الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد علاجاً للاكتئاب وعدم التركيز اللذان أعاني منهما.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود منكم مد يد المساعدة في مشكلتي، وهي: تعرضت لعدد من المشاكل، والتي اضطررت على أثرها أن أذهب إلى الطبيب النفسي، وقد وصف لي دواء بروزاك، هذا الدواء منحني بعد الله تعالى راحة البال والتركيز الذهني الذي فقدته سابقاً.

كانت الجرعة 80 مجم يومياً (أربع كبسولات)، بعد خمسة أشهر من العلاج تعرضت إلى عملية يمكن أن أسميها (انعدام فعالية العلاج)، وكأنني لا أتناول أي دواء وبالإضافة إلى زيادة كبيرة في الوزن، فقرر الطبيب على أثرها استخدام علاج ( زيبان - Zyban ) لمدة شهرين، ولكن بدون أي نتيجة فلم أستفد من الناحية النفسية، ولا من ناحية محاولاتي لإنقاص الوزن الذي اكتسبته!

لقد كان لزيادة الوزن في حد ذاتها أثر نفسي سيء، مضافا إلى ما أعانيه من اكتئاب)، تبع ذلك الانتقال إلى دواء (بريستك - pristiq ) لمدة ثلاث أشهر، وأيضاً أربعة حبات يومياً، ولم أستفد شيئاً.

من المهم ذكره أنني اتبعت وتقيدت بتعليمات الطبيب من حيث وجوب الصبر، لأن الأدوية النفسية تأتي نتائجها بعد فترة زمنية طويلة، مثل بريستك يحتاج لشهرين مثلاً. أخيراً وبعد زيارتي للطبيب قرر بعد أن زادت معاناتي أن أعود مرة أخرى إلى تناول ( بروزاك - Prozac ) على أمل أن يكون له نتائجه السابقة، ولكن هذه المرة مع دواء ( هاي كروم - HI Chrome ) وهو مكمل غذائي حيث وصفه لي الطبيب لكي يساعد على زيادة عملية الأيض، ويعتبر معوضاً لأي آثار جانبية تزيد الوزن وتصدر عن البروزاك.

أرجو منكم بعد الله المساعدة على وصف دواء يحقق التالي:

1. علاج للاكتئاب والقلق، وأيضا يؤدي إلى التركيز الذهني، وتحديداً عند القراءة، أعاني كثيراً من التفكير بالمشاكل التي واجهتها أثناء القراءة، وأشهد الله أنني أقرأ أكثر من خمس ساعات وكأنني لم أقرأ شيئاً، مما يؤدي لعدم الاستفادة المرجوة.
2. إن كان ضرورياً دواءً مساعدا.
3. علاجا لا يؤدي إلى زيادة الوزن.
4. (حيث أنني متزوج) أن لا يؤثر على مقدرتي الجنسية.
5. علاج لا يسبب الخمول.

أنا أعرف بأن العلاج في حد ذاته هو عامل مساعد بجانب ذكر الله وقوة الإرادة، ولكن المريض أيضاً بحاجة لعلاج لكي يأخذ بالأسباب.

أود أن أذكر هنا بأنني تحملت أكثر من خمسة أشهر في انتظار نتائج الأدوية السابقة، وأقسم بالله أنني في دوامة المشاكل، وآثارها حتى هذه اللحظة، وأمني نفسي بأن الحل سيكون قريباً بإذن الله.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Salem حفظه الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إنه حين لا يستجيب الإنسان للأدوية المضادة للاكتئاب لابد من أن يُنظر في عوامل معينة، أولاً: لابد أن يعاد النظر في التشخيص، هل فعلاً التشخيص هو الاكتئاب النفسي؟ وهذه مسؤولية الطبيب.

ثانيًا: الالتزام بالجرعة الدوائية، وهذه مسؤولية المريض.

ثالثًا: الظروف الحياتية المحيطة بالمريض، وهذه مسؤولية الطبيب والمريض، ومن هم حول المريض.

إذن هذه كلها يجب أن يتم التأكد منها، وهناك نقطة مهمة جدًّا أيضًا، وهي: مدى الالتزام بالآليات العلاجية الأخرى، أي الآليات غير الدوائية، من إدارة وقت وتفكير إيجابي، وتغيير نمط الحياة، هذه متطلبات رئيسية جدًّا لهزيمة الاكتئاب النفسي، أضف إليها ممارسة الرياضة، وحسن التواصل الاجتماعي، ولا شك أن القُرب من الله تعالى والالتزام بالصلاة في وقتها وتلاوة القرآن وأذكار الصباح والمساء كلها بواعث طمأنينة تزيل الكدر والشعور بالكرب.

إذا كان هنالك تأكيد قاطع على أنك مصاب بالاكتئاب النفسي فأنا أقول لك يمكن أن تنتقل إلى الدواء الجديد نسبيًا، والذي يعرف باسم (فالدوكسان) هو لا يؤدي إلى زيادة في الوزن مطلقًا، وهو أيضًا ليس له تأثير سلبي على المقدرات الجنسية، ولا يؤدي إلى الخمول، إذن دواء مثالي جدًّا في حالتك.

هنالك تحوط بسيط جدًّا، وهو أن تقوم بإجراء فحص قبل تناول هذا الدواء، والفحص يجب أن يشمل مستوى الدم ووظائف الكبد، لأن الفالدوكسان في حالات نادرة ربما يرفع من أنزيمات الكبد، فلابد أن تكون هناك قاعدة فحصية في الأول ليتأكد الإنسان أنه سليم، ثم بعد ذلك يمكن يفحص وظائف الكبد مرة أخرى بعد ثلاثة أشهر من تناول الدواء، وإذا كانت هنالك ارتفاعات بسيطة في الأنزيمات لا ينزعج الإنسان أبدًا، لكن لابد أن تكون هنالك متابعة.

بالنسبة لجرعة الفالدوكسان هي: خمسة وعشرون مليجرامًا (حبة واحدة) يتم تناولها ليلاً، وإذا لم يحدث تحسن حقيقي بعد شهر من بداية العلاج هنا ترفع الجرعة إلى خمسين مليجرامًا يوميًا، وهذه هي الجرعة القصوى.


هذا هو الذي أنصحك به، وفي بعض الأحيان ندعم الفالدوكسان بدواء آخر وهو (بسبار) والذي يعرف علميًا باسم (بسبارون)، لكن لا أعتقد أنه يوجد داعٍ لذلك في الوقت الحاضر.

كن متفائلاً، كن مترابطًا من الناحية الجنسية، وأقدم على الزواج، فهو فيه رحمة وسكينة ومودة عسى أن يساعدك في الاستقرار النفسي والذهني.

لمزيد الفائدة يراجع العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121 )، وعلاج التشتت وعدم التركيز سلوكيا: ( 226145 _264551 - 2113978 ).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً