الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي كثير الشجار مع أمي، لقد تغير فجأةً، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.
دون مقدماتٍ سأطرح مشكلتي التي ضقت ذرعاً بها.
أبلغ من العمر 15 عاماً، وأنا راشدةٌ بعقلي، وكوني أكبر أخواتي جعلني على قدرٍ من المسؤولية.

في الواقع إن أبي وأمي كثيرا الشجار، وقد ازداد الأمر في الفترة الأخيرة، فيا أهل الخير إني أكتب إليكم لعلي أجد فيكم من ينظر إليّ برحمةٍ، ويدعو لأبي وأمي بالتوفيق.

لا يكاد يمضي أسبوعٌ إلا والأمور تزداد سوءًا، حتى إني أكره العودة إلى المنزل، أن أبي طيب النفس، وكريمٌ مع الغرباء ومع أقاربه، لكن معنا -وبالأخص أمي- كثير الصراخ والاستهزاء بها، بالرغم من أنه لم يكن هكذا في السابق، لقد تغير فجأةً؛

أمي مسكينةٌ، فهي تحملت ولا زالت تتحمل، مع أنها أصيبت بمرضٍ مجهولٍ في عظام صدرها ويزداد مع الحزن الدائم، إني خائفةٌ عليها، ولا يسعني سوى الدعاء لها، ولا يسعني تخيل الحياة إذا انفصلا عن بعضهما.

أبي بارٌ بوالديه كثيراً، ويصلي، لكن كلامه بذيءٌ للغاية تجاه أمي وأحياناً تجاه أبنائه.
انصحوني ماذا يجب أن أفعل؟ وشكراً لكم كثيراً، ولا تنسوني من الدعاء، ولأهلي.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأهلاً بك ابنتنا الفاضلة في موقعك وبين إخوانك وآبائك، وإننا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يهدي والدك وأن يبارك فيه، وأن يرزقكم جميعاً الهدوء والاستقرار.

ابنتنا الفاضلة، لا شك أن ما فعله الوالد من سبٍ أو إيذاءٍ أمرٌ لا يقره الشرع، ونحن لا نعلم الدافع إلى ذلك، لأن الدافع إذا عُلم وسهل التخلص منه انتفت هذه العلة، فمواصفات أبيك كما ذكرت يظهر أنه شخصيةٌ طيبةٌ، ومثل تلك الشخصية لا تصرخ من فراغ، فاجتهدي في تحديد المشاكل التي تجلب المشاكل، ويمكنك إذا حصرتها أن تراسلينا لنتشارك سوياً في حلها.

لكن هناك أموراً تستطيعين أن تفعليها، منها ما يلي:
1- تطييب خاطر والدتك، والحديث إليها، وتحمل بعض الأعباء عنها من تنظيف بيتٍ أو معاونة أخواتك، المهم أن تشعر والدتك بأن أحداً يهتم بها، هذا سيخفف عنها كثيراً ويجعلها أقدر على التحمل.

2- قد ذكرتٍ أن والدك طيب النفس وكريمٌ مع الغرباء، وهذا يبين أن والدك ليس من هؤلاء الذين يجاهرون بالمعصية ويتفاخرون بها، وهذا أمرٌ جيدٌ يدل على حسن معدنه، ولذلك نوصيك أن تهتمي أنت به على وجه الخصوص، ولا تهربي من شدة قوله، واعلمي يقيناً يا ابنتي أن والدك يحبك كثيراً جداً مهما ظهر أمامك قاسياً، اجتهدي في أن تبني بينك وبينه جسراً من الود والحب والألفة، فإن هذا سيدفعه إلى زيادة حرصه على البيت ومراجعة نفسه.

3- يمكنك أن ترسلي رسالةً إلي شيخ المسجد ليتحدث عن قول الله "وعاشروهن بالمعروف"، وعن حق الزوجة على زوجها التي فرضها عليه الإسلام.

4- كثرة الدعاء إلى الله والتضرع إليه أن يصرف الله عنكم تلك الغمة، فإن الدعاء سهم العبد الصائب، متى أطلقه بصدقٍ وإخلاص استجيب له.

نسأل الله أن يبارك لك في والديك، وأن يرزقهما حسن المعاشرة، وأن يجمعكم دوماً على الخير.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً