الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خفقان صدري وارتعاش أطرافي ومفاصلي عند الشجار مع زوجتي!

السؤال

سعادة الدكتور حفظه الله ورعاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوج، ولدي خمسة أطفال، أكبرهم عمره 18 سنة، وعمري الآن 45 سنة، ولدي مشكلة مستمرة مع زوجتي ومع أرحامي، وعند حدوث مشادة بيني وبين زوجتي يصيبني خفقان في الصدر وارتعاش في الأطراف أو تنميل وأحس بألم، أو شيء مثل ذلك في مفاصلي، وأحس كان جسمي ضعيفا، وأني لا أقوى على الكلام، أو التفكير، أو قضاء أي شيء من مصالح الحياة إضافة إلى أنني عند نومي أقوم مفزوعاً كأنني أختنق، ولا أجد نفسا، ويتكرر ذلك عدة مرات في ألليله الواحدة.

أريد علاجا لا يزيد السمنة؛ لأنني سمين، ولا أدمن عليه، ولا يؤثر بسرعة ولا أفكر في شيء يعني ( يكون بالي وسيعا ).

والمشكلة الكبيرة أني أراها صغيرة ولا أحمل همها لأنني أخاف على نفسي من السكر والضغط والجلطات، أرجو منكم الرد علي بسرعة لأنني أعاني من هذه الحالة الآن؛ لأن زوجتي عند أهلها والحالة مستمرة عندي الآن ليلا ونهارا.

والله يرعاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد غازي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فالذي يتضح لي أنك سريع الإثارة والاستثارة، والوهن الذي يحدث لك بعد فورة الغضب هو ناتج من شعورك بالذنب ومحاسبة النفس عمّا بدر منك.

وهذه العمليات هي عمليات نفسوجسدية، وهنالك جوانب فسيولوجية مهمة جدًّا تحدث عند المواجهات، تُفرزْ مواد معينة عن طريق الجهاز العصبي اللاإرادي تحفز الإنسان، وتجعله في يقظة واستعداد شديد لأن يُثبت قضيته ويدافع عن نفسه ويسيطر على الموقف بكل تفاصيله، وهذا يؤدي إلى هذا النوع من الحالة النفسية.

أهم شيء أن ترجع إلى ما ورد في السنة النبوية المطهرة فيما يخص موضوع الغضب، لا تغضب، لا تغضب يا أخِي الكريم - هذا مهم جدًّا – وعليك أن تطبق العلاج النبوي، وركز عليه تركيزًا دقيقًا، لأنه مفيد جدًّا، وإن جربته مرة أو مرتين سوف تجد أن مجرد تذكرك له عند الغضب سوف تُجهض نوبات الغضب، فعند الغضب أكثر من الاستغفار، وغيِّر مكانك، وغيِّر وضعك، فإن كنت واقفًا فاجلس، وإن كنت جالسًا فقف، واتفل ثلاثًا على شقك الأيسر، واطفء نار الغضب بالوضوء، ويا حبذا لو صليت ركعتين، من جربوا هذا العلاج وجدوا فائدة عظيمة جدًّا من تطبيقه، فأرجو أن تسعى لتطبيقه ولو لمرة واحدة، وأنا أعرف أنه مفيد تمامًا. هذا أولاً.

ثانيًا: لا تتجاهل الأمور البسيطة، حاول أن تفرغ عن نفسك من خلال الحوار المنطقي والمتوازن والذي يتسم بالهدوء والمنطقية.، النفس تحتقن كما تحتقن الأنف، ولذا كثير من الطيبين تجدهم يدخلون في حالات من الانفعال الشديد لأمور بسيطة لأنهم يكتمون ما هو بسيط حتى تكاد تتنامى هذه الأمور البسيطة وتتكاثر وتؤدي إلى الاحتقان في نفس الإنسان، فكن معبرًا عن ذاتك، وهذا نسميه بالتفريغ النفسي، وهو علاج مهم جدًّا.

ثالثًا: هنالك تمارين تُعرف بتمارين الاسترخاء، أرجو أن تطبقها، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) مفيدة جدًّا وجيدة جدًّا، أرجو أن تتبع التعليمات الواردة فيها وتطبقها صباحًا ومساءً، وسوف تنفعك كثيرًا - إن شاء الله تعالى - .

رابعًا: عليك بالرياضة، الرياضة مفيدة جدًّا في مثل عمرك خاصة أنك تعاني من بعض الزيادة في الوزن، سوف تجد فيها - إن شاء الله تعالى – خيرا كثيرا.

خامسًا: قلل من المثيرات التي تحتوي على الكافيين كالشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتة.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أود أن أصف لك دوائين، الدواء الأول يعرف باسم تجاريًا باسم (فلوناكسول) ويعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول) ابدأ في تناوله بجرعة نصف حبة صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم اجعله حبة في الصباح لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

أما الدواء الآخر فهو العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (فافرين) ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) أرجو أن تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهر، ثم اجعلها مائة مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

كلاهما أدوية غير إدمانية، غير تعودية، مزيلة للقلق والتوتر، ومحسنة للمزاج.

أرجو أن تصلح ما بينك وبين زوجتك، ولا تغضب، هذه هي نصيحتي لك، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً