الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التغير المفاجئ في حالة أختي... هل علاجه بالرقية الشرعية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بارك الله فيكم وزادكم من توفيقه، حقيقة كلما بحثت عن فتوى أو استشارة في عالم النت الفسيح أطمئن إذا كان الجواب من موقعكم، وذلك لما لمسته من العلم النافع والأسلوب المتقن والموافقة لتعاليم الإسلام، فشكراً لكم، لأن دوركم جد هام وضروري لنا.

لدي استشارة ولأول مرة يحصل لي شرف التواصل معكم، لدي شقيقة تكبرني، وتقريباً تربيت على يديها لأني كنت ألازمها طيلة فترة الطفولة والمراهقة، شخصيتها محبوبة اجتماعياً، وعادة أمام أي مشكل في البيت تطرح الأفكار والآراء، وتستطيع إقناع الجميع بها.

نجحت إلى حد كبير في تقييم ذاتها، ربما تجاوزت إلى مرحلة الغرور، لكنها قوية الشخصية، رغم أنها عانت من مشكل التأتأة منذ الصغر فتخلصت منها، كانت أكثرنا إقبالاً على موضوع الزواج والسعي له، وأكثر قدرة على التواصل اجتماعياً، ولما استجاب الله لها لاحظنا بعد قرابة الشهر من زواجها انتكاسة كبيرة فيها صحيا، ففقدت وزنها كثيراً، وأصيبت بحالة نفسية غريبة -بين الحين والآخر تصيبها دوخة وتشنج في الرقبة، مع رفع اليد واصفرار الوجه، ولم يعرف لها تشخيص.

بعد الإنجاب اكتشفت أنها تعاني من التهاب الغدة الدرقية، وهشاشة العظام، ونفسياً تضعضعت شخصيتها، وصارت تصرفاتها لا مبالية، وعنيفة حتى مع طفلتها التي لم تنجبها إلا بعد سنوات من الانتظار، والعلاج.

انصدمنا فيها، فبعد أن كانت تسعدنا في مجالساتنا للناس لحسن تواصلها صرنا نخشى اجتماعها بهم، لأنها لا تزن كلامها، ولا تهتم بمظهرها!

كانت أقربنا إلى أمي فبعدت عنها بسبب تصرفاتها القاسية معها، الآن هي في بيتنا، ورفضت العودة لبيتها ربما لأنها لا تحب تتحمل مسؤوليات الزواج من رعاية الزوج والبيت والأولاد، لأنها تعودت على الحياة السهلة دائماً، وربما المرض جعلها لا تستطيع ذلك، وربما الحسد أصابها، لا أدري أود لو تنصحوني كيف أستطيع مساعدتها؟ وهل يمكن للمرء أن يتغير هذا التغير الجذري بعد الزواج، وأمام المسؤوليات الحقيقية؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يبارك فيك وأن يثبتك على الحق، كما نسأله تعالى أن يصلح حال أختك وأن يغفر لها وأن يتوب عليها، وأن يرد عنها كيد الشياطين الإنس والجن، وأن يعينها على القيام بمسئوليتها الزوجية والاجتماعية، وأن يجمع بينها وبين زوجها دائماً أبداً على خير.

بخصوص ما ورد برسالتك أختي الكريمة الفاضلة، فإن هذا التغير المفاجئ على تلك الشخصية المتميزة ليس طبيعياً، وهو يدعونا ألف مرة ومرة أن نفكر في الأسباب التي أدت لهذه الانتكاسة، لهذا التردد الغير المتوقع!

أرى -والله أعلم- أن أختك هذه لعلها تعرضت لاعتداء من عالم الجن، احتمال أن يكون هناك أحد الظلمة الذين لا يحبون الخير للناس قد قام بالاتفاق مع أحد هؤلاء الدجاجلة لعمل شيء يغير حياتها، ويعكر عليها صفوها، لأن هذه التصرفات مادام قد حدثت فجأة بدون سابق إنذار وبدون مقدمات، معنى ذلك أنها حدثت من هذا الباب، من باب اعتداء الجن على الإنس.

لذلك أرى أنه لابد لها من عمل رقية شرعية، تستطيعون أن تقوموا بذلك بأنفسكم، إذا كانت لديكم القدرة أو الطاقة، وتستطيعون الاستعانة -بعد الله تعالى- بأحد الرقاة الشرعيين الثقات، الذين يعالجون بطريقة مطابقة للسنة، ولا يستعملون وسائل أو بدائل غير معروفة.

أنا بإذن الله تعالى عندي كل أمل ويقين في الله تعالى من أنه لو تم علاجها برقية شرعية فسوف تتحسن بإذن الله تعالى، ويذهب عنها التغير المفاجئ سوف تعود إلى ممارسة الحياة الطبيعية بصورة طبيعية ورائعة.

لأن اعتداء الجن قد يؤدي بالإنسان إلى أشياء كثيرة جداً والذي أراه وأرجحه كما ذكرت إنما هو حدث هناك نوع من الاعتداء، سواء إن كان ذلك مباشرة أو كان ذلك بتسليط من أحد.

العلاج والحل يمكن في مسألة أننا نحتاج إلى أن تعرض نفسها على أحد الرقاة الشرعيين الذين يمارسون الرقية بطريقة صحيحة، حتى يتمكن بإذن الله تعالى من معرفة الأسباب التي أدت إلى ذلك، وبالتالي واصلي العلاج المناسب لها حتى تستريح، وحتى تعود إلى وضعها الطبيعي الذي كانت عليه قبل ذلك.

أسأل الله أن يصرف عنها كل سوء وأن يعافيها من كل بلاء وأن يجازيك عنها خيراً، إنه جواد كريم.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً