الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعراض الزيروكسات الانسحابية

السؤال

لقد قرأت على المنتدى في هذا الرابط آراء بعض الناس ممن استخدموا الزيروكسات، وقد وصفوا آثاره الانسحابية بالجحيم، حيث قال معظمهم إن هذا الدواء قد خرب حياتهم وحولها إلى جحيم، وأن حالهم قد تدهور عما كان عليه قبل استخدام الدواء، وقال بعض النساء أن قدراتهم العقلية وقدراتهم على التركيز قد تراجعت بشكل كبير، وقال البعض إنهم يواجهون مشاكل في الذاكرة، بالإضافة لنسيانهم الكلام أثناء التحدث مع الآخرين، وقال آخرون إنهم أصيبوا بالاكتئاب جراء استخدام هذا الدواء، وأضاف آخرون أنهم أصيبوا بنوع من الرجفة وكثيراً ما تراودهم أحلام مزعجة، وقال آخرون إن الزيروكسات قد سبب لهم الإدمان، حيث قال البعض أنهم يستخدمونه منذ 10 سنوات أو 8 سنوات، ولا يستطيعون الإقلاع عنه، مع أن كثيرا من الأطباء يؤكدون عدم وجود أعراض جانبية للدواء، وأنه فعال من الدرجة الأولى.

هل لي بتوضيح بشأن هذا الكلام؟ لأني وبصراحة قد أصبت بإحباط وخوف وخيبة أمل بعدما قرأت هذا الكلام، ولكم مني جزيل الشكر.

http://seroxatsecrets.wordpress.com/2008/01/05/the-hell-of-seroxat-withdrawal/

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمثل سؤالك هذا نحن نتعامل معه بدقة وحساسية وبأمانة علمية مطلقة، وهذا - إن شاء الله تعالى – هو منهجنا في جميع الأحوال، لكن حين يكون الكلام عن الأدوية وعن فعاليتها وآثارها الجانبية يجب أن نكون أكثر دقة وحذرًا؛ لأن الأمر أيضًا فيه عامل تجاري، حيث إن شركات الأدوية من حقها أن تروج لأدويتها، وقد لا تعطي الحقائق كاملة والدقيقة، ولذا توجد مراكز هي التي تقيم الأدوية، هذه المراكز تكون غالبًا حكومية أو مستقلة، ولها الكيان والقوة والمكانة العلمية.

فيجب أن نتفق اتفاقًا تامًا أن الزيروكسات – والذي يعرف علميًا باسم باروكستين – هو دواء فعال، هذه حقيقة لا شك فيها، وأنا حين أقول (فعّال) أعني أن الدواء يجب أن يُوصف بعد التشخيص الصحيح وبواسطة الطبيب الصحيح، وأن تكون الجرعة صحيحة ومدته صحيحة.

الإشكالية الكبيرة أن بعض الناس تناول هذا الدواء دون حاجتهم إليه، أو لتشخيصات خاطئة، وهذا نشاهده كثيرًا، مثلاً بعض الذين يصابون بالاكتئاب النفسي، تكون لديهم أعراض اكتئاب، يبدؤون في تناول الزيروكسات، لكن التشخيص الحقيقي لديهم ليس الاكتئاب النفسي آحاد القطبية، إنما الاكتئاب النفسي ثنائي القطبية، وبعد تناول الدواء مثل الزيروكسات (مثلاً) يختفي الاكتئاب وتظهر عليهم أعراض انشراحية وربما هوسية وربما اضطرابات عقلية، لأن الأساس أن هذا الدواء لا يستعمل أبدًا في الاضطراب الوجداني وإن كان المرض قد بدأ بالقطب الاكتئابي، وهكذا.

إذن هذه بعض الإشكاليات التي نعاني منها، لذا نقول أن الإنسان يجب أن يكون حذرًا ودقيقًا، والمحاذير حول رصانة التشخيص مهمة ومهمة جدًّا. هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: أي دواء له آثار جانبية، ومن ينكر ذلك يكون مخطئًا، وبعض المختصين لديهم قول أن الدواء إذا لم تكن له آثار جانبية فهذا يعني أنه ليس له فعالية، وحتى البنادول، وحتى الأسبرين لديها أثار جانبية معروفة جدًّا لدى الأطباء، والآثار الجانبية عامة تظهر أكثر إذا لم يتم اتباع النظم البروتوكولية المتعلقة بالعلاج. مثلاً مريض لديه ارتفاع في أنزيمات الكبد، قطعًا يجب ألا يتناول الزيروكسات، وفي وقت الحمل (مثلاً) أو الرضاعة يجب ألا تتناول المرأة الزيروكسات، والذين يتناولون أدوية أخرى مثل الوالفرين (مثلا) يجب ألا يتناولون الزيروكسات، وهكذا.

النقطة الثالثة: الجرعة يجب أن تكون متبعة للخطوات العلمية، وهي أن تبدأ كجرعة تمهيدية، ثم بعد ذلك تُرفع لتكون جرعة علاجية، ثم بعد ذلك جرعة الاستمرارية، وجرعة الوقائية، وجرعة التوقف التدريجي.

النقطة الرابعة: لا أحد يستطيع أن ينكر -سواء شركة مصنعة أو طبيب أو غيره- لا يستطيع أن ينكر أن الزيروكسات لديه آثار انسحابية، هذا قطعي ولا شك فيه، لكن هذه الآثار الانسحابية تختلف من إنسان إلى آخر، وحسب الجرعة، وحسب الوتيرة التي استُعمل بها الدواء. مثلاً حين تبدأ التوقف التدرجي، إذا كان الإنسان يتناول حبتين يجب أن تخفض إلى حبة ونصف لمدة أسبوعين (مثلاً) ثم بعد ذلك إلى حبة واحدة لمدة أسبوع – أو أسبوعين – ثم بعد ذلك إلى نصف حبة يوميًا لمدة أطول – لمدة شهر – ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين - وهكذا – أو أن يُدخل دواء مثل البروزاك قبل التوقف من الزيروكسات، لأن البروزاك لديه إفرازات ثانوية ويمنع تمامًا الأثر الجانبي للزيروكسات.

فأعتقد أن هذا هو لُب الموضوع، والآثار الانسحابية للزيروكسات قد تكون شديدة جدًّا، البعض يحس كأن تيار كهربائي يسير في جسده، الشعور بالدوخة والدوران، القلق، التعرق، الرجفة، الأحلام المزعجة، رجوع المرض بشكل مكثف جدًّا، أيضًا هذا يُضاف للآثار الجانبية للانسحاب الدوائي.

فيما يخص الإدمان على الزيروكسات: الزيروكسات ليس دواءً مدمنًا، لكن البعض يستمر في تناوله دون داعي، وذلك خوفًا من آثاره الجانبية، أو أنه أصلاً يتناوله لتشخيص خاطئ، وأولاً هؤلاء لا يلجأون أصلاً للآليات العلاجية الأخرى ويظلون فقط على الدواء ويصبح جزءًا من حياتهم.

هذه هي الأشياء الأساسية التي أود أن أذكرها لك، وقطعًا الزيروكسات لا يسبب النسيان، لا يسبب الاضطراب العقلي، إلا إذا تحول الاكتئاب الوجداني ثنائي القطبية إلى القطب الانشراحي - كما ذكرت لك – بمعنى أن الدواء قد تم تناوله بصورة خاطئة، فليس له أي آثار سلبية على الذاكرة فيما أعرفُ، وبالطبع لا يسبب الاكتئاب النفسي.

هذا هو الذي أود أن أذكره لك، وأنا أؤكد لك أن سؤالك سؤال جميل وسؤال طيب، وأتمنى أن نكون قد وُفقنا في إعطائك المعلومات السلمية والعلمية والمحايدة، ونشكرك كثيرًا على ثقتك في إسلام ويب، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب نادية

    شكرا وجزاك الله خيرا

  • رومانيا Salman

    تعليق كافي اشكرك

  • أمريكا ابوعبدالله

    الله يجزاك خير

  • أمريكا جنفياف عجاقة

    السيروكزات دواء مميت اعاني الامرين للتخلص منه منذ حوالي الشهر وانا بحالة رهيبة خلال انسحابي منه بالنسبة لي لا انصح احد باستعماله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً