الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقوم بتقويم سلوك ابني؟

السؤال

السلام عليكم

ابني يبلغ عامين ونصف، لكنه أصبح عنيداً ودائم البكاء على كل شيء، وبدأ بتهديدي بتكسير أشيائه إذا لم ألب طلباته!

أتعامل معه باللين أحياناً، وأحياناً أخرى بالتجاهل إذا كسر شيئاً، وأوقاتاً بالضرب عندما ينفذ صبري، علما أنه أول طفل، وأنا الآن حامل، وأحاول بقدر المستطاع ألا يؤثر ذلك علي.

الرجاء الإفادة في كيفية التعامل معه، بطريقة سليمة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكراً لك على الكتابة إلينا، ونظرت في سؤالك السابق، ولاحظت تأخر النطق عنده، فإن شاء الله تكون الأمور تحسنت عنده من هذا الجانب.

أما بالنسبة لعناد الطفل وسلوكه، فالطفل الصغير في هذا العمر يحتاج إلى حدود واضحة للسلوك، وأن يعرف وبكل وضوح ما هو مسموح، وما هو غير مسموح، ووضوح هذا الأمر، ومن دون أي التباس أو شك أو تردد، لا يعني بالعنف أو الضرب، وإنما أن يقال له وبهدوء ووضوح، إن تكسير الأشياء بهذا الشكل غير مسموح أبداً، وأن يعلم وهو يستمع إليك، ومن خلال نبرة صوتك ونظرة عينيك في عينيه، ومن دون ابتسام، أنك جادة تماماً فيما تقولين.

يجب أن نتخذ الإجراءات المطلوبة لضمان أن لا تتاح له فرصة التكسير، أي لا تكون مثلاً ظروف خروجه عن تعاليمنا متوفرة له بسهولة، أو أن نبتعد عنه ولمدة طويلة، فتراوده نفسه على عصياننا والقيام بما منعناه منه.

أفضل من المنع عن العمل السلبي، هو أن نشجعه على القيام ببعض الأعمال البديلة عما لا نريده أن يفعل، أي أن نملأ وقته بما هو مفيد ومسليّ، فلا يحتاج للمزيد من الإثارة عن طريق مخالفة كلماتنا والخروج من البيت.

سأشرح هنا شيئاً أساسياً، وهي أنه يمكن أن تكون نقطة تحول في طريقة تربيتك لطفلك.

إن من أكثر أسباب السلوك المتعب عند الأطفال، وربما كثير مما ذكرته في سؤالك عن سلوك طفلك ينطبق عليه هذا، هو الرغبة في جذب الانتباه لنفسه، ومن المعروف أن الطفل يحتاج لانتباه من حوله، كما يحتاج للهواء والطعام والماء، وإذا لم يحصّل الطفل هذا الانتباه على سلوكه الحسن، فإنه سيخترع طرقاً سلوكية كثيرة لجذب هذا الانتباه، والغالب أن يكون عن طريق السلوكيات السلبية.

لماذا السلوكيات السلبية؟ ببساطة لأننا، نحن الآباء والأمهات، لا ننتبه للسوك الإيجابي، وكما قال أحدهم عندما أحسن العمل، لا أحد ينتبه، وعندما أسيئ العمل، لا أحد ينسى!

ما يمكن أن تفعليه مع طفلك، عدة أمور منها:
-أن تلاحظي أي سلوك إيجابي يقوم به طفلك، وأن تُشعريه بأنك قد لاحظت هذا السلوك الإيجابي، ومن ثم تشكريه عليه.

-أن تحاولي تجاهل بعض السلوك السلبي الذي يمكن أن يقوم به طفلك، إلا السلوك الذي يعرض فيه نفسه أو غيره للخطر، فعندها من الواجب عدم تجاهل الأمر، وإنما العمل على تحقيق سلامة الطفل والآخرين مباشرة.

أما بالنسبة لعناد طفلك، فربما كثير من هذا أيضاً هو سلوك لجذب انتباهك وانتباه من حوله، فحاولي التعامل معه كمجرد سلوك لجذب الانتباه، ويمكنك توجيه انتباهك إليه عندما يتجاوب معك ومن دون عناد، وحاولي صرف انتباهك عنه عندما يصل عناده لحدّ لا ترتاحين له.

على فكرة فالصفة التي تتعبنا في الطفل وهو صغير قد تكون هي نفسها الصفة التي ستكون وراء نجاحه وتفوقه في قابل الأيام، فنحن لا نهدف إلى تحطيم هذه الثقة، وإنما تطويعها لمصلحة الطفل ومصلحة من حوله.

أنصح بدراسة كتابي في تربية الأطفال، فهذا مما يعين الكثير من الآباء، ويعلمهم الصيد، بدلاً من أن نعطيهم سمكة، والكتاب هو (أولادنا من الطفولة إلى الشباب) وسيعينك على تربية طفلك، ويمكنك الحصول عليه من مكتبة جرير أو من موقع نيل وفرات دوت كوم.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر aya

    نشكرك بجد والله لو كل واحد اخد بالة فعلا من الايجابيات بدل السلبيات الاومور هتكون بجد افضل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً