الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حركات لاإرادية في عيني وفمي عندما أتوتر.. ما سببها وطرق علاجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما أحس بتوتر، أو أكون نفسيا غير مستقرة، أعمل حركة في وجهي، ودائما الحركة هذه تصاحبني إلى أن أحس بالاستقرار مرة أخرى، وتظل معي فترة، ولا أعرف أن أتجنبها، أو لا أعرف متى تأتيني هذه الحركة.

أغلق عيني بقوة وفمي، وأحس أني أريد أن أملأه بالهواء (أنفخه)، وهذا غصبا عني، كأنني أغمز بعيني، ولو حاولت أسيطر على نفسي أحس أني مخنوقة، وأتضايق ولا أرتاح إلا عندما أعمل الحركة هذه، وأحيانا أعملها بين الفترة والأخرى.

لا أعرف لماذا؟ وما علاجها؟ حيث إني متزوجة، وزوجي لاحظ حركة عيني، لكني أحاول أتجنب حركة فمي هذه أمامه؛ لأنها غير جيدة، وشكلي فيها قبيح وهذا غصبا عني، فما حلها وكيف أتعالج منها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن هنالك الكثير من الحركات اللاإرادية خاصة التي تظهر في عضلات الوجه تكون كثيرًا مرتبطة بالقلق، فالقلق يثير هذه الانقباضات العضلية اللاإرادية، والأمر بعد ذلك يأخذ الطابع الوسواسي، بمعنى أنه يصبح رتيبًا ومتكررًا وطقوسيًا، وهنا يحدث نوعا مما يسمى بالارتباط الشرطي، أي أن الإنسان يُكرر هذه الحركات بشيء من الوعي وكذلك يكون هنالك جانب لا إرادي كبير، وحين يكررها الإنسان يحس بشيء من الارتياح، وهذا نسميه بالمردود الإيجابي – أي هذه الرعشة النفسية التي تأتي – هي محفزة، ومردود إيجابي مما يجعل الحركة متكررة، وهكذا يدخل الإنسان في نطاق ما يسمى بالطقوس الوسواسية.

هذه الحركات أيضًا ربما تكون مرتبطة بعلة أخرى تسمى بعلة (متلازمة تُوريت Tourette syndrome) وعلة أو ملازمة توريت تظهر في سن مبكرة، وهي نوع من الحركات اللاإرادية التي تصحبها أعراض أخرى، لا أعتقد أن علتك هي متلازمة توريت، وأرى أنها مرتبطة بالقلق ارتباطًا مباشرًا.

هذه الحالات تُعالج سلوكيًا ونفسيًا، وكذلك دوائيًا، ولذا أنصحك بأن تتحدثي مع زوجك الكريم، وتذهبي وتقابلي الطبيب النفسي، وأنا متأكد أنه سوف يُدربك على بعض التمارين السلوكية.

التدريب المباشر هنا مهم جدًّا، لأن المعالج يكون قدوة ونموذجا يأخذ به الإنسان، وكذلك سوف يصف لك الدواء الذي يناسبك، هنالك عدة أدوية منها عقار (هلوبريادون haloperidol) يُعطى بجرعات صغيرة، وكذلك عقار (موزايت moazeta) وكذلك في بعض الأحيان يُعطى عقار (زبركسا Zyprexa) بجرعة صغرة، وربما يقوم الطبيب أيضًا بوصف أحد الأدوية المضادة للقلق والتوترات وكذلك الوساوس، وعلى رأس هذه الأدوية يأتي عقار (فافرين Faverin).

إذن مجال العلاج مجال كبير جدًّا، والعلاج متوفر، لكن أفضل حقيقة أن تكوني تحت المراقبة الطبية النفسية المباشرة.

كإرشاد عام: أريدك أيضًا أن تطبقي تمارين الاسترخاء، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تتبعي التعليمات الواردة فيها وتطبقيها بحذافيرها، وهذا - إن شاء الله تعالى – يفيدك تمامًا.

نصيحتي الثانية هي أن تصرفي انتباهك عن هذه الحركات، وذلك من خلال تجنبك التوتر بصفة عامة، والتعبير عن الذات من أفضل وسائل تجنب التوتر مع تمارين الاسترخاء، كما أن الإنسان يجب أن يشغل نفسه بما هو جيد ومفيد؛ لأن في ذلك صرف انتباه كبير جدًّا.

ثالثًا: كوني دائمًا إيجابية في تفكيرك، أنت لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، وتجاهلي تمامًا هذه الحركات اللاإرادية.

النقطة العلاجية الأخيرة هي أن تقومي عنوة وقصدًا بعمل هذه الحركات حتى تحسين بالإجهاد الشديد، بعد ذلك خذي راحة لمدة دقيقتين أو ثلاثة، ثم قومي مرة أخرى بتكرارها – وهكذا – هذه طريقة أتى بها العالم (بوولبي Bowlby) ووجد أنها مفيدة جدًّا في علاج مثل هذه الحركات اللاإرادية، وما يصحبها من فعل وسواسي.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك كثيرًا على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق محمد سعيد

    جزاكم الله خير الجزاء

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً