الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أجد صعوبة في الحديث أمام الناس وأتلعثم في الكلام؟

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

منذ أن كنت صغيراً وأنا أعاني من التلعثم في الكلام، مع أني عندما أكون لوحدي أتكلم بشكل عادي، ولا أجد أي مشاكل، لكن عندما أكون مع الناس أجد صعوبة في الكلام، ولما كبرت كبرت معي نفس المشكلة، ولكن أحياناً أحس أني أتكلم بشكل عادي، وأحياناً أحس أني لا أعرف كيف أتكلم، ولدي صعوبة في الكلام، أريد منكم حلاً للمشكلة، مع أني عندما أكون لوحدي أتكلم بمنتهى الطلاقة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mostafa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن التلعثم والتأتأة نعتبرها علة اجتماعية أكثر مما هي نفسية، وبفضل من الله تعالى وحسب الوصف الذي ورد في رسالتك فإن حالتك حالة بسيطة جدًّا، أن تحس بشيء من التلعثم في حضور الآخرين أو في بدايات الكلام (أحيانًا) هذا قد يكون ناتجًا من رهبة اجتماعية بسيطة، وأنا أود أن أؤكد لك حقائق أساسية:

أولاً حين تتكلم أرجو ألا تراقب نفسك، هذا مهم جدًّا.

ثانيًا: يجب أن تتكلم ببطء.

ثالثًا: حدد الحروف التي تجد صعوبة في نطقها، وضع كلمات تبدأ بهذه الحروف (عشرين أو ثلاثين كلمة على الأقل) وكرر هذه الكلمات بصوت مرتفع، ثم أدخلها في جُمل، وكرر هذه الجُمل.

رابعًا: تعلم أن تربط ما بين التنفس والكلام، وهذا يتم من خلال التدرب على تمارين الاسترخاء، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها وأن تتدرب على الاسترخاء، وتحاول دائمًا أن تأخذ نفسًا قبل بداية الكلام.

خامسًا: أرجو أن تذهب إلى إمام مسجدك وتتعلم على يديه مخارج الحروف، وتدرب نفسك على ذلك من خلال قراءة القرآن معه بتدبر وتؤدة وببطء وترتيب، تُطلق اللسان وتساعد الإنسان على الفصاحة، وتبعث فيه الطمأنينة، والطمأنينة بالطبع هي ضد القلق والخوف الاجتماعي.

سادسًا: أريدك أن تطبق ما نسميه بالأدوار التمثيلية، وهو نوع من التعريض في الخيال، يعني تصور أنك أمام جمع كبير جدًّا من الناس، وطلب منك أن تتحدث في موضوع معين، قم بالفعل بالتحدث في هذا الموضوع وأنت جالس لوحدك، مع ضرورة أن تربط خيالك أنك لا تتحدث وحدك، إنما مع جمع من الناس، تكرار هذا التمرين عدة مرات جيد، وأقول لمن لديه مثل هذه المشكلة: حاول أن تسجل هذه المشاهد الدرامية، إما تسجيلاً صوتياً فقط عن طريق المسجل، أو عن طريق الفيديو أو كاميرا الجوال مثلاً، ثم بعد ذلك يعيد الإنسان مشاهدة ما قام بتسجيله، وهذا وُجد من الناحية النفسية له وقع إيجابي كبير جدًّا.

سابعًا: أرجو أن تتجنب استعمال يديك وعضلات وجهك في أثناء الكلام، كن طبيعيًا، كن مسترخيًا، وهذا - إن شاء الله تعالى – يساعدك.

النقطة الأخيرة: توجد أدوية تساعد في هذا النوع من التلعثم والذي نعتبره أنه مرتبط بالقلق الاجتماعي، لكنك لم تذكر عمرك، ونحن لا نصف دواءً ونحرص على ذلك، إلا إذا تأكدنا من عمر السائل، وعمومًا إذا كان عمرك أكثر من عشرين عامًا فهنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) يمكنك أن تتناوله، وجرعة البداية هي عشرة مليجرام – أي نصف حبة – تتناولها ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك تجعلها حبة كاملة، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم بعد ذلك توقف عن تناول الدواء.

هذا هو الذي أنصحك به، وكن أكثر ثقة بنفسك، وأسأل الله تعالى أن يحل هذه العقدة من لسانك، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ألمانيا akram

    شكراااا لكم انا اعاني من نفس المشكلة وقد وجدت الحل اخيرا

  • samir

    برك الله فبك يا استاذ على الشرح الدقيق ..لانني اعاني نفس المشكلة ولكن ليس لديها الكثير منذ بداتني

  • المغرب لمياء

    جزاك الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً