الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي الصغرى أصابتها كتمة شديدة، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيراً على ما تبذلونه من جهد كبير لخدمة الناس.

أختي الصغرى تبلغ من العمر قريباً من عشرين عاماً.

منذ شهر تقريباً أصابتها كتمة شديدة، وأصبحنا نذهب للمستشفى كثيراً، ويعملون لها أكسجين وأشعة، وتبين أن عندها حساسية بسيطة، لكن الحالة كثرت عليها.

أدخلناها المستشفى وتنومت ثلاثة أيام وأجروا لها الفحوصات، وطلعت سليمة، لكن لديها سرعة بسيطة بالقلب قد تكون من الخوف والقلق الذي معها.

صارت تشعر بكتمة وعدم القدرة على التنفس، وحين تسحب الهواء داخل الرئة، يأتيها الشعور براحة مما جعلها تتثاءب كثيراً، وتأخذ شهيقاً بكثرة، مما سبب لها آلاماً بصدرها، وتشعر بشيء قاس بصدرها.

كما أنها تحس كأن لقمة عالقة بحلقها، سادة لها الأكل والتنفس، والآن تشعر بأنها لا تتحكم بتنفسها، وأنه لا يدخل الهواء لصدرها، ولا تشعر بأنها تتنفس أو أن صدرها يطلع وينزل! وأن تنفسها بطيء كأنها هادئة، وأنها سوف تموت اليوم، وعدم شعورها بالواقع.

هل يوجد بها مرض؟ وهل عدم شعورها أنها تتنفس وتنفسها بطيء، هل هذا مقلق؟

أفيدونا جزاكم الله خيراً، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، نشكرك على اهتمامك بأمر أختك، ونسأل الله تعالى لها العافية والشفاء.

أخي: كثيراً ما تتداخل الأعراض العضوية الجسدية مع الأعراض النفسية، وأختك هذه حفظها الله تم علاجها داخل المستشفى، واتضح أنها سليمة من الناحية العضوية، ولكن بقيت معها أعراض التنفس هذه، والصعوبة في إدخال الهواء وإخراجه، كما أن لها أعراضاً ومخاوف، وشعورها بالكتمة وأنها سوف تموت وعدم شعورها بالواقع، هذه يا أخي الكريم أعراض نفسية بحتة، ولاشك في ذلك.

غالباً ما تكون هذه الفتاة -حفظها الله- تعاني من أعراض قلق نفسي، وربما يكون فيها أيضاً جانب المخاوف، وكذلك الوساوس، وهذه الحالات -إن شاء الله تعالى- تعالج من خلال الجلسات النفسية، مع الطبيب النفسي والقيام بتمارين الاسترخاء.

ربما تعطى أدوية بسيطة مضادة للقلق والتوتر، ومحسنة للمزاج.

أخي الكريم، أرجو أن تذهب بأختك للطبيب النفسي، وأنا على ثقة تامة أنها سوف تجد منه كل العون والاهتمام، ومن جانبكم حاولوا أن تشجعوها وأكدوا لها أن هذه الأعراض بسيطة، وإن شاء الله تعالى سوف تزول، ويجب أن نشعرها بأنها بالفعل ليست مريضة، وهذا مهم جداً، ونحفزها ونشجعها على الدواء بكل واجباته.

يجب أن لا تعامل نفسها كمعاقة، لأن هذه مشكلة تزيد الأعراض، وتفقدها شعورها بالثقة في نفسها، إذن أرجو أن تذهب بها إلى الطبيب النفسي، وهي لا تحتاج إلى أكثر من جلسة أو جلستين مع بعض الأدوية البسيطة التي سوف تستفيد منها، إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لها العافية والشفاء والسداد والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً