الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطرق النافعة لحفظ كتاب الله

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أما بعد: أنا طالب في المرحلة الثانوية، وأنا -الحمد لله- متفوق في دراستي، لكن أشعر وكأن هناك شيئا ناقصا، ألا وهو القرآن، فأنا أريد أن أحفظ كتاب الله، وأريد منكم النصيحة من فضلكم، كيف أنظم وقتي بين الدراسة والحفظ؟ وهل هنالك برامج للتحفيظ صوت وصورة؟ وما هي أفضل أوقات الحفظ؟ وكم أحفظ في اليوم؟ مع العلم أني لا أستطيع التعلم عند شيخ؛ لأنه لا يوجد اهتمام كبير بالقرآن في بلدتنا، ونادرا ما تلقى حافظا لكتاب الله.

أنتظر الردود من المشايخ الكرماء، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

بداية نرحب بك ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، وشرف لنا أن يتواصل معنا الشباب من أمثالك، ونحن في خدمة أبنائنا الكرام الذين هم أمل هذه الأمة بعد توفيق الله تبارك وتعالى.

نهنئك على توفيق الله لك، وعلى أن جعلك من المتفوقين والموفقين في دراستهم، وهذه نعمة تحتاج إلى شكر لله تبارك وتعالى، ومن شُكر الله العمل بطاعته، بل من شُكر الله الإقبال على حفظ كتابه، الذي هو أغلى ما تملك هذه الأمة، ونحمد الله الذي جعل هذه الرغبة في نفسك، فاجتهد في تحويلها إلى ممارسة وإلى برنامج عملي، وأرجو أن تعلم أن القرآن مُيسر، ومنها ميسر الحفظ، لأن الله قال: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}.

فابدأ هذا المشوار أولاً باللجوء إلى الله تبارك وتعالى، واسأله بصدق أن يوفقك وأن يسددك، ثم عليك بعد ذلك أن تستبشر وتدرك أن القرآن أصبح الآن -ولله الحمد- أمر حفظه ميسر، فهناك مواقع لتعليمه في النت، وهناك قنوات فضائية متخصصة، بل هناك مصحف ناطق له قلم يستطيع الإنسان أن يشير بالقلم ثم يتابع التلاوة، ولكننا مع ذلك نتمنى إذا وجدت شيخًا أن تتلقى عنه، فإذا صعب عليك فلا مانع من أن تتلقى كتاب الله تبارك وتعالى عن المشايخ الكرام عبر الشاشات وعبر المواقع المخصصة لذلك، فالعبرة هو أن يسمع الإنسان التلاوة الصحيحة؛ لأن القرآن بالتلقي، ثم بعد ذلك يبدأ ويحفظ حفظًا صحيحًا.

وأرجو أن تعلم أن القرآن دافع للنجاح، لن يكون خصمًا على نجاحاتك، بل ستشعر ببركته وبأثره على ذكائك وتفوقك، ومن الذي أقبل على كتاب الله ولم يوفقه الله تبارك وتعالى؟! المسألة فقط تحتاج إلى تنظيم وقت، وليست العبرة كم تحفظ، العبرة بأن يكون لك برنامج مستمر تواظب عليه، ولو أنك أعطيت وقتًا للقرآن قبل كل صلاة عشر دقائق، وبعد الصلاة عشر دقائق، فستجد نفسك أنك حفظت فيها الكثير جدًّا من كتاب الله تبارك وتعالى.

كما أرجو أن يكون لك وقت للتلاوة وللاستماع، يعني تنظم الوقت بأن تجعل هناك أوقاتًا للحفظ، آياتا محددة بتلاوة صحيحة، وهناك خدمات تكرار الآيات موجودة، يمكن هذا المصحف الناطق أن يجعلك تكرر الآية عشرات المرات حتى تحفظها وأنت تنظر في المصحف وتستمع للتلاوة التي تختارها لكبار القراء، وبعد ذلك تنتقل للآية التي بعدها، فتجعل لنفسك وردًا يوميًا لا يؤثر على دراستك، لأننا نريد أن تنجح في حفظ كتاب الله ونريدك أيضًا أن تنجح في دراستك، فنحن نريد للحفاظ أن يكونوا متفوقين وأن يكونوا قادة للناس، لأن الإنسان إذا كان متعلمًا متفوقًا نال أرفع المناصب، وكان مُحبًا لكتاب الله استطاع أن يغرس حب هذا الكتاب في نفوس الأجيال، وفي نفوس الرجال في المؤسسات التي سيقوم بإدارتها.

نسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد، وسوف يزودك الإخوة في إسلام ويب بمواقع تساعدك على حفظ كتاب الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يُحب ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب فيصل

    طريقة جميلة صراحة في التواصل من خلال طرح الاسئلة والاجابة عنها

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً