الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توتري وحساسيتي الزائدة تعزلني عن الناس.. فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أشكركم على هذا الجهد العظيم والرائع.

أنا فتاة أدرس بالمرحلة الثانوية، علاقتي بطالبات المدرسة علاقة جيدة جداً، مع العلم أن لدي معارف كثيرة -ولله الحمد- بهذه المدرسة، ولدي صديقات كثيرات؛ لكنني في بعض المواقف أصاب بالتوتر والإحباط، ولا أعلم كيف أتعامل مع الشخص الذي أمامي، مع العلم كذلك أنني أعاني من الحساسية الزائدة، والتي تؤدي إلى انعزالي عن الناس في بعض الأحيان.

سؤالي: كيف أتخلص من هذا التوتر، ومن هذه الحساسية الزائدة؟ وهل للسمنة دور في ذلك؟!

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ SHAIKHA حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنت لا تعانين من أي مرض نفسي (الحمد لله) الذي تتحدثين عنه هو تطور طبيعي في حياة الناس، والمراحل العمرية للناس تتسم بسمات معينة حسب تلك المرحلة، في مرحلتك العمرية: التوترات والقلق والشعور بالإحباط – في بعض الأحيان – والذي يُقابله أيضًا: الشعور بالفرحة والسرور والاندماج الاجتماعي والارتياح، هذه ظواهر طبيعية معروفة جدًّا في هذه المرحلة، فيجب أن تفكري في أن الذي تعانين منه هو أمر عارض وعابر، وطبيعي جدًّا من حيث تطور المرحلة العمرية التي تمرين بها، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: الإنسان الذي لديه صداقات كثيرة ويكون محبوبًا وسط الآخرين يكون حساسًا جدًّا دائمًا في علاقاته الاجتماعية، لو سمع كلمة بسيطة غير مرضية، أو لاحظ أي موقف سلبي من الطرف الآخر، تجد أن هذا الأمر يتضخم في تفكيره، ويسبب له الكثير من القلق والحساسية النفسية، هذا يمكن تجاوزه من خلال التالي:

أن يكون الإنسان متسامحًا، أن يعرف أن الناس ليسوا على طبيعة أو سليقة أو سلوكٍ واحد، وأن يسعى الإنسان من جانبه أن يكون طيبًا ومتواصلاً ويحترم الآخرين ويقدرهم، هذا يكفي تمامًا.

والحساسية الزائدة من أسبابها الكتمان، والكتمان خاصة للأشياء الصغيرة، لذا ننصح بما يسمى بالتفريغ النفسي، وهو التعبير عما بداخل النفس.

من المهم جدًّا أيضًا أن تكون لك أنشطة داخل المدرسة، وذلك من خلال الجمعيات أو التجمعات الطلابية، هذا يجعل طاقاتك النفسية توزَّع بصورة جيدة، وهذا يمنع عنك الاحتقانات النفسية.

من ناحية أخرى: الأنشطة الأسرية يجب أن تكوني مشاركة فيها دائمًا، بل تكوني عضوة فعالة بها، وبر الوالدين فيه خير كثير جدًّا للإنسان، ويؤدي قطعًا إلى هدوء وسكينة النفس، وإن شاء الله تعالى أنت حريصة على ذلك.

أنصحك أيضًا أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين جيدة وتساعد في إزالة وإحباط التوتر والقلق والانفعالية الزائدة، ولدينا في إسلام ويب استشارة – وغيرها كثير – تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها، وتتطلعي على ما ورد فيها من إرشاد وتوجيهات لأن تتعلمي تطبيق التمارين بصورة صحيحة.

بالنسبة للسُّمنة: لا شك أن السمنة ظاهرة غير مرغوب فيها تمامًا، السمنة من الناحية النفسية بالنسبة للبنت لها تأثيرات سلبية كثيرة، والسمنة لا شك أنها تجلب الأمراض، وفي ذات الوقت تؤدي وبصورة مُثبتة إلى عسر في المزاج وإلى الشعور بالقلق، وأيضًا قد تؤدي إلى اضطراب في تصور الجسد.

كثير من الفتيات اللواتي يعانين من السمنة يُصبن بهذه الظاهرة ويكون هنالك نوع من التفكير الوسواسي دائمًا حول أجسادهنَّ، وهذا قد ينتج عنه الدخول في نظام قاس جدًّا لتخفيف الوزن، وهذا قد ينتج عنه في نهاية الأمر ما يعرف باضطراب الشهية العصبي أو العُصابي.

فإذن الوزن الصحي هو الأفضل من الناحية النفسية وكذلك الجسدية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً