الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي الصغير يرفض بشدة أن يقوم بشؤونه أحد سوى والدتي، فهل هو طبيعي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

جزاكم الله خيرا على جهودكم الطيبة في خدمة الآخرين.

أخي الأصغر عمره أربع سنوات إلا شهرين، وهو يعتمد على والدتي في كل شيء، ولا يريد أن يفعل له أي شخص آخر أي شيء، فأحيانا تكون والدتي مشغولة، وهو في الحمام - أكرمكم الله - فأدخل مثلا أريد أن أغسل له، فتراه يرفض تماما، ويظل يبكي حتى تأتي والدتي، وهو هكذا في كل شؤونه، حتى أنه يرفض أن يبدل له أحد ملابسه سوى أمي، وهو كذلك في الأكل، فلا يطعمه أحد إلا أمي، فهل هذا طبيعي لمن في مثل سنه؟ وخاصة أن أمي - بارك الله فيها - قالت: بأننا لم نكن مثله، فما السبب؟ وما العلاج؟

أحسن الله إليكم، وأعتذر بشدة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على مدح الموقع، وعلى التواصل، وأبدا لم تطيلي في السؤال، ومشكورة أيضا على اهتمامك بأخيك الصغير.

كثيرا ما يتعلق الطفل بأحد أفراد الأسرة، وخاصة الأم، بحيث لا يتقبل أي أحد في أن يساعده أو يرعاه إلا هي، والعادة أن يخف هذا مع مرور الوقت، أما في عمر الأربع سنوات فقد تأخر الأمر قليلا، وإذا استمر بهذا الشكل، فقد يواجه صعوبات كثيرة عندما يضطر لأن يكون بعيدا عن المنزل وعن أمه، كأن يكون في المدرسة مثلا؛ ولذلك يفيد للأم أن تبدأ رويدا رويدا، وأن يدخل على الخط أحد غيرها، أو بالإضافة إليها من الأسرة في تقديم الرعاية له.

ولا بد من التحلي ببعض الصبر في تطبيق هذا الأمر، ومن الطبيعي أن الطفل سيحاول ممانعة ومقاومة هذا التغيير، ولكن لا بد من الاستمرار في التطبيق، فإذا كان الأمر صعبا نوعا ما الآن، فهو سيكون أكثر صعوبة مع مرور الوقت.

حاولوا أن لا تعيّروه بمثل هذا الأمر، وإلا فإنه سيزداد تعلقا بأمه، والممنوع مرغوب، وسيزداد خوفه من الافتراق عن أمه، وبالتالي فسيتعقد الأمر؛ ليكن هذا التغيير هادئا ومن دون الإشارة إليه، وكأن الأمور طبيعية، وتسير بشكل عادي.

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً