الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أكمل حياتي مع خطيبي؟ أم أنفصل عنه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة بعمر 22سنة، ومخطوبة لشاب أكبر مني، عمره 37 سنة، ولقد مضت سنة على خطوبتنا.

عندما تقدم لي، صليت استخارة، وكنت مرتاحة، فهو إنسان ذو أخلاق ودين، كما أنه صريح معي، ولكن ظروفه المادية ليست جيدة، وفي الفترة الأخيرة، حصلت مشكلة بيننا في مسألة الاتفاقات، وتأثيث البيت من فرش وغيره، وأمي قالت: بأننا سننهي الموضوع، ولكنني لم أكن أرغب في أن أنهيه، لأنني أحبه، ومتعلقة به، وقلت في نفسي: أفضل حل أن أستخير الله، وأن الذي كتبه ربي سيصير.

استخرت أكثر من مرة، فأحيانا أستيقظ وأنا مرتاحة، وأحيانا أستيقظ وأنا قلقة، ولقد أخبرتني واحدة بأن هناك امرأة من الممكن أن تصلي لي استخارة، وصلتها لمدة خمسة أيام، في البداية لم تشعر بشيء، ولكن في آخر يومين شعرت بقلق، وقالت لي: بأن هناك مشاكل كثيرة ستحصل بينكم، مع العلم أني عندما صليت الاستخارة، حلمت بامرأة لا أعرفها، جاءتني، وتقول لي: كملي معه، فهو يحتاجك إلى جانبه.

آسفة على الإطالة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lolo1990 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نحن لا نشجعك على ترك هذا الخاطب صاحب الدين والأخلاق بهذه السهولة، وخاصة أن العلاقة استمرت لسنة، وأرجو أن تعلمي أن هذه الخلافات أمور طبيعية، والوالدة تجاملك عندما رأت أنك غير مرتاحة.

لكننا نريدك أن تنظري للموضوع بكل أبعاده، وأرجو أن تدركي أن الفتاة هي الخاسرة عندما تخرج من الخطبة بعد طول المدة، لأنها ستخسر سمعتها، وتخسر الفرص، ويتردد الخطاب قبل أن يطرقوا الباب، وقل أن تجدي الإنسان ذو الخلق والدين مثل هذا الشاب، ولا يمكن أن تجدي إنسانا ليس فيه عيوب، فنحن رجالا ونساء لا نخلو من العيوب، ولكن طوبى لمن غمرت سيئاته في بحور حسناته لكثرتها، وأحسب أن هذا الشاب من هذا النوع، فقط عليك أن تعطي نفسك فرصة، وتتواصلي مع الموقع.

إذا جاءك هو، وأراد الرجوع، فهذا هو الأفضل بأن يرجع، أما إذا كنت أنت المخطئة، فلا مانع من أن ترسلي رسالة تعتذري عما بدر منك دون أن تشيري أي إشارة للخلاف، حتى تفتحي الباب من أجل أن يحاور، ومن أجل أن يعدل موقفه، فإذا كنت على علم بأن ظروفه صعبة، فمن الطبيعي أن يكون هناك خلاف على الأمور المالية والاستعدادات.

أرجو أن تعلمي أن الرزق من الله تبارك وتعالى، وأن الذي عنده رزق ضيق لن يكون كذلك في الغد، وخاصة بعد الزواج الذي كان السلف يلتمسون فيه الغنى، لأن الله تعالى يقول: ( إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ )، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، فأرجوا أن لا يكون همك الدرهم والدينار، وإنما هم الفتاة إذا وجدت الرجل المناسب أن تتمسك به، وأن تحرص عليه.

أرجو أن تكون صلاة الاستخارة منك أنت لا من الآخرين، لأنه من السنة أن يستخير الإنسان لنفسه، أما الآخرين بإمكانهم أن يتوجهوا بالدعاء حتى يسهل الله لك الأمر، وتوجهي إلى الله تبارك وتعالى، ولا تظني أن الاستخارة تعني أنه لن تحصل لك صعوبات، ولكن يجب على الإنسان أن يكون مرتاحا، لأنه رفع أمره إلى الله الفتاح، فالاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير سبحانه وتعالى.

من هنا فنحن نقترح إعطاء الشاب فرصة لعل الله تبارك وتعالى أن يهديه بعد ذلك الأمر، وعدم الاستعجال بهذه العلاقة، ونتمنى أن تتواصلي مع الموقع لنعرف التفاصيل.

نسأل الله أن يجمع بينكما على الخير، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة