الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استخرت الله في قبول الخاطب... فكيف أعرف نتيجة الاستخارة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو مساعدتي في موضوع مهم جدا، ولا أعلم ماذا أفعل به، ولكن عندي ثقة كبيرة بكم كي تساعدوني.

صليت صلاة الاستخارة لموضوع الزواج أكثر من مرة، وأحيانا أشعر براحة وأنام، ولا أرى شيئا، وأحيانا أرى أحلاما غريبة أو كابوسا، علما أن طريقة الزواج عن حب وليس تقليدية.

شكراً، وأرجوكم سارعوا في الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عيون الأمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ونشكر لك التواصل مع الموقع، وهنيئًا لك على الاستخارة والتوجه إلى الله، فإن الاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ولن تخيب من تستخير وتستشير، ونسأله تبارك وتعالى أن يُسعدك في الدنيا والآخرة، وأن يعيننا وإياك على كل أمرٍ يُرضيه.

كان بودنا – ابنتي الفاضلة – أن نعرف كيف بدأت هذه العلاقة، وهل هذه العلاقة مُعلنة، واضحة، بعلم الأهل، لها غطاء شرعي، أم كانت علاقة تتمدد في الخفاء حتى تعمقت هذه المشاعر؟ لأن معرفة هذا الجزء مهم جدًّا، فإذا كانت العلاقة شرعية ومعلنة وهذا الرجل خطبك ثم حصل هذا الحب وهذا الميل وحصل هذا التواصل تحت ضوء الشمس وأمام أعين الأهل وبمعرفة الجيران، وبرعاية ضوابط الشرع، فهنيئًا لك بهذه العلاقة، وإن كانت هذه العلاقة وهذه المشاعر تمت في الخفاء دون أن يكون هناك غطاء شرعي، دون أن يكون هناك علم من الأهل، دون أن يكون هناك خطوبة رسمية، فإننا ندعوك إلى أن تتوبي إلى الله، وندعوه إلى أن يتوب إلى الله تبارك وتعالى، ولا مانع بعد التوبة النصوح من إكمال مشوار الحياة الزوجية.

فإن وقوع الإنسان في خطأ أو كانت البدايات غير صحيحة لا يمنع من تصحيح المسار، لكن – أكرر – لابد من تصحيح المسار، إذا كان الوضع على الحالة التي ذكرتُ، لأن دائمًا الزواج التقليدي هو الذي يأتي فيه الشاب ويطرق الباب ويقابل أهل الفتاة الأحباب، ويرسل خالته، أو يرسل عمته، أو يرسل الوالدة، لترى الفتاة وتصفها له، ثم بعد ذلك يتقدم لأهلها، ثم يجلس معها، ثم ينظر إليها النظرة الشرعية، هذا يعتبر أنجح أنواع الزواج.

أما الزواج الذي لا نريده هو الزواج الذي تكون الفتاة على علاقة مع الفتى بعيدًا عن الناس في الخفاء، هذه العلاقة تكون فيما لا يُرضي الله تبارك وتعالى، فيها مخالفات، فيها تنازلات، فيها كذب، فيها خرجات، فيها دخول، ونحن نستبعد من أمثالك ممن يتواصلن مع هذا الموقع أن تكون لها علاقة بدأت بهذه الطريقة.

ولكن على كل حال فإنا ننصح دائمًا كل فتاة إذا شعرت بأن الشاب يميل إليها أن تطالبه أن يطرق بابها، وهذا يزيد من منزلتها عند الخاطب، ويزيد من ثقة أهلها به، ويجلب لها قبل ذلك وبعده رضوان الله تبارك وتعالى، والإسلام أراد للمرأة أن تكون مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، والشاب الذي يطلب الفتاة من أهلها معززة مكرّمة يحترمها ويقدِّرها ويقدر أهلها، بخلاف الشاب الذي يجد فتاة في الكافتيريا أو في الطريق أو في السوق أو في المنتزه، ثم تبدأ العلاقة في الخفاء، فإن الشيطان الذي جمعهم على المخالفة هو الشيطان الذي يأتي للشاب بعد ذلك ليقول: (كيف تثق فيها؟) ويأتي للفتاة بعد ذلك ليقول: (كيف تصدقين هذا المجرم؟ وما المانع أن يكون له أخريات؟) ثم تبدأ المشاكل.

فالشيطان الذي يجمع الناس على المخالفة هو الشيطان الذي يأتي بعد الزواج ليغرس الشكوك ويلقي في نفس كل طرف الوسوسة والظنون.

أما بالنسبة للسؤال فإنه ليس من الضروري أن يرى الإنسان بعد الاستخارة رؤيا منامية، هذا أولاً.

ثانياً: ليس من الضروري ألا تواجه الإنسان بعد الاستخارة صعوبات أو مشاكل أو بعض التعقيدات، هذه لا علاقة لها بالاستخارة، الاستخارة هي طلب دلالة الخير ممن بيده الخير، وإذا قام الإنسان بها فإنه يكون أدى ما عليه وفوض الأمر إلى الله تبارك وتعالى، عليه أن يقبل النتائج ويواصل هذا المشوار، ولا مانع عليه من الناحية الشرعية بعد ذلك، فيكون ارتاح من الناحية الشرعية؛ لأنه أدى ما عليه، ولكن ليس من الضروري – كما قلنا – أن يرى رؤيا أو يرى كابوسا أو نحو ذلك، فإن هذه الأمور قد تكون أضغاث أحلام، الإنسان إذا فكر في شيء فإنه يأتيه في نومه.

على كل حال الاستخارة ليس لها علاقة بهذه الأمور التي قد تحصل أو لا تحصل، لكن المهم هو أن نستخير ربنا القدير سبحانه وتعالى، والمهم أن تكون العلاقة علاقة صحيحة، والمهم إذا كانت هناك أي مخالفات أن نتوب ونعود إلى الله، فإن الله يغفر الذنوب، وهو سبحانه وتعالى ما سمى نفسه توابا إلا ليتوب علينا، ولا سمى نفسه رحيما إلا ليرحمنا، وهنيئًا لمن طلبت الحلال، وهنيئًا لمن استخارت ربها.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننا وإياك على الخير والطاعة، ونستغفر الله لنا ولك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • سميرة محمد

    ااستخرت ولم ارا شي

  • أوروبا آدم إسحاق رمضان الراشدي التشادي

    اللهم يسرلبنات المسلمين وأبناءهم أمورهم واجمعهم على طاعتك يارب

  • رومانيا الأنين ‏


    يارب اكتب لنا الخير وين ماكان

  • مىأحمد محمدخالد

    سبحان الله شكرا

  • مىأحمد محمدخالد

    سبحان الله شكرا لكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً