الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس الموت وإصابتي بالأورام تلاحقني.. فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

شكوتي منقسمة إلي جزئين الأول: نفسي، والثاني: عضوي.

الاستشارة الأولى، وأرجو أن تساعدوني، فأنا أعاني من وسواس الأورام، اللهم عافنا وإياكم أصبحت أشك في أي شيء يحدث لي، وأني مصابة بهذه الأورام، أصبحت خائفة جدا من المستقبل، والآن أيضا أعاني من وسواس الموت، أشعر أنني سوف أموت حالا، أصبحت منطوية في غرفتي، لا أفعل شيئا في حياتي سوى الجلوس علي النت، وأتمنى أن أعود كما كنت، فلدي حياة جميلة يحسدني غيري عليها، وكنت دائمة المرح، ولا أفكر في أي شيء من هذا.

وأتمنى أن أعود كما كنت، فأرجو منكم مساعدتي.

الاستشارة الثانية: أعاني أحيانا من ضيق التنفس، وحدوث نوبات من الضيق، وذات مرة أحضرت والدتي لي الدكتور وبعد الكشف قال: إن القلب سليم، والصدر، وكشف على حلقي، وتحسس عنقي من الخارج، وسألني هل كنت أعاني قريبا من البرد، ولا أدري لماذا سأل هذا السؤال؟ وقال إنني أعاني من انيميا مع زيادة في الوزن، وهو سبب هذه الحالة، وأعطاني دواء وتحسنت، ولكني لم أنتظم عليه، والآن تأتيني نوبات من ضيق التنفس، وخاصة عندما أتضايق من شيء، فهل هذا نفسي؟

وعندما تحسست عنقي ذات مرة أسفل الفك الأيسر شعرت بوجود غدة، ولكن حجمها صغير جدا مثل حبة الفول، أو أقل، وهي متحركة، ولا أعاني من ألم سوى بعض الأحيان، عندما أقوم بالنظر جهة اليمين، وأيضا أشعر بوجود شيء مثلها أمام أذني اليسرى، ولكنها أقل حجما.

مع العلم أنني منذ فترة لا تقل عن 6 أشهر كنت أعاني من التهاب بالأذن اليسرى، ولكن –الحمد لله- شفيت ومنذ يومين أشعر كأن أذني اليسرى مملوءة بالهواء، وأشعر وكأنه انتفاخ أمام أذني بالإحساس فقط، فهل هذا يعني أن الالتهاب عاد مرة أخرى؟

مع العلم أن لدي تسوس في الأسنان، أرجو معرفة سبب هذه الغدد، أرجو أن تطمئني، فأنا أبحث على النت عن مرض الليمفوما، أو اللوكيميا، ووجدت أن أحد أعراضها انتفاخ الغدد الليمفاوية، وأنا خائفة جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يمني محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فنسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

هنالك ارتباط وثيق بين الاستشارتين أو السؤالين الواردين، حيث إن الأعراض واحدة (تقريبًا) ومتداخلة، أستطيع أن أقول لك أنك تعانين من قلق المخاوف، وقلق المخاوف هذا أصبح موجهًا نحو الخوف من الأمراض – خاصة مرض السرطان وكذلك الخوف من الموت - .

موضوع الغدة الصغيرة التي تتحسسينها أمرها محسوم ومحسوم جدًّا، والطبيب الذي سألك حين لاحظ وجود هذه الغدة الصغيرة، أراد أن يتأكد هل كنت تعانين من أي التهابات أم لا، ووجود هذه الغدة هو أمر إيجابي، فالغدة لا شك أنها الغدة اللنفاوية، وهي حين تتضخم يعني هذا أنها قد تصيدت الجراثيم أو المكروبات أو الفيروسات التي تسبب الالتهابات، فهذه ظاهرة صحية، ظاهرة سليمة، يجب ألا تُسبب لك هاجسًا.

الالتهابات الموجودة في الأذن: هذه بالطبع علاجها بواسطة إرشاد الطبيب المختص في الأنف والأذن والحنجرة، وتناول مضادات حيوية، يعتبر هو خط العلاج الأول.

من حيث المفاهيم النفسية التي تزعجك الآن وهي (قلق المخاوف): أولاً قلق المخاوف موجود ومنتشر خاصة أننا أصبحنا نعيش في وقت ضعفت فيه طمأنينة الناس، وأصبحت الحياة متمركزة أصلاً حول القلق والخوف، ولكن الإنسان المستبصر، الإنسان الذي يوازن الأمور موازنة سليمة – وأحسبُ أنك من هؤلاء – يجب أن ينظر إلى الأمراض بأنها علة موجودة في الحياة، وأن الواقي منها هو الله تعالى، والإنسان يجب ألا يسامح فكره في أن يُملي عليه أنه مُصاب بمرض سيئ، بالرغم من أن الحقيقة غير ذلك، يعني الإنسان يجب أن يكون متفائلاً، ويسأل الله تعالى أن يحفظه، ومن التجارب الإيجابية جدًّا أن الذين يداومون على أذكار الصباح والمساء وُجد أنهم أقل الناس شكوى من هذا النوع من المخاوف، مخاوف الموت ومخاوف الأمراض، فكوني حريصة على هذا النهج، واسأل الله تعالى أن يحفظك، وعيشي حياتك بصورة طبيعية، وهذا يتأتى من خلال أن تجعلي حياتك حياة نشطة، حيَّة، وتملئي فراغك، وتخرجي من حالة الانعزال التي فرضتها على نفسك.

إن تمكنت أن تذهبي إلى طبيب نفسي فهذا أمر جيد، لأنني أرى أنك في حاجة لأحد الأدوية المضادة للمخاوف، وإن لم تستطيعي الذهاب فيمكنك أن تتحصلي على عقار (مودابكس) معروف جدًّا في مصر، ويسمى أيضًا تجاريًا باسم (لسترال) و(زولفت) واسمه العلمي هو (سيرترالين) هو من الأدوية الجيدة الفاعلة لعلاج المخاوف، الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، وهي أن تبدئي بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تتناولينها ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعليها حبة كاملة ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أؤكد لك سلامة هذا الدواء، وأنه لا يسبب الإدمان، كما أنه لا يؤثر سلبًا على الهرمونات النسائية.

إذن حالتك بسيطة، قلق المخاوف، وأوضحنا لك كيفية التخلص منه بإذن الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً