الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضعف الانتصاب وعلاقته بالحالة النفسية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 27 عاماً، حدثت لي مشكلة مفاجئة، وهي عدم القدرة على الانتصاب، ففي السابق عندما كنت أتعرض لأي مثير خارجي، أو أفكر في الجنس يتم الانتصاب بصورة ممتازة، لكن الآن لا يوجد انتصاب، ذهبت للطبيب وبدون أن يجري لي أي فحص أو كشف، أخبرني أن المشكلة نفسية، مع العلم أنني كنت أمر بضغوط نفسية كثيرة في السابق، ولم يحدث لي مثل هذا الأمر من قبل نهائياً، ولذا أرجو إفادتي بالآتي:

1- هل حدوث هذا الشيء المفاجئ أمر طبيعي معرض له أي شخص؟ أم أن هناك أسباباً خاصة تتعلق بي؟

2- هل فعلاً مثلما قال الطبيب أن السبب هنا نفسي؟ وما هو علاج هذه الحالة؟ وكم يأخذ من الوقت؟ وهل بعد حل هذه المشكلة -إن شاء الله- سأعود إلى طبيعتي السابقة؟ أم سيحدث بعض القصور؟ وهل هذا الأمر يمكن أن يتكرر معي فيما بعد؟

3- هل إذا حدث انتصاب عارض في هذه الفترة التي أعاني فيها من هذه المشكلة ممارسة العادة السرية يشكل خطراً؟ لأن الشيطان يصور لي أن ممارسة العادة السرية يعتبر بمثابة اختبار؟

4- بماذا تنصحونني حتى أتجنب الوقوع في مثل هذه المشكلة مستقبلاً؟ لأنني أثق في أن الله سوف يشفيني -إن شاء تعالى- وأن هذا الأمر مؤقت، وهل للطعام والعادات الغذائية دخل في هذه المشكلة؟

أرجو الرد على جميع النقاط، وعدم إغفال أية نقطة، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mm حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكما نقول دائمًا أن الشهوة الجنسية هي أمر فطري وغريزي، وهذه الشهوة مرتبطة بمثيرات، وهذه المثيرات تعمل من خلال مواد كيميائية في الدماغ وتغيرات نفسية ووجدانية، فإذن من حيث المبدأ القدرة الجنسية هي قدرة طبيعية جدًّا.

بعض الناس تحدث لهم مشاكل حول أدائهم الجنسي، ومن أهم الأسباب هي الأسباب النفسية، وحين نقول أسباب نفسية لا نعني أنه يوجد مرض نفسي حقيقي، إنما هي مشكلة في المفاهيم حول الجنس والأداء الجنسي.

كثير من الناس يفرضون على أنفسهم رقابة صارمة جدًّا حول قوتهم وأدائهم الجنسي، وتكون هنالك معلومات مغلوطة شائعة في المجتمع يأخذون بها ويتأثرون بها من خلال ما نسميه بالتأثير الإيحائي، مثلاً تجد من الرجال من يتكلم عن قوته الجنسية وأنه يمارس كذا وكذا، يتكلمون عن هذا الأمر بصورة مقززة ومقرفة جدًّا، هؤلاء حقيقة ينشرون السموم وسط الشباب حول الأداء الجنسي، وبالنسبة للفتيات نفس الشيء، كثير من النساء يتحدثن في حضور الفتيات غير المتزوجات، عن ليلة الدخلة وعن الألم الذي سوف يقع عند المعاشرة الزوجية، هذا يؤدي إلى جروح نفسية كبيرة جدًّا.

أيها الفاضل الكريم: لا أعتقد أن هنالك مشكلة رئيسية، وأنا أنصحك بالقيام بالآتي:

أولاً: تذكر النقطة الأولى التي ذكرتها لك، وهي أن الجنس فطرة وغريزة وهبة عظيمة من الله تعالى.

ثانيًا: الخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل في الممارسة الجنسية، من يعتقد أنه سوف يفشل يؤثر على نفسه إيحائيًا، وهذا التأثير يعتبر تأثيرًا سلبيًا، لذا نقول للناس دائمًا: فكرك حول الأداء الجنسي يجب أن يكون النجاح.

ثالثًا: عدم فرض رقابة صارمة على القوة الجنسية أو الأداء الجنسي، كثير من الناس تجده يوسوس حول أعضائه الجنسية، يتلمس ذكره، انتصب أم لم ينتصب، ما هو طوله، ما هو عرضه – وهكذا – هذا يؤدي إلى نوع من الوسوسة التي تؤدي إلى الفشل في الأداء الجنسي. فإذن تُترك الأمور على طبيعتها وعلى غريزتها وعلى سجيتها، وهذا هو المطلوب أيها الفاضل الكريم.

رابعًا: الرجل إذا حدث له انتصاب صباحي مرة أو مرتين في الشهر هذا يعني أن ذكورته كاملة، وأنت - إن شاء الله تعالى – تتمتع بقوة جنسية كاملة.

خامسًا: الخبرات السالبة أيًّا كان نوعها تؤدي إلى صعوبات جنسية، ففي حالتك مثلاً: أنت تربط دائمًا إثارتك الجنسية ببعض المثيرات الخارجية، أنا أعتقد أن هذا التفكير في حد ذاته خاطئ؛ لأن الشهوات حين تنطلق بهذا الأسلوب قد توجه الإنسان نحو الحرام، والحرام حتى مجرد التفكير فيه يشعر الإنسان اليقظ والإنسان الذي لديه نفس لوّامة قوية، يشعر هذا الإنسان بصراع كبير جدًّا، وهذا الصراع القيمي يؤدي إلى الإخفاق وضعف الانتصاب.

سادسًا: أريدك أن تمارس الرياضة، الرياضة فيها خير كبير وفائدة كثيرة جدًّا.

سابعًا: أرجو ألا تمارس العادة السرية، لا خير فيها ولا نفع فيها، ويجب ألا تختبر نفسك من خلال هذا الباب، اترك الأمور على سجيتها وطبيعتها وسوف تحس أن الانتصاب يأتيك – خاصة الانتصاب الصباحي - .

ثامنًا: الغذاء المتوازن لا شك أنه مفيد للإنسان في كل شيء، في صحته النفسية والجسدية، وكذلك الجنسية.

تاسعًا: الذين يعانون من القلق الجنسي مثل شخصك الكريم يستفيدون كثيرًا من بعض الأدوية البسيطة جدًّا المضادة للقلق، هنالك عقار يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) ويسمى علميًا باسم (فلوبنتكسول) لا مانع أبدًا من أن تتحصل عليه من الصيدلية، فهو لا يتطلب وصفة طبية، كما أنه قليل التكلفة المادية، والجرعة المطلوبة هي أن تبدأ بحبة واحدة – قوة الحبة هي نصف مليجرام – تناولها ليلاً لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها حبة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا هو الذي أنصحك به - أيها الفاضل الكريم – وأرجو أن تمارس حياتك بصورة طبيعية جدًّا، تواصل اجتماعيًا، غيّر نمط حياتك، كن إيجابيًا في كل شيء، بمعنى آخر: اصرف تفكيرك عن الأمور الجنسية، وكما ذكرت لك هي تأتي طبيعية لأنها في الأصل غريزية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا علي

    شكرا لك انا امر بنفس الحاله


  • رومانيا ااا

    شكرا

  • رومانيا amro temraz

    جزالكم الله خيرا علي هذا الرد الوافي الكافي

  • محمد

    جزاكم الله خيرا انا امر بنفس المشكله

  • سس

    شكرا جزيلا كلام منطقي وعلمي

  • الياس

    شكرا ايعا الفاضل جواب كافي وافي

  • العراق حسين الزيدي

    شكراً جزيلاً

  • غلبان

    والله إنى احب الدكتور محمد عبد العليم حبا فى الله لا يعلم مداه إلا الله فجزاه الله عنا خير الجزاء هو وإخوانه القائمين على الموقع الكريم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً