الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدتي بعد إصابتها بحادث تعاني من أعراض سن اليأس ومن اكتئاب وغيره

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

والدتي أطال الله في عمرها انقطعت عنها الدورة الشهرية في سنة 2003 إثر صدمة، ولم يحدث شيء، ولم تحس بشيء والحمد لله، ولكن قبل ستة أشهر أي في سنة 2012 أتت عليها هبات ساخنة وحالة اكتئاب، وارتفع السكر عندها إلى 330 معدل يومي، وهي لا تعاني من السكر، وارتفع الضغط كذلك، وهي لا تعاني منه، فقررت أن أعرضها على دكتورة نسائية فأعطت لها دواء اسمه بريمارين 6.25 ملغ يوميا، فأخذته لمدة شهرين ونفس الأعراض، فقررت عرضها على دكتور نفساني، وقال لي: اطمئن لا يوجد شيء يدعو للقلق، فوالدتك تعاني من اكتئاب سببه أعراض سن اليأس فوصف لها الأدوية التالية على هيئة كبسولة تحضير:

1 : زولفت 35 ملغ
2 : انافرونيل 20 ملغ
3 : اندرال 10 ملغ
4 : ستلازين 1 ملغ
5 : كلونا زيبام ربع ملغ
ثلاث كبسولات في اليوم بعد كل وجبة لمدة شهر، وأمرني بإعادتها له.

وبعد خمسة أيام من أخذ الدواء عادت الوالدة ولله الحمد إلى وضعها الطبيعي، وكأن شيئا لم يكن، فلا هبات ساخنة، ولا أي شيء، والسكر عاد إلى طبيعته والضغط كذلك.

وبعد مرور شهر انتهى الدواء فقررت أن أعرضها على الدكتور حسب طلبه، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وبسبب الأوضاع الأمنية في العراق وإغلاق الطرق حالت دون أن نذهب إلى الدكتور لمدة خمسة أيام عادت الوالدة إلى حالة الاكتئاب وبدأت تشكو من ألم في رأسها وكافة الجسم.
عرضتها على الدكتور فقرر زيادة الجرعة كالتالي:

1 : زولفت 60 ملغ
2 : انافرونيل 40 ملغ
3 : كلونا زيبام 2 ملغ
4 : ستلازين 1 ملغ
وقرر ترك الاندرال، وهذه الأدوية على هيئة كبسولة تحضير.
وبعد مرور عشرة أيام عادت الوالدة إلى طبيعتها.
السؤال:

لماذا عادت إلى حالة الاكتئاب بعد ترك الدواء لمدة خمسة أيام، وأود منكم شرح كيفية ترك هذا الدواء؟ علما أنه قرر إعطائها كبسولتين من هذا التحضير، وقبل أن أنسى أن الوالدة عمرها الآن 59 سنة.

وشاكرا لكم حسن إصغائكم، وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صدام. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الاكتئاب النفسي حقًّا يكثر وسط النساء، خاصة بعد سن الخمسين، وهذا الاكتئاب معظم مسبباته تكون بيولوجية (اضطراب الهرمونات، ضعف الناقلات العصبية بالدماغ) لذا تكون الاستجابة للأدوية استجابة جيدة وممتازة حسب ما حدث في حالة والدتك.

ارتباط الأمر بسن اليأس من عدمه لا يخلو من شيء من الخلاف؛ لأن والدتك الآن عمرها تسعة وخمسين عامًا، فقد لا يكون الأمر مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بموضوع انقطاع الطمث؛ لأن الدورة الشهرية انقطعت منها قبل تسع سنوات.

عمومًا هو اكتئاب نفسي – أيًّا كان مسبباته – ويستحق العلاج، ويجب أن يُعالج، وبفضل الله تعالى الاستجابة ممتازة جدًّا.

بالنسبة للأعراض التي حدثت لها بعد التوقف من الدواء: هذه أعراض متوقعة جدًّا، أولاً: التوقف المفاجئ من الدواء لا شك أنه أمر خطأ، وهذا أدى إلى ردة فعل سلبية، وفي ذات الوقت يكون الاكتئاب قد رجع؛ لأن فترة الشهر – وبكل المقاييس ومهما كانت درجة التحسن – ليست فترة كافية لعلاج الاكتئاب، والعلاج الدوائي للاكتئاب يجب أن يُقسم إلى ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى: تعرف بالمرحلة التمهيدية.

والمرحلة الثانية: هي المرحلة العلاجية.

والمرحلة الثالثة: هي المرحلة الوقائية والتي تشمل على التوقف التدرجي للعلاج.

أي علاج للاكتئاب أقل من تسعة أشهر – إلى عام – لا أعتقد أنه سوف يكون مُجديًا، وهذه المدة لا تعتبر مدة طويلة أبدًا.

الأدوية التي تتناولها هي أدوية جميلة وممتاز وفاعلة، وقد ذكرت أنها تتناول الزولفت بجرعة ستين مليجرامًا، لكن أعتقد أن جرعة الزولفت هي خمسين مليجرامًا أو مائة مليجرام.

عمومًا الزولفت دواء جيد، وكذلك الأنفرانيل. الأدوية الأخرى - خاصة الكلونازيبام - لا أعتقد أنه ذو أهمية كبيرة، لكن يجب أن يكون التوقف عنه بالتدرج.

الشيء المطلوب هو أن تظل والدتك تحت المتابعة، ويظهر أن هذا الطبيب طبيب متمكن وممتاز جدًّا، والدواء الأساسي لوالدتك هو الزولفت، بقية الأدوية نعتبرها أدوية إضافية مفيدة في هذه المرحلة، لكن بعد ذلك يمكن أن يتم التوقف عنها تدريجيًا وحسب ما يراه الطبيب.

أما بالنسبة للزولفت؛ فيجب أن تستمر عليه كما ذكرت لك.

أنا من المدرسة التي تتبع المدة أطول نسبيًا - وهي تسعة أشهر - في علاج النوبة الأولى للاكتئاب النفسي.

التوقف يكون متدرجًا – هذا هو طلبك – ونحن نقول أن بعد أن يتحسن المريض وتكون أحواله ممتازة يجب أن يظل على نفس الجرعة لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، بعد ذلك تخفض الجرعة بالثلث، تُنقص الجرعة ثلثًا واحدًا، ويستمر المريض على الثلثين لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم تنقص إلى ثلث ويستمر المريض على هذا الثلث لمدة ثلاثة أشهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

هذا موضوع بسيط جدًّا، وأنا متأكد أن طبيب الوالدة مُلمٌ بذلك تمامًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب، وعلى برك لوالدتك، ونسأل الله لها العافية والشفاء - وللجميع – وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً