الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الشفط أفضل من الجراحة لإزالة الأكياس الشيكولاتيه؟

السؤال

أدعو الله لكم بالتوفيق والسداد

أنا سيدة حالياً بعمر 28سنة, وعندي أكياس شيكولاته على المبيض, وذهبت لأكثر من طبيب: فمنهم من قال: لا بد من استئصالها بالجراحة, مع احتمال استئصال المبايض.

منهم من قال: لا بد من شفط الأكياس, وعملت شفطًا لأكياس الشيكولاته التي على المبيض, والطبيبة سوف تبدأ معي تنشيط المبايض مع الدورة القادمة؛ لأني أريد أن أحمل, مع العلم أن عندي بنتين, فهل الشفط أفضل من الجراحة في مثل حالتي؟ وما هو التنشيط المناسب لمثل حالتي؟ وهل تعود الأكياس مرة أخرى؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم خالد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

نشكر لك كلماتك الطيبة ودعاءك الجميل, ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائمًا, ونرحب بتواصلك مع الشبكة الإسلامية.

إن الأكياس الشيكولاتيه في المبيض, هي أحد أشكال مرض (بطانة الرحم الهاجرة), وهي حالة تحدث عندما تتوضع خلايا من بطانة الرحم في نسيج المبيض, ثم تبدأ بالتكاثر وبالنزف مع كل دورة شهرية, فيتجمع فيها الدم تدريجيًا, ثم يتغير لونه الأحمر ليصبح بنيًا غامقًا مثل لون الشيكولاته, فتتشكل أكياس تسمى أكياسًا شكولاتيه.

بالنسبة لسؤالك عن أيهما أفضل شفط هذه الأكياس أم إزالتها بالجراحة عن طريق فتح البطن, فأقول لك: إن هذا يعتمد على خبرة الجراح, وعلى حجم الأكياس, وبشكل عام فإن الأفضل دومًا هو شفط الأكياس عن طريق المنظار, بشرط أن يتم أيضًا عمل كي لجوف الكيسة حتى يتم قتل خلايا البطانة المهاجرة في جدارها, والتي هي السبب في تشكل الكيسة, وأعتقد أن طبيبك قد قام بذلك.

إن أعلى نسبة حمل يمكن الحصول عليها تكون عادة خلال السنة الأولى بعد العلاج, سواء بالشفط بالمنظار, أو بالجراحة عن طريق فتح البطن.

أما بالنسبة لطريقة تنشيط المبيض: فيجب دومًا البدء بتناول حبوب الكلوميد, وبأقل جرعة ممكنة, ثم زيادة الجرعة تدريجيًا, إلى أن يتم التأكد من حدوث الإباضة, ثم إعطاء إبرة التفجير, وتوقيت الجماع بناء على ذلك, لكن يجب أن يكون قد تم التأكد من أن الأنابيب عندك سالكة ولم تتأثر بالمرض, وأتوقع أن طبيبك قد قام بفحص نفوذية الأنابيب خلال عملية التنظير.

للأسف أقول لك: إن احتمال عودة المرض تبقى واردة, مهما كانت طريقة العلاج, فمثلًا تكون احتمالية عودة المرض هي حوالي 10% في السنة الأولى بعد العلاج, ولكنها تزداد مع الوقت لتصل الى ما يقارب 40%-50% بعد خمس سنوات من عملية الشفط أو الجراحة, وكل هذا يتبع حجم الأكياس, وهل هنالك إصابات أخرى في الحوض.

قد تبين حديثًا أن نسبة حدوث الحمل بعد تطبيق العلاج تصل إلى 40% تقريبًا, وهذا أيضًا يتبع حجم الأكياس ومدى انتشار المرض في الحوض.

نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائمًا, وأن يرزقك ما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً