الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخشى أن أجهض مرة أخرى بسبب ضغط الدم.. فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

كنت حاملا، ولم أشكُ من أي مشاكل صحية إلى أن وصلت للشهر السابع، لم أعلم أن ضغطي مرتفع, فجأة في يوم 20سبتمبر2012 تألمت كثيرا ذهبت إلى المستشفى، قال لي الأطباء: إنني سألد، والمولود ميت منذ يومين في بطني، وذلك بسبب ارتفاع ضغط الدم، مع العلم أنه حملي الأول.

أريد أن أحمل لكنني خائفة جدا أن أخسر حملي ثانية بسبب ارتفاع ضغط الدم.

أتمنى لكم التوفيق والنجاح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أم ملاك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد لله على سلامتك, وعوضك الله بكل خير, وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة, يوم يجزى الصابرون أجرهم بغير حساب.

وحسب ما فهمت من رسالتك, فإن ما حدث معك هو حالة تسمى ( تسمم الحمل ) وفيها يحدث ارتفاع في الضغط, مع طرح كمية كبيرة من بروتينات الدم في البول, وهذه الحالة إن لم يتم تشخيصها وعلاجها مبكرا وبشكل صحيح, فإنها قد تؤدي إلى اختلاطات عديدة وخطيرة, سواء على الأم أو على الجنين, ومنها ما حدث معك من وفاة للجنين في داخل الرحم.

وأتفهم مخاوفك -يا عزيزتي- من تكرار هذه الحالة -لا قدر الله- في الحمل القادم, ولك كل العذر في ذلك, فكثيرا ما تنتاب السيدة التي مرت بهذه التجربة المؤلمة, مثل هذه المخاوف فتجعلها تتردد كثيرا قبل التخطيط للحمل ثانية, ولذلك فأنني أرى من المفيد أن أوضح لك بعض الحقائق العلمية, والتي تبينت حديثا بشأن هذه الحالة المرضية:

بشكل عام أقول إن نسبة تكرر هذه الحالة في الحمل القادم هي وسطيا بحدود 30% , وهذه النسبة تتبع كثيرا المرحلة من الحمل التي بدأ فيها ظهور ارتفاع الضغط في الحمل السابق, فإن كان قد ارتفع الضغط بعد الأسبوع 37 من الحمل, فإن نسبة تكرر الحالة في الحمل القادم هي فقط بحدود 25% .

وإن كان ارتفاع الضغط قد بدأ بين 30 إلى 36 أسبوعا, فإن نسبة حدوث الحالة ثانية في الحمل القادم يرتفع ليصل إلى 40 % تقريبا.

أما إن كان ارتفاع الضغط قد حدث قبل بلوغ الحمل عمر 30 أسبوعا, فإن نسبة تكرارها تصبح أعلى بكثير, وللأسف وتصل إلى 70% .

بالنسبة لك فلقد ذكرت بأنك كنت في الشهر السابع, فإن كنت في أوله, أي حوالي 28 أسبوع, فهنا يكون احتمال تكرر الحالة هو 70 %, أما إن كنت في آخر الشهر السابع, أي حوالي 32 أسبوعا، فإن النسبة هي تقريبا 40% هذا والعلم عند الله عز وجل.

هنالك بعض العوامل التي تجعل من الممكن أحيانا التنبؤ باحتمالية حدوث الحالة ثانية منها:

1-إن كان الضغط قد انخفض عندك بسرعة, ولم يستمر لأكثر من أسبوع بعد الولادة, فإن احتمال تكرر الحالة يكون أقل في الحمل القادم -بإذن الله تعالى-.

2-إن كان الضغط الانقباضي خلال الحمل قد ارتفع لأعلى من 160, فهنا يكون احتمال تكرر الحالة أكبر.

3-إن كان وزنك الآن ضمن الحدود الطبيعية, ولم يكن لديك سمنة, فإن نسبة تكرر الحالة تكون أقل.

وما أنصحك به هو:

1- في حال كان وزنك فوق المعدل أن تبدئي بحمية متوازنة لخفضه ليصبح ضمن المعدل الطبيعي المناسب لطولك.

2- في حال حدوث حمل جديد بإذن الله تعالى, يجب عليك أن تحافظي على وزنك ليبقى ضمن الزيادة المسموح بها.

3-أن تبدئي بتناول حبوب اسبرين الأطفال فور معرفتك بالحمل, أي عندما تقومي بعمل تحليل الحمل حبة يوميا.

4- الإكثار من السوائل المفيدة , والإكثار من الراحة والاستلقاء على الجانب الأيسر قدر الإمكان.

5- وعند بلوغ الحمل 15 أسبوع بإذن الله يجب أن تقومي بتناول كمية من الكالسيوم تعادل 2 غرام يوميا, أي تقريبا (ثلاث حبات عيار 600 ملغ يوميا) فقد بينت الدراسات الحديثة بأن تناول حبوب الأسبرين، والكالسيوم بالجرعات السابقة يساعد كثيرا في تقليل احتمال عودة الحالة ثانية بإذن الله تعالى.

بالطبع هذا كله نوع من الأخذ بالأسباب, ويبقى الأهم، وهو التوكل على الله عز وجل, فهو خير الحافظين.

نسال الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما, وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً