الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الوسواس في الطهارة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الله يعطيكم العافية على هذا الموقع المفيد، ويجعله في ميزان حسناتكم.

مشكلتي أني في أيامي هذه بدأ الوسواس يأتي بعد الاغتسال من الجنابة، ولا أستطيع أن أتخلص منه، ويشككني أني لم أغسل بعض أعضائي، ومرات أغتسل مرتين وراء بعض، فما نصيحتكم؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحباً بك أيها الولد الحبيب، ونشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يذهب عنك ما تجد من الوساوس.

نصيحتنا لك أيها الحبيب أن تجاهد نفسك للتغلب على هذه الوسوسة، وذلك بعدم الالتفات إليها، وترك الاسترسال معها، ولا علاج أمثل وأحسن لهذه الوساوس من هذا العلاج، وقد جربه الموفقون وانتفعوا به كثيراً، كما قرر ذلك العلماء قديماً وحديثاً.

نحن على ثقة تامة بأنك إذا سلكت هذا الطريق فإنك ستتعافى من هذه الوساوس قريباً -بإذن الله تعالى- فكلما جاءك الشيطان وحاول أن يوسوس لك بأنك لم تغسل بعض أعضائك فلا تلتفت إلى هذا الوسواس، واعتمد على أنك قد غسلت هذه الأعضاء، وكن على ثقة بأن ما تفعله من الإعراض عن هذه الوسوسة هو ما يحبه الله تعالى ويريده منك، ولا تلتفت لما قد يحاول الشيطان أن يزينه لك من أن الورع والاهتمام بالعبادة، والاحتياط لها، بما يقتضي أن تعيد غسل هذه المواطن، فإن هذا السلوك ليس هو الورع الذي يحبه الله تعالى ويريده، بل هو اتباع لخطوات الشيطان.

الشيطان يريد بذلك أن يكره إليك العبادة، ويبغضها إليك، وسيستمر بك خطوة بعد خطوة حتى تستثقل هذه العبادة وتكون من أشق الأشياء عليك، مع أن الله سبحانه وتعالى لم يجعل علينا في الدين حرجاً ولا عناء ولا مشقة، وقد قرر فقهاء الشرعية أن الشك لا يلتفت إليه في موضعين، الموضع الأول إذا جاء بعد الانتهاء من العبادة، والموضع الثاني إذا صدر الشك من الشخص الموسوس أو الذي كثرت منه الوسوسة، وذلك بأن يأتيه الوسواس كل يوم ولو مرة واحدة، وبهذا تعلم أنك مطالب بأن تعرض عن هذا الوساوس إعراضاً كلياً، ولا تعره اهتماماً، ولا تعمل بمقتضاه، فإذا انتهيت من غسلك فابن أنك قد غسلت جميع جسدك، ولا تلتفت لشيء وراء ذلك، حتى يذهب الله سبحانه وتعالى عنك هذه الوساوس.

نسأل الله تعالى أن يفقهك في دينه، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً