الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أقبل على الزواج وأتناسى وساوس غشاء البكارة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سؤالي أكبر مما هو واضح لديكم, لا أعلم ماذا حدث, لكن لا بأس.

عمري 20 عاما, وقد بدأت أمارس العادة السرية منذ أن كان عمري عشرة أعوام, وأنا اليوم مقبلة على الزواج, لكني كثيرا ما أضع الحجج أمام أهلي وخطيبي, ويتم تأجيل الزفاف, أفكر اليوم بترك خطيبي, علما أنه مر على خطبتنا ثلاث سنين.

الوسواس يقتلني, والله لم أكن أعرف ما هي العادة السرية, ولم أكن أعرف أني أمارسها أصلا, ولم أكن أعرف أنها محرمة عند الله, والله إن الندم يأكلني اليوم, ولقد مر قرابة الشهر ولم أمارس هذه العادة السيئة -الحمدلله- بدأت بالتراجع عنها, وأشكر الله على ذلك.

سؤالي الأساسي هو: هل يمكن أن يكون غشاء البكارة قد زال؟ لأنه وأنا في عمر 14 عاما نزل مني دم خفيف جدا مع ماء, ولا أعلم ماذا كان ذلك حينها, واليوم بدأ الوسواس يخرق رأسي, لقد تعبت جدا من التفكير بذلك, علما أنني لم أستعمل أي أداة حادة, ولم أكن أمارس هذه العادة إلا على منطقة البظر.

أرجوك يا دكتورة ساعديني؛ لأني في حالة لا يعلم بها إلا الله وحده, بدأت بالابتعاد عن الجميع من التفكير وبدأت أشعر بالاكتئاب.

أرجوك ساعديني. 

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أتفهم خوفك وقلقك يا عزيزتي, فمشاعر الحزن والاكتئاب التي تصيبك دليل قوي على نقاء نفسك وطهارتها, فأنت مثل الكثيرات مارست معصية لم تكوني على علم بعواقبها, والمهم الآن أنك قد استطعت التوقف عنها ,وتبت إلى الله عز وجل توبة نصوحة إن شاء الله, فأحيك على إرادتك, وأشد على يديك لتستمري في طريق التوبة, وأسأل الله العلي القدير أن يتقبلها منك, وأن يثبتك عليها.

ويا عزيزتي لا داعي لكل هذا الخوف من تأثير الممارسة عليك, فأنت عذراء إن شاء الله, وغشاء البكارة عندك لم يتأذ, لأنك لم تقومي باستخدام أي شيء أو أي أداة خلال الممارسة, كما ذكرت لي في رسالتك, وممارستك كانت خارجية فقط عن طريق الاحتكاك بالبظر.

إن غشاء البكارة محمي جيدا بالأشفار, وهو ليس بوضع سطحي, بل هو للأعلى قليلا من فتحة المهبل, وهو لايتأذى إلا في حال قامت الفتاة خلال الممارسة بإدخال جسم صلب إلى جوف المهبل, ويجب أن يكون قطر هذا الجسم أكبر من قطر فتحة غشاء البكارة.

بالنسبة للدم الذي شاهدت نزوله وكنت في عمر الرابعة عشر, فهو ليس ناجم عن تمزق الغشاء, لكنه ناجم عن بطانة الرحم, وكونه مختلط بالإفرازات, فهذا يؤكد على أن مصدره من الرحم, وهو بسبب حدوث الانفعال والتهيج عندك خلال الممارسة, مما يؤدي في بعض الأحيان إلى انسلاخ في طرف بطانة الرحم بشكل مبكر, خاصة إن كانت الممارسة في وقت الإباضة, أو قرب موعد الدورة, ففي هذه الأوقات تكون بطانة الرحم سهلة الانفصال وتنزف بسرعة.

لذلك يا عزيزتي إن ما شاهدتيه من دم لا يدل على فقدان البكارة عندك, وأكرر لك ثانية لتطمئني بأن الغشاء عندك سليم إن شاء الله, ولا داع لأن تهدمي مستقبلك بسبب مخاوف وساوس هي من عمل الشيطان.

ابعدي عنك الوساوس, وأقبلي على الحياة بروح جديدة, فالله عز وجل قد يسر لك التوبة, وسهل لك طريق الزواج لأنك إنسانة صادقة وطاهرة, فأقبلي بإتمام مراسم الزواج بدون خوف أو تردد, بل وبأسرع ما يمكن لتخرجي من ذلك الماضي, ولتعيشي المستقبل الذي أتمنى لك فيه كل التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً