الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أقطع السيروكويل؟ أم ماذا أعمل في الخطة العلاجية القادمة؟

السؤال

السلام عليكم.

لدي أعراض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب حسب ما أخبرنا به الأطباء؛ لأني كنت أعاني من اكتئاب متقطع + صعوبة في النوع، وبعد مراحل علاجية كثيرة استقريت في الأخير على علاج سيروكويل عيار 200 قبل النوم فقط مرة واحدة، أنا الآن صار لي سنتين + 3 أشهر بالضبط آخذ سيروكويل قبل النوم.

-والحمد لله- صار لي سنة بالضبط لم أعاني من أي مشاكل اكتئاب أبداً -ولله الحمد- لكن في كثير من الأحيان أعاني من بعض الاضطرابات في النوم تكمن في صعوبة الخلود إلى النوم، أو تقطع النوم!

سؤال يا دكتور: هل أقطع علاج سيروكويل؟ أم ماذا أعمل في الخطة العلاجية القادمة؟

علما يا دكتور أني لا أستطيع أن آخذ غفوة في العصر لا أستطيع حتى في الليل، لا أستطيع الخلود إلى النوم إلا بعد شرب السيروكويل، ولا أعلم لماذا هل هذا إدمان؟

متى أستطيع قطعه؟ وكيف أستطيع قطعه وأنا لا أستطيع أن أنام إلا عليه؟

شكرا لك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإني أرى أن الطبيب الذي قام بتشخيص حالتك على أنها اضطراب وجداني ثنائي القطبية هو طبيب مقتدر، لذا يجب أن نحترم قرارته العلاجية، وهذا -إن شاء الله تعالى- يعود عليك بنفع كبير، لذا أنا أنصحك (حقيقة) بالمتابعة، متابعة الطبيب هي - إن شاء الله تعالى – المفتاح الجوهري للتعافي والتشافي ومنع حدوث الانتكاسات؛ لأننا نقولها وبصراحة وتجرد علمي أن الاضطراب الوجداني هو مرض انتكاسي إذا لم يكن الإنسان حريصًا على اتباع التعليمات الطبية وتناول الأدوية الموصوفة.

والذي يُنصح به في مثل حالتك هو المداومة على الدواء لمدة ثلاثة أعوام على الأقل، وأنا أرى أن رفع الجرعة إلى ثلاثمائة مليجرام (ليلاً) هنالك نوع من السيروكويل يُسمى (XR) هذا دواء ممتاز جدًّا، الآن يُوصف كثيرًا، ويمكنك أن تستشير الطبيب في مقترحنا هذا، وهو أن ترفع السيروكويل إلى ثلاثمائة مليجرام، تتناوله كجرعة واحدة ليلاً، هذا - إن شاء الله تعالى – يضمن لنا أن مستوى الدواء في الدم سوف يكون متوازنًا ومتوازيًا ومعتدلاً طوال الأربعة وعشرين ساعة، وهذا يؤدي إلى ترتيب وتنظيم في ساعتك البيولوجية مما يحسّن لديك النوم، وكذلك يعطيك - إن شاء الله تعالى – الطاقات الجسدية والنفسية المطلوبة في أثناء النهار لتقوم بواجباتك الحياتية.

أنا لا أؤيد أبدًا موضوع النوم النهاري، هو ليس صحيًّا خاصة في مثل عمرك، لكن النوم المبكر الليلي سوف يكون هو الأفيد بالنسبة لك.

وبعد أن تكمل فترة العلاج على الأقل في هذه المرحلة، وتكون قد انتهجت منهجًا معينًا وثابتًا في طريقة نومك، وأقصد بذلك أن تذهب إلى الفراش في وقت ثابت في أثناء الليل، سوف تنتظم الأمور وتتحسن صحتك النومية، وفي حالة توقف الدواء لن تواجهك أي مشكلة أبدًا.

أكرر لك مرة أخرى ألا توقف العلاج أبدًا، إلا بعد استشارة الطبيب، وهذا الدواء سليم ودواء بسيط، وهو نعمة عظيمة من نعم الله علينا.

أنت لست مدمنًا، والسيروكويل أصلاً لا يسبب الإدمان، لكن هنالك حاجة بيولوجية لدى الخلايا الدماغية عندك، لذا نومك لا ينتظم إلا بتناول هذا الدواء، وهذه يجب أن تنظر إليها نظرة إيجابية، وليست نظرة سلبية أبدًا.

يهمنا – أيها الفاضل الكريم – ألا يُعيق هذا المرض تطورك في حياتك، وأنا أؤكد لك أن هذا المرض لا يمثل أي إعاقة، ويمكن أن تعيش حياتك طبيعيًا فيما يخص تحصيلك الأكاديمي، وبعد ذلك انخراطك لمحيط العمل، الزواج، هذا كله - إن شاء الله تعالى – يزيد مما تريد، فقط عليك الالتزام بالعلاج والمتابعة مع الطبيب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً