الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد الدخول على زوجتي تبين لي أنها ليست بكرًا فماذا أفعل؟

السؤال

تقدمت لفتاة, وبعد الموافقة حضر المأذون الشرعي وسأل والدها: هل بنتك بكر؟ فقال: نعم, وبعد دخولي عليها اتضح غير ذلك - أنها ليست بكرًا -.

علماً بأني رأيت تمزقًا واضحًا, وكان الدخول والخروج سهلًا, وجامعتها تلك الليلة, وحملت مني, وأنجبت طفلة, وأنا في حيرة من أمري؛ وتكتسيني الهموم والأحزان من ذلك, ومن التفكير فيما حصل, فأفيدوني - جزكم الله خيرًا -.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

مرحبًا بك - أيها الحبيب - في استشارات إسلام ويب.

لم تبين لنا - أيها الحبيب - ما إذا كنت اشترطت عليهم أن تكون الزوجة بكرًا أو لم تشترط ذلك، فإن لم تشترط ذلك فإنه لم يكن لك خيار أصلًا، وأما إذا كنت قد اشترطت ذلك ثم بانت أنها ثيب فقد اختلف العلماء هل لك الخيار أو ليس لك الخيار؟ ولكن نصيحتنا لك - أيها الحبيب - أن تغض الطرف عن هذه القضية، فإن هذه الفتاة ربما كانت بكارتها قد زالت بغير جماع, وهذا احتمال وارد جدًّا, فإن الفقهاء يذكرون أن البكارة يمكن أن تزول بسبب شدة في حيض المرأة, وتزول بسبب وثبة - أي أنها قفزت قفزة وهي صغيرة - أو غير ذلك من الأسباب.

إذا كان كذلك فينبغي أن تحمل أمر هذه المرأة على هذه المحامل، ثم إن جماعك لها وسكوتك خلال الفترة الماضية مسقط لحقك في الخيار عند كثير من الفقهاء القائلين بثبوت الخيار، ويمكن أن تدعي هي بأن البكارة زالت في جماعك, فيكون القول قولها - لا سيما إذا كانت تجهل أن بكارتها زالت, إن كانت قد زالت بسبب من الأسباب التي ذكرناها.

بهذا يتضح لك - أيها الحبيب - أن هذا أمر الاحتمالات فيه كثيرة، وتتشعبه هذه الاحتمالات, وتأخذه كل مأخذ, فنصيحتنا لك أنك إن كنت ترى أن هذه الزوجة صالحة في يومها هذا، قائمة بطاعة الله, حافظة لحدود الله تعالى, فنصيحتنا لك أن تلقي عن نفسك هذه الهموم والأحزان, وأن تحتسب عند الله تعالى أجرك, وتستر عليها, وتحاول إصلاح أحوالها, وسيجعل الله عز وجل لك فيها خيرًا كثيرًا، فإنه في أسوء الاحتمالات إن أسأنا بها الظن - مع أننا قد نهينا عن ذلك - أنها قد وقعت في معصية فإن هي أصلحت من حالها وصلح أمرها فإن الستر عليها أمر مندوب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ومن ستر مسلمًا ستره الله" فلا ينبغي أن تحمل همًّا كثيرًا ما دمت ترى أن هذه الزوجة صالحة لك اليوم.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقر عينك بزوجتك, وأن يصلح ما بينكما, وأن يصلح أحوالنا جميعًا, وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً