرضعة.

بعدها بيومين، وبعد تناولي للعشاء فورا قمت بإغلاق النافذة فسقط جسر الستارة على رأسي، وشعرت بأثر الضربة في سقف حلقي، وتورم رأسي من الأعلى مكان الضربة، وبعدها بدقائق شعرت بغثيان وانقباض في معدتي، ومغص في بطني، مما اضطرني إلى الذهاب إلى دورة المياه مرتين، لإفراغ ما في بطني، مع وجود الغثيان، وذهبت إلى قسم الطوارئ، فعملوا لي صورة إكس، وقالوا بأن الجمجمة سليمة، وعدت إلى المنزل، وشعرت بالاطمئنان، وشربت ماء، ونمت، واستيقظت في اليوم التالي فجرا، دون شعوري بشيء، وعدت إلى النوم أمام المروحة، لأن الجو كان حارا.

وبعد قيامي من النوم، كنت أشعر بالغثيان، مع ألم خفيف جدا في الرأس، وعلى نوبات، فأشارت علي زميلتي بالذهاب إلى المستشفى، فذهبت إلى قسم طوارئ خاص، حتى أتأكد، وعملوا لي صورتين إكس أيضا، وقال الطبيب المختص بالأشعة: بأن الصور - والحمد لله – سليمة، وعدت إلى المنزل، وتناولت شيئا دافئا، ونمت واستيقظت بعدها، وقد خف الغثيان تماما.

وفي اليوم الذي يليه، وهو أول يوم من رمضان، نزلت الدورة في موعدها، وارتحت من الغثيان، ولكني لازلت قلقة فكلما شعرت بالغثيان، ولو بشكل عابر، وأخاف مع أني قللت من تناول السوائل، ومن الطعام بسبب رمضان، وأحيانا لا أرغب بالطعام بسبب القلق، وما أقرأه في النت عن ضربات الرأس، وآثار الضربات وغيرها.

- فهل من الضروري عمل صور أخرى لرأسي؟

ولقد شعرت قبل يومين بانسداد أذني، وهذا الانسداد كان متكررا قبل الضربة، وقد فتحت أذناي بنفس اليوم، دون علاج.

كما أنني أدرس أطفالا صغارا، مما يضطرني إلى الصراخ، فأشعر بتورم في لساني، وأحيانا أشعر بوخز في حبيبات اللسان أحيانا، فهل لهذا علاقة بالصراخ والضغط النفسي؟

وأخيرا.. فأنا قلقة، وكلما شعرت بألم في جسدي، فإني أربطه بالضربة، فأنا دائمة التفكير بالأمراض وأعراضها، بالإضافة لبحثي عنها عن طريق النت.

آسفة على الإطالة، وذكر الكثير من التفاصيل.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مالك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

انسداد الأنف يسبب التنفس لا إراديا من الفم، والذي ليس له صلاحيات الأنف في تدفئه هواء التنفس، وتنقيته، وترطيبه، ولذا يدخل الهواء باردا إلى الحلق ليسبب جفافا وتجريحا به، وخاصة عند الاستيقاظ من النوم في جو بارد بسبب المكيف، أو المراوح، ووجود أي ألم في الحلق قد يسمع في الأذنين، حيث أن العصب المغذي لكل منهما واحد، ولكن يكون ألم الأذنين في صورة وخزة لثوان ثم تختفي، لتعاود الظهور والاختفاء مرارا.

كما أن انسداد الأنف يسبب انسدادا في قناة استاكيوس – وهي القناة الواصلة من نهاية الأنف وحتى الأذن الوسطى، وهى تقوم بمعادلة الضغط على جانبي الطبلة - وبالتالي تسبب انسدادا وضعفا في السمع التوصيلي، لوجود ضغط سلبي بالأذن الوسطى، بسبب انسداد قناة استاكيوس.

أما بالنسبة للضربة على رأسك، فإنه من المفترض في مثل هذه الحالات أن تحجزي بالمستشفى لمدة 24 ساعة، من باب الاحتياط، وللتأكد من عدم وجود نزيف داخلي، ولكن الآن وقد مر عدة أيام على هذه الواقعة، ومع ذهاب الإحساس بالغثيان والقيء، فلا يشغلنك هذا الأمر، ودعي الأفكار التي تراودك جانبا، وخاصة ما تقرئينه على النت.

فقد تقرئين موضوعا ويكون لا يناسب حالتك، أو تأخذين المضاعفات التي قد تحدث في حالة معينة على أنها حادثة معك، مع أن احتمال هذه المضاعفات نادرة جدا، وهكذا فما عليك إلا أن تحمدي الله أن الأمور لم تسوء، وأنك الآن في أحسن حال بعد تحسن حالة الغثيان، وأن تكثري من قرآءة القرآن في هذا الشهر المبارك حتى تقللي من الضغوط الواقعة عليك، فبذكر الله تطمئن القلوب.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً